قام تلفزيون قطر بتسجيل حلقات خاصة عن سيرة القرضاوي، وقد بثت الحلقة الأولى منه يوم الخميس 8 إبريل، ويوم الخميس 15 إبريل بثت الفضائية القطرية الحلقة الثانية من برنامج «ورثة الأنبياء»، وهذا الخميس 22 إبريل ستبث الحلقة الثالثة في التاسعة والنصف من برنامج «ورثة الأنبياء»وهو تقديم المذيع عبدالعزيز السيد رئيس قسم البرامج الاخبارية والوثائقية في تلفزيون قطر. هذه الحلقة من البرنامج يعاد بثها في الواحدة والنصف من بعد منتصف ليلة كل جمعة وفي الحلقة الثالة يكمل القرضاوي حديثه عن جوانب أخرى من حياته مليئة بالأحداث ذات الصلة بسنين حياته الأولى في المرحلة الابتدائية، وفي هذه الحلقة سيخبرنا القرضاوي عن ذكرياته وهو على مقاعد الدراسة في المعهد الأحمدي بطنطا، ويروي لنا تفاصيل دقيقة عن أهم الأحداث التي واكبها في فترة الأربعينيات من القرن العشرين، وحقيقة الصراعات المتوترة ما بين الحركات الإسلامية خاصة بين الاخوان المسلمون وحكومة الملك. ويروي القرضاوي مظاهر الاحتفال بالمناسبات الدينية وكيف يتسابق الناس على الاحتفاء بمناسبة سعيدة مثل عيد الأضحى، والسنة الهجرية الجديدة، والتي يشتهر بها أهل مصر، وتتسابق الجماعات الدينية علي إضفاء لمسات خاصة تبرز الوجه المصري في عاداته وتقاليده الإسلامية الأصيلة، ويتحدث القرضاوي عن هذه المناسبة وكيف كان ينتظرها بفارغ الصبر لتشكل منعطفاً مهماً في مسيرة حياته، وفرصة سانحة للتعرف أكثر على الاخوان المسلمين، وفي هذا الاحتفال تتجلى موهبته ونبوغه في قرض الشعر وهو في المرحلة الابتدائية، وسوف نتعرف على الوجه الآخر للشيخ القرضاوي الشاعر المبدع في القصائد الموزونة بلسان عربي فصيح ولم يتعد السنة الثانية من دراسته الابتدائية بالمعهد الأحمدي بطنطا، وذلك في مناسبة دينية حضرها حسن البنا، وسوف نستمع إلى القرضاوي في البرنامج وهو يلقي بعضاً من أبيات تلك القصيدة ويتحدث عن مناسبة لقائه بالشيخ حسن البنا مؤسس حركة الاخوان المسلمين، الذي طالما اشتاق إلى اللقاء به والاستماع إلى حديثه وفكره، ولذلك سيكون قدوم البنا إلى طنطا إحدى الحلقات المهمة والمكملة لمسيرة حياته مع الدعوة والاخوان المسلمين. كما يعطي القرضاوي في هذه الحلقة مساحة من ذكرياته وحديثه عن أستاذه ومعلمه في المعهد الأحمدي بطنطا فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي تتلمذ على يديه، وعن طبيعة العلاقة التي ربطت التلميذ بأستاذه، وإلى أي مدى ترك الشيخ محمد متولي الشعراوي أثراً كبيراً في مسيرة وعطاء تلميذه القرضاوي. أما في الحلقة الثانية فقد روى القرضاوي مرحلة حاسمة في حياته قبل ستين عاما، في قرية صفط تراب التي ولد فيها القرضاوي، ودراستة في الأزهر الشريف، وداخل الأزهر الشريف يتجول مقدم البرنامج عبدالعزيز السيد، مستنطقا جدرانها، ومديرها ومعلميها وبعض طلابها، للبحث في أروق المعهد عن الماضي الذي تحدث عنه القرضاوي، وعن نبوغه بالعلم، حيث تجول مع ذكريات القرضاوي وهو يروي قصة دراسته بهذا المعهد، والأحداث الحقيقية التي أثرت تأثيرا كبيرا في حياته وحدثنا عن المعهد الأحمدي بطنطا وفصوله الدراسية، ومكتبته العامرة، مكتسبا معرفة وخلقا وأدبا على يد مجموعة من أساتذته الكبار الذين يفخر بهم، ويسترجع الحلم المحفور في ذاكرته منذ طفولته ودعوات والدته بأن يجعل له مكانة عظيمة في المجتمع.. وقد تحقق له بفضل من الله ما أرادته أمه. كما روي القرضاوي ذكرياته على مقاعد الدراسة، والدور الذي ساهم به المعهد الأزهري في اثراء المجتمع المصري بالدعاة ورجال العلم والسياسة الذين كانت بصماتهم واضحة واسهاماتهم ساطعة في قيادة مسيرة النضال السياسي والفكري لمواجهة الاحتلال البريطاني، واجتثاث الفساد أيام الملكية، ومن هؤلاء الذين يفخر بهم المعهد الديني سعد زغلول ومحمد عبده وآخرون، شكلوا منعطفا بارزا في مسيرة النضال السياسي والفكري في مصر. كما نقلت كاميرا البرنامج عبر ردهات المعهد الأزهري لتبحث بين الخزائن القديمة لطالب العلم القرضاوي، وعن تقارير الأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم في المعهد الديني الأحمدي بطنطا وتميزهم البارز في علمهم وطريقة تدريسهم، وكانت لهم شهرة واسعة، وسمعة حسنة بين طلابهم، ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله. كما تعرفنا على البدايات الأولى للقرضاوي مع الإخوان المسلمين وكيف تأثر بأفكارهم وأهدافهم، وكذلك ظروف لقائه بالشيخ حسن البنا والاستماع إلى خطبه في طنطا، وهي أمور أحدثت تحولا مهماً في مسيرة حياته، لأن معرفته بعدد من الشخصيات أثناء دراسته بطنطا قد ساهمت بشكل آخر في تكوين شخصية رجل وداعية يشار إليه بالبنان