سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعترف احد عناصر قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) بأن المقاومة في مدينة الفلوجة غربي العاصمة العراقية بغداد ، تعد أشرس من أية مقاومة واجهها جيش الإحتلال فى حرب فيتنام .
اعترف احد عناصر قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) بأن المقاومة في مدينة الفلوجة غربي العاصمة العراقية بغداد ، تعد أشرس من أية مقاومة واجهها جيش الإحتلال فى حرب فيتنام . ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن هذا المحتل قوله: "إن المقاومة فى مدينة الفلوجة اشرس من اية مقاومة واجهها الجيش الامريكى فى فيتنام بالرغم من لجوء القوات الامريكية لاعنف الآساليب العسكرية وأكثرها فتكا". وأكد مراسل "التايمز" في العراق أن قوات الاحتلال الأمريكي لم تواجه مثل هذه المقاومة حتى أثناء اجتياحها للعراق منذ عام ، موضحاً حالة الحزن والبكاء التى تنتاب جنود الاحتلال الأمريكيين على قتلاهم فى المدينة التى فقدت بدورها مئات القتلى والجرحى من المدنيين العراقيين. وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قد نقلت قبل اسبوع عن مسئول صحي رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية تأكيده أن 18الف جندي أمريكي أخلوا من العراق لأسباب صحية ومرضية, وأن 15ألفا من قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان قدموا طلبات إعفاء من الخدمة, وأن 12ألفا خضعوا للعلاج الصحي, و 4600 جندى خضعوا للعلاج النفسي. كما نقلت الصحيفة عن الجنرال "ايريك شينسكى" رئيس أركان جيش الإحتلال السابق تأكيده أن قلة قليلة من الجنود الأمريكيين في العراق يؤدون المهام التي يكلفون بها على أكمل وجه. في الاطار نفسه كشفت تقارير صحفية أمريكية ان شركة "هاليبرتون" الأمريكية العملاقة ، التي حصلت على عقود بمليارات الدولارات فيما يسمى بعملية "إعادة الإعمار" في العراق ، تنوي الانسحاب من العراق والتخلي عن عملياتها هناك بعد تصاعد وتيرة المقاومة بصورة غير مسبوقة وامتدادها لمناطق واسعة في الجنوب والوسط . وتخشى الشركة الأمريكية ، التي كان يرأس مجلس إدارتها نائب الرئيس الأمريكي المتصهين "ديك تشيني" ، من تعرض المهندسين والخبراء العاملين لديها لعمليات قتل وخطف من جانب أبطال المقاومة العراقية . ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن مسئول أمريكي ان شركة أمريكية عملاقة أخرى ، بالإضافة الى "هاليبرتون" ، تدرس الانسحاب من العراق ، لكنه لم يكشف عن اسم هذه الشركة . من ناحية أخرى ، رفض 40 مهندسا بريطانيين التوجه الى العراق لمتابعة تعاقدهم مع إحدى الشركات العاملة هناك ، خوفا من تعرضهم للخطر في ظل تصاعد أعمال المقاومة . ويخشى المحللون من ان يؤدى تصاعد المواجهات في العراق الى إصابة جهود ما يسمى "إعادة الإعمار" بالشلل التام ، خاصة من توالي عمليات استهداف وخطف المقاولين العاملين مع سلطات الاحتلال . من جهتها ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان الإحداث التي تشهدها المدن العراقية أظهرت مرة أخرى عجز رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" على التخلص من "صداع الحرب ". وأوضحت الصحيفة ان الحكومة البريطانية التزمت لعدة أيام الصمت إزاء الأحداث الجارية فى العراق ، إلا ان "جاك سترو" وزير الخارجية خرج عن هذا الصمت ليعلن انه ما كان يتصور منذ عام ان تصل الأمور الى هذه الدرجة من السوء وان المشاكل تتفاقم بدرجة اكبر مما تم تخيله منذ عام . وأضافت الصحيفة ان سحابة العراق السوداء لم تفارق مخيلة "توني بلير" لحظة واحده وأنها سوف تظل تطارده حتى يحصل على تفويض جديد من الناخبين فى الانتخابات البرلمانية فى شهر مايو من العام القادم ، وهو ما يدفع "بلير" الى استعجال إجراء الانتخابات فى أسرع وقت ممكن . وأشارت الصحيفة الى ان الحكومة البريطانية تشعر بالقلق إزاء الصور التي تعرضها أجهزة الإعلام عن الأحداث الدموية فى العراق لان ذلك سيزيد من حجم الفئات المعارضة للحرب على العراق . وتوقعت الصحيفة ان يؤكد "بلير" والرئيس الامريكى "جورج بوش" خلال اجتماعهما فى العاصمة الأمريكية "واشنطن" فى الأسبوع القادم على صحة رؤيتهما للحرب وعلى تسليم السلطة للعراقيين فى الثلاثين من يونيو/خزيران القادم وعلى ان ما يحدث فى العراق حاليا من تدبير جيوب صفيره من المتمردين تعارض تحول العراق الى مجتمع ديمقراطي . وأضافت الصحيفة ان الطريق صعب مما سيدفع "بوش" و"بلير" على الاتفاق على ضرورة منح الأممالمتحدة دورا اكبر وان كان ذلك سيتوقف على مدى تأمين موظفي المنظمة الدولية لدى عودتهم الى العراق . واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول ان أعضاء مجلس العموم المعارضين للحرب لا يطالبون فقط بسحب القوات البريطانية وإنما أيضا بإنهاء عملها فى العراق الا ان "بلير" يرى إمكانية التغلب على المشكلات الراهنة شريطة التزام التحالف بموقف موحد . حتى صحافة العدو الصهيوني اعترفت بعجز القوات الامريكية عن مواجهة المقاومة العراقية الباسلة ، فقد سخر الكاتب الصهيوني والشهير "يؤيل ماركوس" من الفوضى الحالية في العراق والتي أحدثتها قوات الاحتلال الأمريكية وحلفائها، وقال في مستهل مقالته بصحيفة هاأرتس العبرية: "إن الشيعة والسنة اجتمعوا معاً –في ظاهرة غير مسبوقة- بفضل القوات الأمريكية التي لم تفلح في إصلاح الأوضاع في العراق عقب إسقاطها لنظام الرئيس العراقي المعتقل "صدام حسين"". وقال "ماركوس" :"يبدو أن نهاية الامريكيين في العراق ستكون مثل نهايتهم في فيتنام،فلقد أضحى جنود المارينز وحلفائهم أهدافاً على مدار الساعة للمقاتلين العراقيين الذين يثبتون يومياً ضراوتهم في القتال." وأنهى المعلق "الإسرائيلي" مقاله بالقول :"على بوش أن يتذكر ما حدث للجيش الامريكي في فيتنام،وبححر الدم الكبير في العراق لم يأت بعد، لو أنني مكانك لأعدت صدام حسين مرة أخرى العراق ،فهو وحده من يعرف كيف يسيطر على هذه الفوضى في أقصر وقت ممكن"...