كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن القلق الزائد لا يؤثر على المشاعر والانفعالات العاطفية وحسب، بل يمتد أثره إلى الخلايا العصبية فى الدماغ، ويؤدي إلى اتخاذ القرارات الخاطئة. وقال الباحثون فى جامعة بيتسبرج الأمريكية، إن مشاعر القلق تؤثر بالسلب على عملية اتخاذ القرارات فى الحياة اليومية، ونشروا نتائج دراستهم اليوم الخميس، فى دورية "علم الأعصاب". وأوضحوا أن الدراسات السابقة ركزت على تأثير القلق على الدماغ، وخاصة على ردود الأفعال من الناحية العاطفية، لكن دراستهم كشفت أن هناك تأثيرًا سلبيًا للقلق على الحياة اليومية أيضًا. وللوصول إلى نتائج الدراسة، حلل الباحثون الخلايا العصبية الدماغية، المتواجدة في ما يسمى بقشرة "الفص الجبهي" (PFC)، لدى مجموعتين من الفئران. وقشرة "الفص الجبهي" هى منطقة موجودة فى الجزء الأمامي من الرأس البشرية، وتلعب دورًا رئيسيًا في عملية صنع القرار بمرونة. وتلقت المجموعة الأولى من الفئران، جرعات دوائية منخفضة تحفز على الشعور بالقلق، فيما تلقت المجموعة الأخرى دواءً وهميًا، بحسب الدراسة. وكان على المجموعتين اتخاذ قرار منطقى باستلام مكافأة من الغذاء، وتبين أن المجموعة الأولى لم تبال واتخذت قرارًا خاطأ وتركت المكافأة بسبب القلق، فيما اتخذت الثانية قرارًا صائبًا واستلمت المكافأة. وبيّن الباحثون أن دراستهم أثبتت أن الإفراط فى القلق يؤثر على الدوائر الكهربائية في المخ بأكملها، كما أنه يؤثر سلباً على عملية صنع القرار، مشيرين إلى أن النتائج يمكن أن تؤدي فى النهاية لتحسين علاجات اضطرابات القلق والأمراض النفسية الأخرى. ووفقاً للتحالف الوطني للأمراض النفسية بأمريكا، فإن اضطرابات القلق، واضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي، تؤثر على حول 18.1٪ من السكان في الولاياتالمتحدة. وكانت دراسة كندية أظهرت، أن تحول مشاعر التوتر والقلق عند بعض الأشخاص إلى حالة مرضية مزمنة يؤدي إلى تفاقم الإصابة بالأمراض العقلية، أبرزها "الزهايمر".