دعا المشاركون في ختام أشغال الدورة الرابعة للمنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية، الذي نظم من 28 إلى 30 يناير المنصرم بزاكورة، إلى إدماج الخصوصيات الواحية في السياسات العمومية المرتبطة بالتنمية المحلية والوطنية عبر ضمان الالتقائية بين برامج التدخل والتنسيق بين كافة المتدخلين . وشدد المشاركون خلال هذه الدورة، المنظمة بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري وعمالة إقليم زاكورة والمجلسين الإقليمي والحضري والجماعات الترابية والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان، تحت شعار «الواحات وتحدي التغيرات المناخية، أي التقائية بين الديناميات المتدخلة»، على الأهمية التي تكتسيها المقاربة الفلاحية الإيكولوجية كعامل أساس في تنظيم واستدامة النظام الواحي، بما يمكن من المساهمة في التأقلم والتخفيف من آثار التغيرات المناخية. وأكدوا على ضرورة التنسيق والتشاور بين كل الفاعلين في المجال الواحي، مما يمكن من التوصل إلى التقائية و تناسق مبادرات التنمية المحلية، مبرزين الدور الهام لديناميات التشبيك، التي تشكل آلية ضرورية لتبادل المعلومات والتجارب بين مختلف الفاعلين. وذكر المشاركون بأن الواحات التي توجد على خط تماس المواجهة الحقيقية لآثار التغيرات المناخية طالما شكلت الدرع الواقي لحضارات المجالات الجافة، مثيرين الانتباه إلى المخاطر الحقيقية لهذه الآثار من قبيل قلة التساقطات المطرية و توالي الجفاف و تصاعد وتيرة الأحداث المناخية الحادة، وكذا الثقل الواضح لانعدام الأمن الغدائي وتدهور الأراضي و التربة. كما دعوا إلى تطبيق تشاركي لنمط تدبير مستدام للموارد الطبيعية والعقارية الواحية، عبر صهر المعارف التقليدية والتقنيات المبدعة التي تمكن من تقوية قدرات المقاومة لدى الواحات وأنماط الحياة فيها. وحسب المنظمين، فهذا المنتدى العلمي يرمي إلى الانخراط في السياق الدولي من أجل الوقوف ضد التغيرات المناخية وإطلاق دينامية (كوب 22) التي ستحتضنها مدينة مراكش خلال دجنبر المقبل، وإلى إنجاز تقرير عن الجهود العالمية ورفع مستوى الوعي لدى سكان الواحات وتحسسيهم بخطورة التهديدات التي تفرضها التغيرات المناخية واقتراح الحلول المناسبة على المستوى المحلي. فعلى مدى ثلاثة أيام انكب المشاركون (مدنيون وخبراء وباحثون وممثلو مؤسسات عمومية ومنظمات التعاون الدولي) على تدارس تحديات ورهانات التغيرات المناخية في المجال الواحي، وكذا تقييم المبادرات الموجودة واستشراف الرؤى المستقبلية الملائمة للأنظمة الفلاحية الواحية . ومن بين المحاور التي تم تداولها خلال هذا اللقاء « الواحات المغربية وبرامج مختلف المؤسسات العاملة في مجال مكافحة التغيرات المناخية « و « وضع المعارف المحلية والعلمية لمساعدة الواحات على التكيف مع التغيرات المناخية» و»دور المجتمع المدني الواحي في مكافحة التغيرات المناخية». كما ضم البرنامج تنظيم معرض لمنتوجات الصناعة التقليدية بمبادرة من غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة - تافيلالت.