تخوض الإدارة الأمريكية سباقاً مع الزمن لتحقيق مكاسب سريعة في العراق تساعد الرئيس بوش في معركته الانتخابية، خصوصاً بعدما ذكرت نتيجة استطلاع أن منافسه الديمقراطي جون كيري يتقدمه في 11 ولاية حاسمة. وأعلن مسؤولون في البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تقديم موعد الانتخابات في العراق، ليتم إجراؤها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقالت مصادر صحفية إن إدارة الرئيس بوش تدرس الإسراع بنقل السلطة للعراقيين عن طريق تقديم موعد أول انتخابات عامة هناك من يناير 2005 إلى وقت مبكر، وفي تاريخ قريب من انتخابات الرئاسة الأمريكية في نونبر المقبل. وحسب ما نقلت وسائل إعلام، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أول أمس إن الحكومة العراقية الانتقالية ستعلن في غضون أيام، وإن اجتماعها الأول سيعقد الاثنين المقبل، وقال إن مهمة مفوضها الإبراهيمي ستنتهي في العراق بحلول نهاية الشهر الحالي. وتردد بشدة أول أمس أن العالم النووي العراقي الدكتور حسين شهرستاني سيتولى رئاسة الحكومة الجديدة. غير أن الأخير أوضح بنفسه، حسب ما ذكرت الجزيرة نت أنه يفضل أن يخدم بلاده بطرق أخرى، وفق ما صرح به أحمد فوزي المتحدث باسم الأممالمتحدة في بيان من بغداد صدر في نيويورك. وطُرح اسم العالم النووي العراقي الدكتور شهرستاني، المقرب إلى المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني، أمس لتولي رئاسة الحكومة. وذكر مسؤولون أمريكيون أن شهرستاني اختارته الأممالمتحدة. وصرح شهرستاني نفسه لصحيفة واشنطن بوست بأنه سيوافق ولكن من دون حماس لو عرضت عليه رئاسة الحكومة، غير أن مسؤولاً كبيراً في سلطة الاحتلال نفى التصريحات الأمريكية. وقال: لم يتخذ قرار نهائي في شأن المرشحين لمنصب رئيس الوزراء. أي شخص يقول إن شهرستاني هو رئيس الوزراء مخطئ. وقال المتحدث باسم الاحتلال دان سينور إن الاختيار متروك للإبراهيمي، لكنه أضاف ما أفهمه أن التقارير الأولية عن شهرستاني غير صحيحة. والتقرير الذي يفيد بأنه تم بالفعل اختيار مرشح غير صحيح أيضا. وبدا محيراً لكثير من المراقبين أن اختيار شهرستاني سربته مصادر أمريكية في واشنطن، فإذا بالمتحدث باسم الاحتلال في بغداد ينفيه. وقال الإبراهيمي إن هناك رأي مطروح يرى أن لا داعي لتعيين الحكومة من قبل الحاكم الأمريكي للعراق المحتل بول بريمر، بل عبر مجلس الأمن الذي سيصادق على تشكيلها. وأكد أن هناك شبه اتفاق على أن يكون رئيس الوزراء من الشيعة، وهناك اتفاق على أن يكون شخصا ذا خبرة يتمتع بالقدر الكافي من التأييد من قبل القوى السياسية. وردد الإبراهيمي قول الإدارة الأمريكية إن 30 يونيو لن يكون موعدا سحريا يحل كل مشكلات العراق. من جهة أخرى، قال مسؤول عراقي إنه جرى التوصل لاتفاق بين قوات الاحتلال الأمريكي والزعيم الشيعي مقتدى الصدر من شأنه إنهاء الأوضاع المتوترة التي تشهدها مدينة النجف، بيد أن الشيخ قيس الخزعلي، أحد أعوان الصدر، نفى أمس التوصل إلى إنفاذ الاتفاق ما دامت سلطة الاحتلال الأمريكي لم ترد على المبادرة، وفق ما ذكر موقع الجزيرة نت. وكشف موفق الربيعي أن الاتفاق المؤلف من أربع نقاط جاء في صيغة رسالة موقعة من الصدر لمن سماهم أعضاء البيت الشيعي، وتتضمن أبرز بنود الاتفاق انسحاب غير كامل لكل من القوات الأمريكية ومقاتلي جيش المهدي من المدينة، وترك مهمة حفظ الأمن في النجف للشرطة العراقية وحدها، وعدم اتخاذ أي إجراء بشأن حل جيش المهدي والملفات القضائية المتعلقة باغتيال السيد عبد المجيد الخوئي. وأما المسؤولون الأمريكيون فقد أكدوا، من جانبهم، التوصل للهدنة، لإنهاء المعارك الدائرة في مدن النجف وكربلاء والكوفة، وقالوا إن الاتفاق على وقف إطلاق النار جاء نتيجة جهود رجال الدين الشيعة لإقناع الصدر بوقف المعارك. من جهة أخرى سارت دوريات مشتركة أمريكية وعراقية راجلة للمرة الأولى وسط كربلاء. وكان مقتدى الصدر قد أكد أنه ملتزم بتنفيذ مطالب المرجعيات الشيعية في ما يتعلق بالمظاهر المسلحة في العتبات المقدسة، وقال إنه يلتقي مع آية الله علي السيستاني في المطلب الرامي إلى خروج الأمريكيين من مدينة النجف. وعن صمت السيستاني، قال قيس الخزعلي هم يسمون أنفسهم حوزة صامتة فماذا أفعل لهم. وقال مراسل الجزيرة نت إن الحديث في النجف لا يتوقف عند صمت السيستاني بل يتعداه إلى اتهام جهات عراقية أخرى بالمشاركة في ضرب جيش المهدي. عبدالرحمان الهرتازي