يدرك معظمنا أن التوتر والإجهاد يمكن أن يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وضعف الوظائف المناعية، والاضطرابات النفسية، لكن تشير نتائج دراسة جديدة إلى وجود علاقة بين ارتفاع مستويات هرمون الإجهاد (الكورتيزول) وبين فقدان الذاكرة القصيرة على المدى الطويل، والذي يصيب كثيرين عند الشيخوخة. بحسب الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة علم الأعصاب، قال باحثون من جامعة ولاية أيوا: "على الرغم من أن الكورتيزول يعزّز اليقظة والتنبه بشكل استثنائي، إلا أن استمرار ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترة طويلة يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية، مثل مشاكل الهضم، والقلق، وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم". وقال البروفيسور جيسور رادلي، أستاذ علم النفس ومؤلف الدراسة: "هرمونات الإجهاد إحدى الآليات التي نعتقد أنها تشبه عوامل التعرية بالنسبة للدماغ، مثلما تتعرّض الصخور على الشاطئ للأمواج، في النهاية تنكسر وتختفي". وقد بينت دراسات سابقة كيف يؤثر هرمون الكورتيزول على مناطق في الدماغ، لكن دراسة جامعة ولاية أيوا هي الأولى التي تبين كيف يؤثر هذا الهرمون على قشرة الفص الجبهي في منطقة الدماغ، والتي ترتبط بالذاكرة القصيرة. وعلى الرغم من أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أولية، قال البروفيسور رادلي: "هناك احتمال أنه يمكن إبطاء تراجع الذاكرة القصيرة لدى كبار السن إذا أمكن تقليل مستويات الكورتيزول من خلال بعض العلاجات، لكن لايزال الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات".