بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها البلاد، عاد الأمل إلى نفوس المغاربة، بعد ارتفاع معدل مستوى ملء السدود الوطنية في المملكة، والذي بلغ بتاريخ يومه الخميس 20 مارس 2025 إلى 36.63%، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى استفادة الفرشة المائية من هذه التساقطات المهمة. وفي هذا السياق، أكد محمد بن مخلوف، أستاذ علم الجيولوجيا بجامعة عبد المالك السعدي، في تصريح ل" رسالة 24 "، أن التساقطات المطرية الأخيرة ستؤثر بشكل إيجابي على الفرشة المائية للبلاد، حيث ستساهم في تعزيز المخزون المائي للسدود وتحسين مستوى الفرشة المائية. مم سيسهم في التخفيف من آثار الجفاف ويحسن فرص نجاح الموسم الفلاحي الحالي. غير أن تأخر التساقطات وقرب فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة يزيد من تبخر نسبة كبيرة من المياه قبل تسربها داخل الفرشات المائية. وعن مدى مساعدة هذه التساقطات المطرية الأخيرة في تجاوز تحديات المغرب في إدارة المياه، يستعرض بن مخلوف عدة جوانب، أولها تعزيز المخزون المائي من خلال زيادة مخزون المياه. حيث تساهم التساقطات المطرية في تعزيز المخزون المائي للسدود والبحيرات، مما يقلل من الضغط على موارد المياه. وسترفع التساقطات من مستوى الفرشة المائية، مما يحسن فرص نجاح الموسم الفلاحي. إضافة إلى ذلك، تساعد في تحسين إدارة المياه عبر تشجيع تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي. من جانب آخر، فإن هذه التساقطات تدعم تطوير البنية التحتية للمياه، مثل السدود والقنوات والأنابيب، مما يعزز من قدرات البلاد في مواجهة تحديات المياه، وتلعب دورا في دعم التنمية الاقتصادية، إذ تعزز الإنتاج الزراعي، مما يسهم في تحسين الدخل القومي وتطوير الاقتصاد، فضلاً عن دعم الصناعات التي تعتمد على المياه، مثل الصناعة الغذائية والكيميائية. وأخيراً، تساهم التساقطات المطرية في تعزيز الأمن المائي، مما يقلل من خطر الجفاف والفيضانات، كما تساهم في تحسين الصحة العامة، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على المياه الجوفية.