منذ عام 1969 يطالب نحو 50 ألف مسلم يعيشون في سلوفينيا، التي انضمت للاتحاد الأوربي أخيرا، بإنشاء مسجد لهم، ولكن دون جدوى. صحيفة ليبراسيون الفرنسية تحدثت عن وضع المسلمين في سلوفينيا، الذين تقدر نسبتهم ب2,4 % من إجمالي عدد السكان الذين يدين 70% منهم بالكاثوليكية، ولخصت وجهة نظرها في ذلك الوضع بقولها: إن سلوفينيا تحتوي على 2850 جرسا للكنائس، بينما لا تحتوي على مئذنة واحدة. وفي شارع جرابلوفيسوكا بالعاصمة لوبليانا أضافت الصحيفة الفرنسية أنه لا يوجد سوى مبنى صغير يضم قاعتين للصلاة، لا يتحمل بأي حال أعداد المصلين الذين يتوافدون عليه لأداء صلاة الجمعة خاصة. ونقلت الصحيفة عن أحد البوسنيين الذين هاجروا إلى سلوفينيا في السبعينيات للبحث عن عمل قوله: "نسكن هنا منذ عشرات السنين، ولقد ولد أبناؤنا بهذا البلد، إلا أنه مع ذلك لا يوجد مكان لائق لنا لأداء الصلوات". أما حارث دراجانوفيك 27 عاما، وهو أحد النازحين من البوسنة عام 1992 فقال: "نواجه صعوبات كبرى في أداء الصلوات خلال الأعياد وخلال شهر رمضان، حيث يقبل المسلمون على الصلاة في جماعة". وأضاف "المسلمون يضطرون في الأحوال العادية وفي المناسبات الإسلامية إلى التجمع في بعض الشقق السكنية التي خصصت في الخفاء لتكون مراكز إسلامية، وتبلغ في الإجمال 15 منزلا". وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أن مسلمي سلوفينيا لا يجدون حتى الآن إجابة عن تأخر السماح لهم بإنشاء مسجد في هذا البلد المعروف بالتسامح، والذي سيطرت عليه أحزاب اليسار منذ استقلالها عام ,1991 وهي أحزاب لا تعارض إنشاء المساجد. و قال عثمان دجوجيك، مفتي سلوفينيا لصحيفة ليبراسيون: "منذ عام 1969 تم ترشيح ستة أماكن مختلفة لتكون مسجدا، إلا أنه في كل مرة تواجَه مطالبنا بالرفض من قبل إدارة التخطيط مرة، ومن قبل إدارة الحفاظ على الآثار مرة أخرى، ومن جهات مختلفة...". وأشار إلى أن الحكومة حولت المسألة إلى عمدة العاصمة لحلها. وقال دانيكا سيمسك عمدة المدينة من جانبه: "هذه المشكلة مثارة منذ 35 عاما، ويرجع ذلك إلى أنه لا يوجد أي فرد يريد أن يتحمل مسؤولياته"، وأوضح قائلا: "توجد معارضة قوية من جانب الكنيسة الكاثوليكية". وتابع: "يجب أن يعلم الجميع أن سلوفينيا أصبحت تجمع مجتمعا متعدد الثقافات والديانات". غير أن الصحيفة الفرنسية ذكرت أيضا أنه على عكس هذا الموقف المؤيد للمسلمين، فإن القسيس فرنك رود أعلن أخيرا عن معارضته لإنشاء مسجد، قائلا: إنه ضد "إنشاء مركز سياسي يمثل ثقافة أخرى على أرض سلوفينيا". وأشار موقع إسلام أون لاين إلى أن المجلس المحلي للعاصمة منح في دجنبر عام 2003 تصريحا للجالية المسلمة لإنشاء مسجد، إلا أن ميهال جارك عضو المجلس الذي ينتمي إلى اليمين قام بمعاونة جماعات يمينية متطرفة بحملة ضد مشروع إنشاء مسجد للمسلمين، جمع خلالها 12 ألف توقيع ضد قرار المجلس. واستنادا إلى أحكام قانون سلوفينيا صدر قرار بتجميد الموافقة على بناء المسجد، لحين إجراء استفتاء في لوبليانا حول إنشاء المسجد في الثالث والعشرين من شهر ماي 2004