أكد سياسيون وخبراء شاركوا في محاضرة نظمها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بالكونجرس الأمريكي ظهر الجمعة الخامس والعشرين من أبريل الحالي بالكونجرس الأمريكي ضمن فعاليات مؤتمر كير القيادي التدريبي السنوي الرابع على أهمية النظر إلى مشاركة المسلمين الأمريكيين في العملية السياسية من خلال منظور شامل يأخذ في اعتباره الأبعاد المختلفة لهذه المشاركة وتاريخ نشاط المسلمين وغيرهم من الأقليات الأمريكية على المستوى السياسي في الولاياتالمتحدة. وقد شارك في اللقاء خبير اللوبي ويندل بيلو رئيس احدى شركات اللوبي والعلاقات العامة بواشنطن، والسياسي المسلم الأفريقي الأمريكي جميل جونسون رئيس موظفي النائب جورجي ميكس (من ولاية نيويورك)، وعاصم غافور وهو مسلم يترأس شركة علاقات عامة واستشارات قانونية في واشنطن، وجيسون إرب مدير الشئون الحكومية بكير، وأدار اللقاء جاد حميدان المدير التنفيذي لمكتب كير بولاية أوهايو. وقد أشار جاد حميدان في تقديمه للمحاضرة على طبيعة الدين الإسلامي كأسلوب للحياة يفرض على المسلمين الاهتمام بكافة شئون مجتمعاتهم والانخراط فيها، كما أكد على أن الإسلام يحث المسلمين على تغيير واقعهم إلى الأفضل، وعلى أن أفضل تغيير هو التغيير الذي يتم من الداخل. وقال حميدان أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وضعت المسلمين في أمريكا تحت أضواء شديدة في واشنطن وفي كافة أنحاء الولاياتالمتحدة، وقال حميدان أن الأضواء الشديدة المركزة على المسلمين في أمريكا قد تدفع بعضهم إلى الخوف منها ومحاولة تفاديها، وقال أنه ينبغي على المسلمين الأمريكيين أن ينظروا لهذه الأضواء كفرصة لتوضيح صورة وقضايا الأمة الإسلامية بالولاياتالمتحدة. وأشار ويندل بيلو في مقدمة حديثه إلى أن المشاركة في العملية السياسية الأمريكية هو مسئولية وواجب على جميع المواطنين الأمريكيين بما في ذلك المسلمين الأمريكيين، وقال أنه ينبغي على كل مواطن أمريكي أن يسمع صوته للآخرين وينبغي على بقية المواطنين أن ينصتوا له. وتناول بيلو في حديثه بعض المهارات التي ينبغي التحلي بها في أنشطة اللوبي والضغط السياسي مثل القدرة على الوضوح وتحديد الهدف بشكل دقيق، وتقدير المنخرطين في أعمال اللوبي لعنصر الوقت وأهميته وندرته في حياة السياسيين وأعضاء الكونجرس، وأهمية التركيز على بناء علاقات الصداقة طويلة المدى مع رجال الكونجرس ومساعديهم. ووصف بيلو العاصمة الأمريكيةواشنطن بأنها أشبه بمدينة صغيرة يتغير سكانها باستمرار وقال أن عمل اللوبي الناجح يعتمد على بناء العلاقات الشخصية مع أعضاء الكونجرس ومساعديهم. وقال عاصم غفور أن على المسلمين الأمريكيين أن ينظروا إلى نشاطهم السياسي كجزء من عملية تاريخية مستمرة قامت بها جماعات أمريكية عديدة مختلفة قبلهم وسوف تقوم بها جماعات أخرى عديدة ومختلفة بعدهم مما يفرض على المسلمين المثابرة والاستمرار في عملهم والسعي الحثيث إلى بناء علاقات الثقة والتفاهم بينهم وبين الجماعات السياسية المختلفة بشكل مستمر، وقال أنه ينبغي على المسلمين أن يستمروا في الدفاع عن قضاياهم ومنظماتهم بشكل مستمر وبصوت عال وقوي ومنظم. وقال جيسون إرب أن تعريف كلمة المواطنة في اللغة تفرض أمرين، وهما واجب طاعة قوانين البلاد، وحق التمتع بحقوق المواطنة كاملة، وقال أن على المسلمين واجب طاعة القوانين الأمريكية وفي المقابل من حقهم أن يتمتعوا بكامل الحقوق والحريات المكفولة في الدستور الأمريكي. واستعرض جيسون إرب في كلمته القوانين والسياسات المختلفة التي فرضت بعد أحداث سبتمبر والتي تحد من حقوق وحريات المسلمين في أمريكا، وقال أن بعض الجماعات الأمريكية المتشددة تحاول تصوير اعتراض المسلمين الأمريكيين على هذه القوانين المجحفة بحقوقهم على أنه أمر يتعارض مع وطنيتهم الأمريكية، وقال أن العكس هو الصحيح فمن حق المسلمين كمواطنين أمريكيين أن يدافعوا عن الحقوق والحريات التي يكفلها القانون الأمريكي بما فيه صالحهم وصالح كافة أفراد الشعب الأمريكي. أما جميل جونسون فقد على أهمية النظر إلى وجود المسلمين في أمريكا ونشاطهم للحصول على حقوقهم في المجتمع الأمريكي كجزء من عملية تاريخية مستمرة شاركت فيها جماعات أمريكية مختلفة قبلهم مشيرا إلى بعض الأقليات الأمريكية - وعلى رأسها الأفارقة الأمريكيين – التي عانت من التمييز الشديد في الولاياتالمتحدة، وقال أن هذه الجماعات ثابرت وكافحت حتى حصلت على حقوقها. وقال جونسون أن الدين الإسلامي بطبيعته دين كفاحي يهدف إلى بناء أجيال مسلمة تجمع بين الإيمان والعمل وتسعى إلى تغيير مجتمعاتها إلى الأفضل في ظل هدى القرآن والسنة، وقال أن من يريدون تحسين أوضاعهم عليهم أن يتوقعوا ويستعدوا لمواجهة ظروف صعبة، ولكن ينبغي عليهم أيضا أن يدركوا أن مع العسر يأتي اليسر، وقال أن على المسلم آلا ينتظر رؤية ثمرة عمله في الحياة الدنيا بل عليه السعي والكفاح لما فيه خير مجتمعة وخير أجيال المستقبل حتى ولو لم يرى ثمرة كفاحه في حياته. كير-واشنطن