طالب المنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية المنعقد بزاكورة بالاعتراف الدولي بالواحات كمجال ينتمي للأنظمة الإيكولوجية الهشة، وبضرورة إدماج الخصوصيات الواحية في السياسات العمومية المرتبطة بالتنمية المحلية والوطنية عبر ضمان الالتقائية بين مختلف برامج التدخل، والتنسيق بين المعنيين (سلطات عمومية، تنظيمات محلية، مجتمع مدني، قطاع خاص، باحثون وجامعيون). ودعا نداء المنتدى المختتم بزاكوراة، يوم الأحد المنصرم، تحت شعار "الواحات وتحدي التغيرات المناخية: أي التقائية بين الفاعلين"، توصل"جديد بريس" بنسخة منه، إلى تحقيق عدالة مناخية تعود بالفائدة على ساكنة هذه المجالات (نمط السكن، مناطق الرعي، واحات...) التي تعتبر تاريخيا مقاومة وضرورية لكل آفاق التأقلم مع التغيرات المناخية. ونبه النداء المغرب وكل دول العالم إلى أن الواحات التي توجد على خط تماس المواجهة الحقيقية لآثار التغييرات المناخية، والتي لطالما شكلت الحارس الأمين لحضارات المجالات الجافة، تطلق اليوم صفارة الإنذار ضد التهديدات والأخطار المؤدية تدريجيا إلى انقراض هذا التراث الإنساني. وحذر المصدر ذاته، من المخاطر الحقيقية من قبيل قلة التساقطات المطرية، وتوالي سنوات الجفاف، وتصاعد وثيرة الأحداث المناخية الحادة، وكذا الثقل الواضح لانعدام الأمن الغذائي، وتدهور الأراضي والأتربة، مسجلا تضاعف هذه الآثار تحت وطأة أسباب متعددة من ضمنها النمو الديمغرافي، وارتفاع نسبة التمدن، ومختلف أنواع الضغوطات الممارسة على الموارد بما فيها السياسات العمومية غير ملائمة. وطالب المنتدى الدول بالاعتراف وتطبيق تشاركي لنمط تدبير مستدام للموارد الطبيعية والعقارية الواحية، عبر صهر المعارف التقليدية، التقنيات المبدعة، وأنظمة المتابعة والإعلام، التي تمكن من تقوية قدرات المقاومة لدى الواحات، وأنماط الحياة، منبها إلى الدور المهم لديناميات التشبيك التي تشكل آلية ضروية لتبادل المعلومات والتجارب بين مختلف الفاعلين. ويأتي عقد المنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية بزاكورة في دورته الرابعة جاء بعد انعقاد مؤتمر الأطراف كوب 21 بباريس نهاية السنة المنصرمة، ومن أجل التطلع إلى مشاركة هادفة وناجعة في فعاليات كوب 22 بمراكش، الذي سينعقد شهر نونبر 2016، بغية تطبيق اتفاق باريس. يذكر أن المنتدى انكبوا على مدى ثلاثة أيام، على تدارس تحديات ورهانات التغيرات المناخية في المجال الواحي، وكذا تقييم المبادرات الموجودة واستشراف الرؤى المستقبلية الملائمة للأنظمة الفلاحية الواحية، وذلك بمشاركة مدنيون، خبراء، باحثون، ممثلو مؤسسات عمومية، ومنظمات التعاون الدولي، وشبكة الدفاع والتنمية المستدامة لواحات المغرب.