نزل الشعب المغربي إلى الشارع للتعبير عن غضبه تجاه عملية الاغتيال الجبانة، التي استهدف بها العدو الصهيوني شيخ فلسطين أحمد ياسين، ورفع آلاف المغاربة أصواتهم المنددة بإرهاب الصهاينة، ولم تحل الأمطار دون المشاركة المكثفة في المسيرة الشعبية، التي ساهمت فيها كل الفئات والشرائح والأعمار. وإذا كانت بعض الأصوات الشاذة قد انحرفت بشعاراتها الثورية، ضد ما سمته النظام الديكتاتوري وبولحية الإرهابي، عن أهداف المسيرة، وتميزت بأعلامها الغريبة حمراء اللون وبرموزها التي تحن إلى المطرقة والمنجل، فإن أغلب المشاركين قد رفعوا أصواتهم عاليا ب: الانتقام الانتقام ..يا كتائب القسام و بوش بلير وشارون .. قتلة إرهابيون ولا إله إلا الله ..والشهيد حبيب الله ... كما ميزت المسيرة المشاركة النسائية وحضور الرضع في المقدمة بعرباتهم الصغيرة، وكأن أمهاتهم يقلن للقتلة: إذا قتلتم الشيخ ياسين فها هو جيل الرضع يشارك في التنديد بجريمتكم النكراء، ويسجل في ذاكرته الطرية الكراهية لكل المجرمين والإرهابيين الصهاينة. وما أروع صور أولئك الأطفال، الذين شاركوا في المسيرة، إذ لم يعبروا عن انزعاجهم من الأمطار، التي كانت تداعب أجسادهم الصغيرة، وانشغلوا بترديد الشعارات بكل عفوية وتفاعل صادق، في حين اختار البعض أن يستغل المسيرة لتصفية الحسابات السياسية، برفع شعارات استفزازية ضد بعض الأحزاب المنطلقة من المرجعية الإسلامية. وحدثنا أحد الأطفال المشاركين، وعمره لم يبلغ الخامسة بعد، بأن شارون هو الذي قتل الشهيد أحمد ياسين، هكذا نطقها الطفل المشارك، مضيفا أن شارون قتل الشيخ لأن ياسين زوين... ولئن حرص المنظمون على دعوة المشاركين إلى عدم إحراق العلم الأمريكي، فإن العديد من اللافتات والملصقات والأصوات قد ارتفعت منددة بالدعم الأمريكي اللامشروط للإرهاب الصهيوني، ورفعت شعارات : يا بوش يا كذاب .. أمريكا ترعى الإرهاب يكفينا يكفينا يكفينا من الحروب..أمريكا أمريكا عدوة الشعوب، كما أن الجماهير المشاركة في المسيرة أبت إلا أن تحرق العلمين الأمريكي والصهيوني. ورفع المصحف في المسيرة وصور الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وكذا ملصقات كتب عليها الفيتو الأمريكي يحمي الإرهاب الصهيوني. واستقطب الانتباه ملصق كبير تحمله مشاركة أجنبية عليه صورة الإرهابي شارون، وكتب عليه باللغة العربية: مجرم يتمتع بالسلطة المطلقة.. مجرم لا يحاسب.