اعتادت مصلحة المخيمات التابعة لكتابة الدولة المكلفة بالطفولة والشباب لسنوات عديدة، أن تنظم التدريب الخاص بتكوين مديري المخيمات الصيفية إلى جانب تدريب اقتصاد المخيمات بالمركز الدولي للتكوين والاصطياف الهرهورة بمدينة الرباط، لكنها خرجت عن العادة، خلال هذا الموسم الجاري، بتغيير مكان التدريب نحو مهد المخيمات الصيفية بالمغرب، وبالتحديد بمنطقة الأطلس المتوسط بمركز بن صميم و مركز عين خرزوزة ، الواقعين مابين مدينة ايفران ومدينة ازرو، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 3 و11 أبريل الجاري. وشكل هذا التغيير بعض التهيبات والسجالات لدى المشاركين من ناحية، وأيضا لدى الأطر المشرفة من ناحية أخرى على التدريب، و ترجع الأسباب إلى إكراهات البنية التحتية لفضاءات هذه المراكز التخييمية وضعف الإيواء والمرافق الأساسية التي تتيح تنظيم هذه الدورة التكوينية في ظروف مناسبة.. وقد واكبت التجديد هذه المحطة الربيعية بفضاء مخيمات الأطلس التاريخية، التي تعود بناياتها إلى فترة الحماية ,1948-1947 وسجلت الإرادة القوية لإنجاح هذه الدورة، مهما كانت التحديات والمعيقات. وأكد بنعيسى بنيشوتي، رئيس تدريب المديرين بمركز الاستقبال والتكوين عين خرزوزة، أن قرار انتقال الدورة من مركز هرهورة كان موفقا، على الأقل، لتعريف المرشحين لإدارة المخيمات في غضون السنوات المقبلة، بالوضعية الحقيقية لفضاءات التخييم ببلادنا، والتي تسعى الوزارة جاهدة، عبر سياستها الجديدة، لتأهيل مراكز التخييم لاستقبال 150 ألف مستفيد إبان هذا الموسم. ونوه بنيشوتي بالمستوى الثقافي والعلمي للمشاركين، حيث سجلت الإحصائيات نسبة هامة من مشاركة الدكاترة والباحثين وطلبة التعليم العالي. ومن التوصيات، التي دعا إليها المتدربون مسؤولو القطاع الطفولي، اعتبار التخييم قضية وطنية، وخروج المناظرة الوطنية، المنتظر تنظيمها عند نهاية هذا الموسم التخييمي، ببدائل حقيقية من أجل النهوض بالمخيمات الصيفية، والرفع من مستوى إمكانياتها المادية والبشرية. وفي تصريح لالتجديد، أشار الأستاذ حسن مريقة، عضو مكتب جمعية البحث لإدارة وتسيير المخيمات، إلى أن تلك التوصيات لا تتحقق إلا من خلال إعادة الدور الاعتباري لقطاع التخييم وتأسيس ميثاق وطني للتخييم ينبني على أساس المسؤولية المتبادلة بين الجمعيات وكتابة الدولة المكلفة بالطفولة والشباب. وأبرز الأستاذ محمد نوال، زائر لهذه المحطة التكوينية، التغيير الملحوظ على مستوى المضامين والعروض وطرق التلقين ومعالجة التقنيات الإدارية، كما أشاد بكفاءة الأطر المقتدرة التي ساهمت في ورشات التدريب أمثال محمد نعيم، المؤطر الدولي في مجال المخططات الاستراتيجية والبرمجة والتخطيط، ثم الأستاذ الباحث عبد العالي أبو إياد، والأستاذ مصطفى بن رحو، بالإضافة إلى رئيس التدريب الأستاذ بنعيسى بنيشوتي. يذكر أن مركز بن صميم احتضن تدريبين للمدربين وآخر في الاقتصاد، عرف هو الآخر مستوى لابأس به، حسب استقراء أغلب المشاركين، ويبقى على كافة المرشحين لإدارة المخيمات الصيفية لهذا الموسم إثبات جدارتهم وأهليتهم الميدانية عند اجتياز المرحلة التطبيقية خلال الفترة التخييمية المقبلة. محمد لعتابي