كشف مصدر مطلع لالتجديد أن المقاومة العراقية ألحقت خسائر جسيمة بقوات الاحتلال الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.وكشف المصدر ذاته أن المقاومة داهمت في عملية واحدة أحد المعسكرات الأمريكية في الفلوجة بعد أن باغتت الحراس وقتلتهم، وقامت بتصفية حوالي 400 جندي أمريكي كانوا بين نائم ومخمور في تلك الليلة. وفي السياق نفسه، أكدت وكالات الأنباء والصحف الأمريكية أن صور الأكياس السوداء التي تضم جثث جنود أميركيين ومشهد الجنود وقد تحلقوا حول جثث رفاقهم للبكاء عليها، أصبحت تجد طريقها إلى شاشات التلفزة وصفحات الجرائد الأمريكية التي لم تعد تتردد في إظهار الجانب الحقيقي للحرب المؤلمة في العراق. ويقول خبراء الإعلام أن تزايد عدد القتلى ووقوع أحداث مروعة مثل التمثيل بجثتي أربعة أمريكيين قتلوا في مدينة الفلوجة العراقية أدى إلى خرق القيود على نشر صور الضحايا الأمريكيين. واحتلت صفحات العديد من الصحف الأميركية الجمعة صورة أفراد من مشاة البحرية الأميركية تحلقوا للبكاء على أحد أعضاء وحدتهم فارق الحياة في نقطة إسعاف أولية في الفلوجة متأثرا بجروح أصيب بها. ونقلت وكالة فرانس برس عن جيم نوريكاس من منظمة فير اند اكيوراسي أن الوضع يميل إلى أن يكون طبيعيا اكثر بنشر صور القتلى لان الحرب تدور في الحقيقة حول القتل. وأضاف نوريكاس أنه طوال الحرب كانت وسائل الإعلام مترددة للغاية في نشر أي صور للجنود الأمريكيين الجرحى أو القتلى، وكان هذا من المحرمات الكبيرة في النزاع. وعرضت شبكة سي أن أن عدة مرات الخميس صور جندي غطت الدماء الجزء الأسفل من جسمه أثناء نقله في شاحنة كما عرضت صور أعضاء من مشاة البحرية يفرون من دبابتهم. ونشرت عدة صحف كبري هذا الأسبوع صور أحد أعضاء مشاة البحرية في مدينة الرمادي وهو يحمل على كتفه جثة زميله القتيل في كيس بلاستيكي اسود. كما عرضت صورا للجنود وهم يذرفون الدموع عند علمهم بمقتل زملائهم وصورة إحدى الممرضات وهي تمسك بيد جريح من أفراد مشاة البحرية في عربة بعد تعرضه لكمين. وكشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن رفض كتيبة من الجيش العراقي الجديد التورط في أحداث مدينة الفلوجة الأخيرة والتصدي للمقاومة العراقية بها، بناء على رغبة سلطات الاحتلال الأمريكية، حيث قال قادتها بحسم: >لن ننخرط في قتال ضد عراقيين<. واعتبرت الصحيفة ذلك الموقف يحبط الخطط الأمريكية الرامية لنقل الصلاحيات والمهام الأمنية لقوات عراقية. وقالت الصحيفة الأمريكية يوم أمس الأحد إن كتيبة من الجيش العراقي رفضت أمرا من سلطات الاحتلال الأمريكي بالذهاب إلى الفلوجة في بداية الأسبوع الجاري لدعم قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، التي كانت تواجه مقاومة مسلحة عراقية في المدينة. وتابعت الصحيفة واسعة الانتشار أن هذه كانت المرة الأولى التي يفكر فيها القادة الأمريكيون بإشراك الجيش العراقي الجديد في عمليات قتالية كبرى ضد فئات عراقية، وأن رفض تلك الكتيبة للانصياع للأمر العسكري بالتوجه للفلوجة جاء متزامنا أيضا مع توقف قطاعات كبيرة من قوات الأمن العراقية عن الاضطلاع بمهام تتعلق بقمع العراقيين منذ اندلاع المواجهات بين قوات الاحتلال من جهة والمقاومة السنية وأنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر من جهة أخرى. ووفقا للمصدر نفسه فقد رفض يوم الإثنين 5 11 2004 حوالي 620 جنديا عراقيا يشكلون الكتيبة العراقية الثانية إكمال مسيرتهم صوب الفلوجة، عندما علموا أنهم سيشاركون في القتال الدائر هناك ضد المقاومة، حسب ما صرح به اللواء بول إيتون من القوات البرية الأمريكية للصحيفة. جدير بالذكر أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفليد كان قد أشاد أثناء تخرج الكتيبة الثانية من الجيش الجديد يوم 6 يناير 2004 بذلك الحدث، باعتباره جزءا كبيرا هاما من مستقبل العراق، وكان قائد القوات البرية الأمريكية ريكاردو سانشيز موجودا أثناء حفل التخرج، وقال: >نحن نتعجل الوقت الذي نسلم فيه قوات الأمن< مسؤولية حفظه في العراق، وأضاف سانشيز: >هؤلاء الجنود يبدون فخورين مخلصين، لدي آمال عريضة، وتوقعاتنا مرتفعة في أنهم سوف يساعدوننا في إرجاع الأمن والاستقرار لهذا البلد<. ح.ص