طلب قاض بالمحكمة الوطنية الإسبانية أول أمس (الثلاثاء) أن يتم استنطاق مغربي معتقل بإحدى السجون الإسبانية شمال غرب مدريد، وذلك في إطار التحقيق بشأن الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مدريد يوم 11 مارس الجاري. وذكرت وسائل إعلام إسبانية، نقلا عن مصادر قضائية، أن فريقا من الشرطة القضائية الإسبانية انتقل يوم الأحد الماضي إلى سجن طوباس (230 كلم شمال غرب مدريد) لاستجواب خالد أولاد عكشة، الذي يقضي فترة سجن مدتها أربع سنوات، قبل أن يتم نقله إلى مدريد. وأشارت أمس (الأربعاء) مصادر مقربة من الشرطة الإسبانية، أن اثنين من أربعة أشخاص كان قد تم اعتقالهم نهاية الأسبوع الماضي، هويتهما مغربية، وفق ما تحدثت عنه وسائل إعلام إسبانية. وكانت الشرطة الإسبانية قد اعتقلت هؤلاء الأربعة في إطار التحقيقات الجارية بشأن اعتداءات مدريد ولم تكشف عن هويتهم حينها. وقررت، من جهة ثانية، المحكمة الوطنية الإسبانية تمديد اعتقال المغاربة فؤاد زوكام، ومحمد الشاوي، ومحمد البقالي لمدة خمسة أيام ووضعهم قيد السجن الانفرادي، فيما يمكن للمواطنين الهنديين اللذين اعتقلا أيضا يوم 13 مارس الجاري الاتصال بمحاميهما. وفي علاقة بالموضوع، شكك دومينيك توماس، متخصص في الحركات الإسلامية، وحاصل على دبلوم من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية ومن معهد الدراسات السياسية بباريس، في أن يكون تنظيم القاعدة وراء اعتداءات مدريد ليوم الخميس 11 مارس الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص، وأزيد من 1500 جريح. وقال توماس، الذي يتقن اللغة العربية وصاحب كتاب عن الحركات السلفية الموجودة في لندن تحت عنوان لندنستان: صوت الجهاد، إن مما يثير الشك أن يقدم مسلم تقي يحترم التقاليد بترك بيان يحتوي على آيات وأحاديث في مكان نجس مخصص للأزبال. وأشار توماس، في مقابلة أجراها معه الموقع الفرنسي أمة كوم ونشرت أول أمس (الثلاثاء)، إلى أن البيانات المنسوبة تظهر نوعا من الهواية الإيديولوجية تفسح المجال للاستنتاج بأننا أمام مجموعة توجد في الضواحي البعيدة عن الحركات الجهادية الدولية، وأن الذين حرروا البيان استعملوا لغة عربية صحيحة لكنها خالية من الصيغ التقليدية للسلفية الأصلية. وأوضح توماس أن شخصا مثل أبي الدحداح المسجون منذ 2001 والرأس المدبر للخلايا الجهادية بإسبانيا اعتبر التفجيرات وحشية ومخالفة للمبادئ الإسلامية. وخلص توماس إلى أن عمليات مدريد لم تسلم حتى من انتقادات الأوساط الجهادية المتشددة. يونس السلاوي