نفى وزير الفلاحة والتنمية القروية أول أمس الأربعاء أن تكون الأمطار الأخيرة أو أسراب الجراد قد أثرت على حجم المحاصيل المتوقعة من إنتاج الحبوب لهذا الموسم، موضحا في لقاء صحفي عقد في محطة فلاحية بضواحي العاصمة أن الآثار ستسجل على مستوى جودة الحبوب الخريفية الرئيسية الثلاث، وهي القمح الصلب والقمح اللين والشعير. وتشير التقديرات الأولية لوزارة الفلاحة أن الإنتاج الوطني من هذه المواد الغذائية الحيوية سيقارب 81 مليون قنطار، وهو ما يمثل أحد أعلى المستويات المسجلة خلال السنوات الخمس عشر الأخيرة، وذلك بزيادة 4 % عن محصول السنة الفارطة، و78 % مقارنة مع معدل السنوات الخمس الأخيرة. وأوضح رئيس مديرية الإنتاج النباتي في الوزارة أنه لم يلاحظ حصول خسائر في الأراضي المزروعة بالحبوب بسبب التساقطات التي نزلت في الأسبوع المنصرم، هذه الأخيرة بلغت مجموعها خلال السنة الحالية وإلى غاية 10 ماي الحالي 397 مليمتر تقريبا، وهو مستوى أعلى ب 14 مليمتر من معدل سنة عادية، وأضاف مسؤول المديرية إنه إذا استمر نزول الأمطار في الأيام المقبلة فإن المتضرر سيكون إلى جانب جودة الحب المزروعات التي تأخر زرعها وإنباتها. ويعزى ارتفاع حجم الإنتاج الوطني من الحبوب، فضلا عن عامل الأمطار، إلى اتساع المساحات المزروعة بها إلى نحو 5,4 مليون هكتار بزيادة 2 % عن السنة الماضية، ويحتل فيها الشعير النسبة الأكبر (43 %)، بيد أن صنف القمح اللين هو الأكثر إنتاجية، بحيث يتوقع أن يصل إلى 35,6 مليون قنطار (44 % من المجموع). ولحماية المنتوج الفلاحي الوطني ودخل الفلاحة، تقرر فرض حماية جمركية طيلة فترة الحصاد لهذا الموسم (من فاتح يونيو إلى 30 غشت)، يرفع بموجبها من ثمن استيراد الحبوب من الدول الأجنبية بشكل يترك أفضلية في السعر للمنتوج الوطني، وقد صرح وزير الفلاحة بأن هذه الحماية المحدودة في الزمان ستحدث فرقا يتراوح ما بين 10 إلى 15 درهما بين المنتوج الوطني ونظيره الأجنبي. بيد أن شدد في المقابل بأن إجراءات حمائية من هذا القبيل للفلاحة الوطنية إلى زوال ولا يمكن الاستمرار في تطبيقها، وأشار في هذا الصدد إلى تحديات تحرير المبادلات في أفق سنة .2010 واستعرض الوزير في اللقاء الصحفي مختلف الجوانب المتعلقة بالموسم الفلاحي، سواء المرتبطة بالتدابير المتخذة عند انطلاقه كتمويل الفلاحين أو نظام تأمين الأراضي المزورعة بالحبوب ضد آفة الجفاف أو تمويل السوق الداخلي بالبذور والأسمدة والمبيدات والمكننة وحصيلة السقي ودعم الدولة لبرامجه. كما تحدث لعنصر عن ظروف الموسم 2003 2004 من حيث معدل التساقطات والمخزون المائي للسدود الفلاحية. وإلى جانب الحبوب التي تكتسي أهمية لدى المستهلك المغربي، قدم الوزير بلغة الأرقام والنسب مختلف أصناف الإنتاج الفلاحي النباتي منها والحيواني وتقديرات هذه الموسم، وينقسم هذا الإنتاج النباتي إلى أصناف هي: الحبوب الخريفية والقطاني الغذائية والزراعات الربيعية والزراعات السكرية والزراعات التصديرية والأشجار المثمرة. أما في موضوع الإنتاج الحيواني فيقدر عدد رؤوس الماشية 7,24 مليون رأس، أغلبها من ماشية الغنم (16,7 مليون رأس)، والباقي بين بقر وماعز. وقد أنتجت هذه الماشية في السنة الماضية (في غياب أرقام للموسم الحالي) ما يناهز 1,25 مليار لتر من الحليب، و392 ألف طن من اللحم الأحمر و320 ألف من اللحم الأبيض و3 ملايير وحدة من البيض. محمد بنكاسم