بيان بعض مصطلحات علوم الحديث:السند الإسناد المتن الحافظ السنة والحديث النبوي، الخبر، الأثر، والسند والإسناد، المتن، المخرِج، المخْرَج، المسنِد، المحدّث، الحافظ. وقفنا في الأسبوع الماضي مع المصطلحات الأربع الأولى من هذه الكلمات التي يكثر المحدثون من ذكرها. واليوم نقوم بمعرفة مدلولات باقي المصطلحات. السند لغة: قال الزمخشري : سند الجبل والوادي هو مرتفع من الأرض في قبله، والجمع أسناد... ومن المجاز: حديث قوي السند، والأسانيد قوائم الحديث. والأسانيد جمع أسناد بفتح الهمزة الذي هو جمع سند، والتعبير بالقوائم أن الحديث والمراد هنا متنه فقط إنما يقوم على ما يسبقه من الرواة الناقلين له، وأن بها تتميز صحة المتون وعدم صحتها، وبها تعرف قيمة الحديث. وقال الفيومي : السند ما استندت إليه من حائط أو غيره. وقال ابن منظور: من المجاز سيد سند، وهو سندي أي معتمدي. وأما اصطلاحا فهو: الطريق الموصلة إلى المتن، يعني سلسلة الرواة الموصلة للحديث، أو رجال الحديث. والمناسبة بين المعنى اللغوي، والمعنى الاصطلاحي، هي أن الحديث يستند إلى طريقه ويعتمد عليه، فهو إنما يكتسب القوة والضعف منه، تبعا لأحوال رواته، أو لخصوصيات الطريق من الاتصال والانقطاع. وسمي بذلك أيضا لأن رجاله يسندون الحديث إلى مصدره. الإسناد هو الإخبار عن طريق المتن. أي حكاية رجال الحديث. المتن والمتن لغة هو : ما صلب من الأرض وارتفع. واصطلاحاً هو: ما انتهى إليه السند من الكلام. سواء كلام النبي صلى الله عليه وسلم. أو كلام الصحابي أو التابعي. أي هو النص المنقول إلينا من خلال سلسلة الرواة. المُخرِج: اسم فاعل فانهم يقولون: هذا حديث خرَّجه أو أخرجه فلان أي ذكر رواته أو ذكره عن رواته. فالمخرج- بالتشديد أو التخفيف- هو ذاكر رواة الحديث كالبخاري ومسلم ونحوهما. المَخرَج: اسم مكان فانهم يقولون: هذا حديث عرف مَخرجَه أو لم يعرف مَخرجَه -فتح الميم والراء - أي رجاله الذين رووه لأن كلاًّ من رواته موضع صدور الحديث عنه. المُسنِد: هو: من يروي الحديث بإسناده سواء كان له علم به أو ليس له إلا مجرد الرواية. المحدّث: هو: العالم بطرق الحديث وأسماء الرواة والمتون، فهو أرفع من المُسنِد. الحافظ الحافظ: هو: مرادف للمحدث عند بعض السلف، وبعضهم خصَّ الحافظ بمن هو مكثر لحفظ الحديث متقن لأنواعه ومعرفته رواية ودراية ومدرك لعلله. ولذلك قال الإمام الزهري: لا يولد الحافظ إلا في أربعين سنة. مراتب أهل الحديث هذا، وقد ذكر العلامة المناوي لأهل الحديث مراتب: أولها الطالب وهو المبتدئ، ثم المحدث وهو من يتحمل الحديث ويعتني به ودراية، ثم الحافظ وهو من حفظ مائة ألف حديث متناً وإسناداً ووعى ما يحتاج إليه، ثم الحجة وهو من أحاط بثلاثمائة ألف حديث. ثم الحاكم وهو من أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متناً وإسناداً، وجرحاً وتعديلاً وتاريخاً. وممن اشتهر به أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابورى المعروف بالحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك على الصحيحين. وزاد بعضهم لقب أمير المؤمنين. وهو لقب لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر من أئمة الحديث كشعبة وأحمد والبخاري والدارقطني وابن حجر العسقلاني وأمثالهم. قال الحافظ السيوطي: وقد لقب به جماعة، منهم: سفيان وابن راهويه وغيرهم. وقال يحيى بن سعيد القطان: مالك أمير المؤمنين في الحديث. وكان شعبة بن الحجاج، يلقبونه بأمير المؤمنين في الحديث. إعداد: خليل بن الشهبة