سعادة الأمين العام للأمم المتحدة، المسيرة الخضراء الثانية التي عرفتها عاصمة المملكة المغربية أيقظت فينا شعور الانتماء لهذا الوطن، وأخرجت 3 ملايين مغربية ومغربي من مختلف الأعمار والتلوينات السياسية والمدنية والمهنية، احتجاجا على تصريحاتكم النشاز حول الصحراء المغربية التي خرجت عن مقتضيات القانون الدولي وأعراف العمل الديبلوماسي. وهنا أود أن أوجه لسعادتكم رسائل شكر بعد الأحداث المتوالية التي شهدتها بلادنا عقب تصريحاتكم. شكرًا بان كي مون لأن جيلا بكامله شاهد نهاية الأسبوع الماضي مسيرة خضراء ثانية في الرباط، وفهم معنى الشعور الذي أحس به المغاربة خلال سبعينيات القرن الماضي. شكرًا بان كي مون، فتصريحاتك الشاذة وحدت أحزاب الأغلبية والمعارضة والحكومة وبرلمانيو الغرفتين على قلب رجل واحد وشجبوا خرجتك غير المسؤولة. شكرًا بان كي مون، لأنك استطعت إخراج مقيمين أجانب إلى شوارع الرباط تضامنا مع إخوانهم المغاربة. شكرًا بان كي مون، فقد تجاوزت "إيلترات" جماهير الكرة شجاراتها وشغبها اللارياضي واجتمعت وسط العاصمة مرددة شعارات تتغنى بحب الوطن. شكرًا بان كي مون، لأن ذوي الاحتياجات الخاصة تجاوزوا إعاقتهم وشاركوا باقي المواطنين في ترديد شعارات منددة بخروجك عن الحياد، ولأن الصم والبكم منهم رفعوا شعارات مكتوبة نابت عما يختلج صدورهم. شكرًا بان كي مون، فجنرالات جارتنا الشرقية توصلوا برسالة واضحة من عاصمة المملكة مفادها أن المغاربة لا يقبلون بمس ثوابتهم الوطنية وهم مستعدون لأسوء الاحتمالات. شكرًا بان كي مون، تصريحاتك المعادية للوطن أخرجت فئة قليلة من الناس، متخصصة في التغريذ خارج السرب، عن الإجماع الوطني. سعادة الأمين العام، القضية الآن تجاوزتكم، لأن الرسالة التي وصلت الى المنتظم الدولي مفادها أن لا حل لهذه القضية خارج السقف الذي اقترحته المملكة وهو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.. زلتكم إذن تقتضي الإعتذار وإرجاع الأمور إلى نصابها، أو الانسحاب وترك هذا المكان لمن هو أجدر بتوخي أقصى درجات الحياد في منصبكم الحساس.