وجد باحثون أن الإجهاد النفسي يضر بالصحة ويقلل من مقاومة الجسم لنزلات البرد. بينما سبق للأطباء أن وجدوا أن ارتفاع مستويات الإجهاد قد يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، فإنهم اكتشفوا مؤخراً كيف يمكن للإجهاد النفسي أن يضر بالصحة. واتضح، وفقاً للنتائج البحثية الأخيرة، أن الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الذي يفرزه الجسم عندما نشعر بالقلق.
ربما يلعب دوراً رئيسياً في ذلك الأمر. ولفت الباحثون إلى أن ذلك الهرمون يعيق عمل جهاز المناعة بشكل مؤقت، وهو ما يخفض من استجابة الجسم الطبيعية للالتهابات مع الفيروسات والبكتيريا. ومع هذا، وجد الباحثون أيضاً أن الإجهاد المزمن يؤثر على استجابة الإلتهابات؛ حيث يصبح جهاز المناعة أقل حساسيةً بالنسبة للكورتيزول، حين يصبح الإجهاد قائماً بصورة مستمرة.
لذلك، فإنه وبدلاً من التخفيف من حدة الإلتهابات، يحظي ارتفاع مستويات الكورتيزول بصورة مزمنة بنتائج عكسية. وهو ما جعل الباحثين يقولون إن ذلك يفسر السر وراء أن الأشخاص المصابين بالإجهاد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد.
وفي تصريح له بهذا الخصوص لشبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية، قال الباحث الرئيسي في الدراسة الأخيرة دكتور شيلدون كوهين، أستاذ علم النفس بجامعة كارنيغي ميلون في بيتسبرغ :" تصبح الخلايا المناعية للأشخاص المجهدين أقل حساسيةً بالنسبة للكورتيزول. وتفقد القدرة كذلك على تنظيم الاستجابة الخاصة بالالتهابات، ولذلك فإنها حين تتعرض لفيروس ما، فإنها تصبح أكثر عرضة للإصابة بالبرد.
وأضاف كوهين :" تتنبأ قدرة جهاز المناعة على تنظيم الالتهابات بمَن سيصابوا بنزلات برد، لكن الأمر الأكثر أهمية هو أنها تُفسِّر كيف يمكن للإجهاد أن ينمي المرض. وحين يتعرض الأفراد للإجهاد، تصبح خلايا جهاز المناعة غير قادرة على الاستجابة للسيطرة الهرمونية، ومن ثم تفرز مستويات من الالتهابات تنمي المرض".