رفض عبد الاله ابن كيران، رئيس الحكومة، تغيير مكان انعقاد اللقاء التواصلي مع طلبة الHEM، الذي احتضنته السبت 5 مارس 2016، قاعة الندوات التابعة لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، وذلك بعد حوالي ساعة من تناوله للكلمة، بسبب اقتحام القاعة من طرف العشرات من المحتجين، منهم طلبة ينتمون ل"البرنامج المرحلي" وكذا "الأساتذة المتدربين" و"المعطلين"، ومنع المحتجون رئيس الحكومة من متابعة تدخله. وبالرغم من إعلان المنظمين أكثر من مرة عن إنهاء اللقاء، أصر ابن كيران على إتمام مداخلته ومحاورة المحتجين، ورد ابن كيران على شعارات "القاعديين" بالقول، "لو كان الإسلاميون عصابات فاشية لن تستطيعوا المجيء إلى هنا للاحتجاج على رئيس الحكومة، إنكم تمارسون القمع وأنا لن اخضع للقمع ولا للفوضى ولن اخضع لكم"، مضيفا، "تضيعو ن وقتكم كما أضاعت أحزاب وقتها أربع سنوات، ونالت النتيجة التي رأيتم يوم 4 شتنبر"، وخاطبهم بالقول "أنتم لستم ديمقراطيين، عليكم أن تنصتوا أولا". وخاطب ابن كيران المحتجين قائلا، "عليكم أن تمتلكوا الشجاعة للاستماع إلى كلامي، لأنه يضر عددا من الناس، وحاربوني لسنوات طويلة ولحد الآن لم يستطيعوا القضاء علي، ومن أراد ذلك فليتقدم، أنا عمري أعطيته لهذا الشعب ولن أتراجع عنه"، وبعد حوالي نصف ساعة من توقف "الفوضى". عاد ابن كيران مجددا لتناول الكلمة، بعد رفضه إعطاء الكلمة للمحتجين "في ظل الفوضى"، وعلى أساس أن تُمنح خمس دقائق للفئات المحتجة، وقال ابن كيران، "وطنكم يمكن أن لا يكون في جامعته مطعم، ويمكن أن يصبر على الفقر والجوع، ولكن لا يجوز أن يصبر على الظلم وفقدان العدل، أقول لكم يا أبنائي وبناتي الأعزاء، يمكن أن أخطئ وأن انجح في بعض الملفات، لكن تأكدوا أنه في حدود صلاحياتي الحقيقية، بذلت مجهودا كبيرا لا يعلمه إلا الله، لكي تسوى وضعية هذا الشعب، حاضرا ومستقبلا". وبخصوص ملف الأساتذة المتدربين، قال ابن كيران، "أيها الطلبة المتدربون، مطالبكم استجيب لها، فلا تسمعوا للمحرضين"، وأضاف ابن كيران "أنا يا أولادي ويا بناتي أحاول أن أرجع التوازن الاجتماعي، أساهم في ذلك تحت قيادة جلالة الملك، وثانيا مع الشرفاء الموجودون في هذا البلد، لأن الخطر ليس أن يبقى المرسومان أو أن يسقطا، الخطر هو أن تصبح القوة هي الوسيلة التي يوصل بها إلى الحقوق، وساعتها سنتحول إلى مجتمع الغاب، القوة فيه هي التي تتحكم، وهذا خطر ما بعهده خطر، ولذلك فقد رأيتم من واجهني طيلة سنوات، وفعلا الله سبحانه وتعالى لم يمكنهم مني، واليوم أنا مازلت في رئاسة الحكومة، وأعرف بماذا أغامر حين أبقى فيها". وقال ابن كيران أيضا خلال جوابه على الأسئلة، "لن أقبل أن يأخذ الناس الوظائف لأنهم يحتجون، جعلتكم سواسية أمام المباريات، الأحقية لمن عنده الكفاءة، وليس لا للولاء الحزبي ولا للتدخلات السياسية ولا بالرشوة".