يعرب أفراد الأقلية المسلمة في تايوان عن قلقهم قبيل الانتخابات المزمعة في بلادهم يوم 16 يناير الجاري، حيث يرون أن الحملات الانتخابية للأحزاب المختلفة لا تولي اهتماما بقضاياهم ومشاكلهم. وتشهد الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون شخص بينهم حوالي 60 ألف مسلم، انتخابات رئاسية وتشريعية، السبت المقبل. ويرتفع حظوظ الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض في الفوز بالانتخابات، بسبب إخفاق حزب الكومينتانغ القومي الحاكم في المجال الاقتصادي، وبسبب العلاقات مع البر الرئيسي (الصين). وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة، حصول مرشحة الحزب التقدمي للرئاسة "تساي إنغ ون"، على دعم 50% من الناخبين، كما تبدو فرص حزبها في الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان، مرتفعة. ويأمل مسلمو تايوان في أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى تقوية السلم والأمن المجتمعي في تايوان. وقال الأمين العام للجمعية الإسلامية في تايوان "صلاح الدين ما"، في حوار مع الأناضول، إن السلطات الرسمية في تايوان وإن كانت لا تحمل مواقف عدائية ضد المسلمين، فإنه في الوقت ذاته لا يمكن القول أنها تعمل على مساعدتهم. واعتبر "ما" أن كون المسلمين أقلية صغيرة في تايوان، يجعل المرشحين الذين يركزون على جذب عدد كبير من الأصوات، لا يمنحونهم الاهتمام الكافي، ولا يقدمون تعهدات تتعلق بالعمل على حل مشاكلهم. وأشار أن مسلمي تايوان لا يحصلون من الحكومة التايوانية، على أي تسهيلات تتعلق بالملكية والإجراءات، للمساعدة على إنشاء مساجد ومراكز ثقافية ومقابر للمسلمين، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الأراضي والعقارات في الجزيرة. وأفاد أن 6 مساجد فقط توجد في تايوان، ولم يتم إنشاء أي مسجد فيها منذ عام 1990، كما أن المسلمين لم يتمكنوا من الحصول على سند ملكية جامع تايبيه الكبير، الذي تم شراء أراضيه عام 1958، وإنشاؤه بأموال المسلمين بشكل كامل. وبعد أن واجه الجامع خطر الانهيار، تمكن المسلمون مؤخرا بعد جهود استمرت لفترة طويلة، من تسجيل الجامع ك "معلم أثري"، وبالتالي حمايته من الانهيار. وأشار "ما" أن ممثلين عن حزبي الكومينتانغ والتقدمي الديمقراطي، زاروا الجامع الكبير في تايبه، والتقوا مع المسلمين وتحدثوا معهم، قائلا إن مسلمي تايوان يأملون في أن تسفر الانتخابات عن السلام والأمن والاستقرار لتايوان، أيا كان الفائز. وأعرب "ما" عن قلقه من مواقف المرشحة الرئاسية الأوفر حظا "تساي إنغ ون"، التي ترغب في وضع مسافة بينها وبين الصين، قائلا إن تضرر العلاقات التجارية بين تايوانوالصين، سيؤثر سلبا على الاقتصاد التايواني، ولم تقدم المرشحة أي بدائل للتعامل مع الموقف. وقطعت تايوان علاقاتها مع الصين عام 1949، بعد أن فر إليها قادة الحزب القومي الصيني الكومينتانغ، جراء هزيمتهم أمام الحزب الشيوعي الصيني، إبان الحرب الأهلية التي شهدتها الصين. ولا تعترف القيادة الصينية باستقلالية تايوان، وتعتبرها جزءًا من الأراضي الصينية، فيما لم تعترف سوى 22 دولة باستقلال الدّولة التايوانية. وعقد الزعيمان الصيني "شي جين بينغ"، والتايواني "ما ينغ جيو"، لقاءا تاريخيا في سنغفاورة في 7 نونبر الماضي، هو الأول على هذا المستوى منذ 66 عاما. وأُسست "الجمعية الإسلامية في تايوان"، عام 1937 في بر الصين الرئيسي باسم "الجمعية الإسلامية في الصين"، ومع فرار مسؤولي الحزب القومي الصيني إلى تايوان، انتقلت الجمعية الإسلامية هي الأخرى إلى الجزيرة.