ردا على المزاعم التي أطلقتها صحيفة إسبانية أخيرا تقول فيها إن المغرب يقوم بمراقبة أئمة مساجد المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، نفى مفوض الحكومة الإسبانية بسبتةالمحتلة، خيرونيمو نييتو أن يكون للمغرب دخل في الأمر، قائلا إن المغرب لا يسيطر على الخطب في سبتة أو مليلية وأنه لا يمكن ذلك حتى في المغرب، على حد قول المفوض الذي اعتبر، في هذا السياق، أن هذا الخبر مبالغ فيه. ووفق ما ذكرته إحدى الجرائد الإسبانية المحلية بمليلية المحتلة، أشار نييتو إلى النبأ الذي نشرته صحيفة لا راثون الإسبانية بشأن استدعاء الحكومة المغربية لأئمة سبتة ومليلة المغتصبتين منذ هجمات الدارالبيضاء الإرهابية بشكل دوري لمراجعة خطبهم وللتأكد من خلوها من أية إشارات متطرفة، وأنها تطلب منهم كذلك أن يؤكدوا في خطبة الجمعة على تبعية الصحراء للمغرب. وأكد مفوض الحكومة الإسبانية بسبتةالمحتلة أنه يجب وضع (هذا النبأ) بين قوسين حتى يتم التأكد من الأمر، إلا أنه أشار إلى أن تدخل أي دولة في مراقبة مساجد دولة أخرى بدون شك ليس بالأمر الصحيح، داعيا، في هذا الصدد، وزارة الخارجية الإسبانية إلى وضع تقرير حول إمكانية إعطاء المغرب تعليمات لأئمة سبتة ومليلة المحتلتين، ومراجعة خطبهم. وزعمت، في وقت سابق، صحيفة لاراثون، نقلا عن تقرير سري هو الأول من نوعه التي تنجزه المخابرات الإسبانية في إطار مراقبة تحركات المسلمين وأماكن العبادة في العاصمة بعد تفجيرات مدريد وباقي مساجد إسبانيا، أن المغرب يستدعي أئمة مساجد سبتة ومليلية بشكل دوري لمراجعة خطبهم، وقالت إن السلطات المغربية تستدعي أئمة المدينتين السليبتين أسبوعيا منذ أحداث 16 ماي الإرهابية، لترشدهم إلى النقط التي يجب أن يستندوا عليها في خطبهم، بنية وقف انتشار ما أسمته الصحيفة بالتطرف الإسلامي، مثلما تدعوهم إلى التأكيد من خلال خطبهم على أحقية المغرب في السيادة على صحرائه الجنوبية، وفق قول الصحيفة. والواضح، بحسب مصدر مطلع كانت التجديد قد استقت تصريحه، أن ما روجت له المخابرات والصحافة الإسبانية ليس إلا مجرد تحريف لكلام وزير الأوقاف حين أعلن بالديار الإسبانية استعداد السلطات المغربية لإقامة قنوات للتعاون مع نظيرتها الإسبانية في المجال الديني، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصدق أمر مراقبة المغرب لمساجد بلد آخر، لأن ذلك يكون تدخلا في شؤون الآخرين. وبدا الطابع المغرض للتقرير المنسوب إلى المخابرات الإسبانية أكثر حين حاول، في موضع آخر، الإيهام بوجود روابط بين بعض منفذي تفجيرات مدريد وجماعة العدل والإحسان أو جماعة التبليغ المغربيتين أو بحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، بعد أن أشار التقرير إلى مرور عدد من منفذي هجمات مدريد الإرهابية ببعض المساجد، المقرب بعضها من هذه الجماعات، وفي الأمر ما فيه من إشارات ليست بالبريئة. يونس البضيوي