فشل الحملة الإعلامية التي قادها سدنة التضليل الإعلامي الاستئصالي ملأت حطيئات الأحداث بغيظ كبير ينضح بين السطور وبحقد أعمى وسادية مرضية تعدت كل الحدود والأوصاف. فقد كتب حطيئتهم الأول، الذي ما فتئ يسبح ضد التيار ويتمنى لو انقلبت النواميس فخرج الدجال الأعور وطلعت الشمس من مغربها، مقالا ينضح بالغيظ من نجاح مؤتمر حزب العدالة والتنمية، ومن ظهور الدكتور سعد الدين العثماني في برنامج حوار، وهو حق طبيعي لحزب سياسي لطالما حرم منه، بينما صفق لإقصائه أدعياء الحداثة والديمقراطية. لقد كتب غاضبا مغاضبا يهدد بالويل والثبور، من مغبة عدم الاستئصال واعتبار حزب العدالة حزبا كباقي الأحزاب مشككا في المواقف والتصريحات مهددا بأن غدا لناظره قريب، ولم يستر غيظه وغضبه، ولم يمتلك إخفاء خيبة أمله وخسران سعيه وفشل ما نفثه من سموم لمدة طويلة رغم ما بذله من جهد في السباحة ضد التيار، فصاح بكل وضوح في أصحابه الاستئصاليين، أن موتوا بغيظكم. أما حطيئتهم الثاني فقال في كلام صباح وهو غير صاح، دعوى باطلة وعريضة تزعم أنه قرأ أعداد التجديد لسان حزب العدالة والتنمية!! على حد زعمه وقوله، وأعدادها لأيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء فوجدها متلبسة بجريمة الحديث عن جرائم الصهاينة واستشهاد الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي، وأنها ترى في تفكيك عصابات إرهابية بالدارالبيضاء ما يستوجب عنايتها واهتمامها وأن التجديد لو كانت حقيقة ضد الإرهاب الفكري وضد خطاب الكراهية لما سكتت عن الإنجاز الهائل الذي حققته قوات الأمن بالدارالبيضاء. ولو كان الحطيئة المذكور قد قرأ الأعداد المذكورة حقا لكان قد وجد ما انتقده على الجريدة في عدد يوم الإثنين الذي ادعى أنه اطلع عليه، فتحت عنوان كبير في الصفحة الثانية في سياق مواصلة التحقيق في أحداث 16 ماي حملة اعتقالات وبحث في مدن مغربية نهاية الأسبوع الماضي في مقال مركب ضم معطيات أفادنا بها مراسل التجديد بآزرو إضافة إلى معطيات البلاغ الصادر عن الإدارة العامة للأمن الوطني حول اعتقالات الدارالبيضاء. وبما أن مصادرنا في التجديد هي مصادر عادية تتمثل في الاجتهاد الذي يقوم به مراسلونا الذين يشتغلون بصفة تطوعية أو من خلال البلاغات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية، وبما أنه ليست لنا مصادر مثل مصادر الأحداث المغربية، وأحيانا أخبارا لا تتيسر إلا لأصحاب الحال ممن لديهم من الوسائل والأجهزة ما يصلون به إلى تفاصيل مداولات الاجتماعات الحزبية والجمعوية، فإنه لم يكن بإمكاننا أن نزيد في الموضوع على ما أكثر من ذلك. ولكننا لسنا في معرض تقويم الأداء الإعلامي ل التجديد لأن هذا ليست هو بيت القصيد، ولكننا نود فقط أن نقدم نموذجا من نماذج المرارة التي يعيشها ويحسها هذه الأيام أصحاب الأحداث المغربية، وهي المرارة التي دفعت بهم إلى التركيز البائس على معزوفة بائخة ممجوجة لم تفلح في تحقيق أحلامهم المريضة في الإجهاز على العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح، فهؤلاء ينطبق فيهم قوله تعالى (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) وقوله تعالى: (وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم). ونقول لمن يسبح ضد التيار إنه لم يبق لكم إلا أن تفعلوا ما فعله الحطيئة بعد أن لم يترك قريبا ولا بعيدا ولا كبيرا ولا صغيرا بهجائه، فما كان منه إلا أن هجا نفسه. فنحن ننتظر منكم قصائد هجاء في أنفسكم كما فعل الحطيئة. محمد السلاوي