وضع إعلان مدينة مراكش للمؤتمر الخامس والثلاثين للغرفة التجارية الدولية، والذي ختم أشغاله أول الأمس الأربعاء 9 يونيو اليد على قضايا كبرى تفاعل في دول العالم كالفقر، وغياب العدالة، والبطالة، وانعدام الأمن، القضية المصيرية في فلسطين، والعلاقة بين العالم الإسلامي والغرب، والبيروقراطية المستحكمة، والحكامة الفاسدة (تدبير الشأن العام)، وأخطار البيئة، وافتقار القيادة الرشيدة وضبابية الرؤية السياسية. وهكذا جاء في الإعلان أن المقاولات التجارية، إضافة إلى إنتاج الثروة المهمة الأساسية لها، مهتمة كذلك بالمشاكل الكبرى التي يتخبط فيها العالم لأنها هي التي تكيف نشاطها. وفي الإعلان ذاته وُجهت أربع رسائل أساسية إلى كل من مجموعة الثمانية المنعقدة في سي إيسلاند، وحكومات العالم، والمفاوضون في إعلان الدوحة، وإلى المقاولين أنفسهم، وتمت الإشارة إلى أن التجارة العالمية تعتبر من بين أهم المحركات للتطور الاقتصادي والاجتماعي في العالم، لكن مع الأسف هذه التجارة لا يمكنها حل جميع المشاكل المرصودة، رغم أنها وسيلة فعالة من أجل تحسين الموارد والمعارف، وتبادل الاحترام بين جميع الحضارات. واعتبر الإعلان كذلك أن الاتفاقات المتعددة الأطراف والمتفاوض في شأنها ضمن منظمة التجارة العالمية ضرورية من أجل تطوير العلاقات التجارية القانونية بين الدول، وخاصة بين دول الشمال ودول الجنوب، آملا أن يصل إعلان الدوحة إلى مبتغاه في أحسن الآجال. من جهة أخرى، أشار متدخلون في آخر مائدة مستديرة في المؤتمر عقدت حول إعلان الدوحة ومآله في اجتماع جنيف يوليوز المقبل، إلى أنه من المنتظر أن يواجه الإعلان صعوبات سواء من لدن المتحفظين على عولمة التجارة، وفتح الأسواق بسرعة غير محسوبة، أو بسبب قدرة الدول الغنية نفسها على تدبير الخلاف بينهم حول الأولويات، إذ تعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا أن أولى أولوياتها هي الهاجس الأمني وليس التجارة العالمية، كما أن الولاياتالمتحدة تسعى كما قال رئيس الغرفة التجارية الدولية في ندوة صحفية عقب انتهاء أشغال المؤتمر جاهدة إلى الانفراد بالدول الفقيرة لعقد اتفاقيات ثنائية غير محمودة العواقب على هذه الدول، وزاد جون غوني فورتو قائلا إن المغرب مثلا سيواجه متاعب من خلال عقده اتفاقية فردية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، داعيا المغرب إلى الدفع كذلك في إطار عقد اتفاقيات متعدد الأطراف. عبد الغني بلوط