قتل الزعيم الشيشاني الموالي لروسيا أحمد قديروف وقائد القوات الروسية في القوقاز الجنرال فاليري بارناف في انفجار خلال حضورهما عرضا عسكريا في العاصمة الشيشانية غروزني بمناسبة عيد النصر. وقد اتهمت وزارة الدفاع الروسية على الفور المقاتلين الشيشان بالمسؤولية عن الانفجار الذي وصفته بالعمل الإرهابي، إلا أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى أمس. ووقع الانفجار في ملعب دينامو الرياضي وسط العاصمة غروزني. وكان الانفجار ضخما، وفق مصادر صحافية كانت حاضرة في مكان الانفجار، وخلف ما لا يقل عن 10 قتلى بينهم أيضا قائد شرطة غروزني إضافة إلى أكثر من 30 جريحا، مشيرا إلى أن أرقام القتلى والجرحى مرشحة للارتفاع. وأكد المتتبعون أن قدريوف والقائد العسكري الروسي هما المستهدفان الأساسيان في الحادث، وأن موقف موسكو سيكون حرجا، ويعد الانفجار مفاجأة كبيرة لالكرملين الذي ما فتئ يعلن أنه قضى على ما يسميه الإرهاب في جمهورية الشيشان، ورسالة إلى القيادة الروسية بأن الوضع في الجمهورية القوقازية لم يتغير. والجدير بالذكر، أن انفجارا مماثلا وقع العام الماضي أثناء الاحتفال بالمناسبة نفسها، لكن لم يسفر سوى عن وقوع إصابات فقط. وتأتي هذه العملية ضد الرئيس الشيشاني المعين من طرف الروس ضمن السجال بين المقاومة الشيشانية والاحتلال الروسي في أرض الشيشان، كما يأتي ذلك ردا على الانتهاكات ضد شعب الشيشان. وكانت مسؤولة في الحكومة الألمانية قد اتهمت الحكومة الروسية قبل شهرين بانتهاك المبادئ الدولية لحقوق الإنسان داخل جمهورية الشيشان. وقالت كلوديا روث مفوضة حقوق الإنسان بالحكومة الألمانية إن هناك معاناة إنسانية ل>أكثر من 60 ألفا من اللاجئين الشيشانيين في أنجوشيا». وأشارت روث إلى أن العمليات العسكرية الروسية في الشيشان أدت إلى انهيار معظم مقومات البنية التحتية بالبلاد، وتردي الحالة الأمنية في الشيشان؛ وهو ما لا يسمح بعودة هؤلاء اللاجئين من أنجوشيا. وأشارت روث إلى تزايد أعداد اللاجئين الشيشانيين (5 آلاف لاجئ شيشاني يقيمون في 3 معسكرات للاجئين في أنجوشيا، في حين يقيم نحو 55 ألف لاجئ آخرين لدى أقاربهم في هذه الجمهورية القوقازية المجاورة للشيشان). وسجلت المسؤولة الألمانية المحن التي تعرض لها ومازال يتعرض لها الشيشانيون داخل وخارج الشيشان بسبب الغزو الروسي لبلادهم، إذ قالت إنها استمعت خلال زيارة أجرتها أخيرا إلى أنجوشيا لعدد كبير من شكاوى اللاجئين الشيشان حول عمليات الاعتقال الروسية المتصاعدة ضدهم، مشيرة إلى حصولها على تقارير موثوقة تتعلق بنحو 500 حالة للاجئين شيشانيين لم يعثر لهم على أي أثر بعد اعتقالهم. وأشارت روث، رئيسة حزب الخضر الألماني، إلى دور أحمد قاديروف، رئيس الإدارة الشيشانية الموالية لموسكو، ونجله الأكبر رمضان قديروف وأجهزة الأمن الروسية والميليشيات العسكرية التابعة له. وتصر الإدارة الروسية والإدارة الموالية لها على وصم المقاومة الشيشانية بالإرهاب وتتهمها بأنها على علاقة مع ما يسمى بتنظيم القاعدة. وسبق للرئيس الشيشاني المنتخب أصلان مسخادوف أن نفى أي علاقة للمجاهدين الشيشان -ومن ضمنهم القائد شامل باسييف- بالتنظيم المذكور، مشددا على أن مقاتليه يخوضون حربا تحريرية مشروعة ضد القوات الروسية الغازية. وكانت القوات الروسية قد دخلت جمهورية الشيشان عام ,1999 وقامت بتعيين أحمد قديروف رئيسا للإدارة الشيشانية، لكن الشيشانيين اعتبروا قديروف خائنا، وأكدوا أن مسخادوف هو الرئيس الشرعي المنتخب. عبد الرحمان الهرتازي