في ندوة الثلاثاء الماضي وهي خاتمة سلسلة الندوات التي يعقدها مركزابن خلدون المصري، وتحت عنوان تجديد الخطاب الديني، وقف أحد أعضاء المركز ليلقي تقريرا ملخصا لما دار في هذه الندوات.. وكشف هذا التقرير عن العجب العجاب، فقد قال أحد المتحدثين ما نصه: أكاد أجزم أن مصر لم تشم رائحة الإصلاح الديني لصالح الدين، والفكر الإسلامي يحتاج إلى لوثر جديد لوثر كالنبي والدافع للإصلاح الديني هو وجود أزمة للدين مع الواقع ولا ينبغي أن يستمر الحال على ما هو عليه. ونقل التقرير -الذي أوردت صحيفة الأسبوع المصرية مقاطع منه في عددها الأخير- عن أحد أعضاء مركز ابن خلدون قوله: أرفض كل أنواع التدين المبني على ما نسب للرسول زورا وبهتانا من أحاديث وأيضا المعتمد من أقوال السلف، وأن روايات الرواة مأخوذة بالظن وليس بتوكيد اللفظ، ودور الأنبياء يوم القيامة في الشهادة على الناس وليس لهم، وأطالب بإنهاء عصر المشايخ ومن حق كل الناس أن يتدبروا الدين. وقال آخر : أطالب بتجديد فهمنا البشري للنصوص، ولا توجد دراسة نزيهة مبشرة، والفكر الإسلامي كلام لا يستقيم أمام منطق ونحن في حاجة إلى عقل حر لنعيد اكتشاف القرآن. وطالب أحد المتحدثين بألا ننظر لما نقله الرواة وما جاء في المذاهب وقال بشكل صريح: أنا لا أعترف بالسنة لأن ناقليها أساءوا للرسول ولله. وتعرض المتحدث بالإساءة للإمام مالك ابن أنس، فقد وصفه بأنه مسيس حيث كان يخدم الخليفة أبا جعفر المنصور، وقد طلب منه أن يؤلف كتابا يوطئ الناس ويطؤهم به فوضع له كتاب الموطأ خدمة للخليفة وليس للدين. وذكر آخر أن السنة مختلقة وغير دقيقة وصحيح البخاري غير صحيح، وقال: أتحدي أن يعرف أحدكم الاسم الكامل للبخاري. وأعلن مدير الندوة أن القرآن لم يقرأ حتى الآن قراءة دقيقة متفهمة لأحكامه ومعانيه، ولابد أن نعيد قراءته قراءة دقيقة حتى نصل إلى مفهوم جديد للخطاب الديني في مجموعه. الخرافات التي أطلقها رواد ابن خلدون تصدى لها خلال الندوة عدد من أعضاء الرواق نذكر بينهم محمد عبد الرحمن عون والمحامي هشام عواد والصحفي سامي دياب الذين رفضوا الإساءة للإسلام على هذا النحو، فما كان من مدير الرواق إلا أن اتهمهم بأنهم غوغائيون ولا يسمحون بحرية الرأي. يذكر أن المركز المذكور معروف بارتباطه بالدوائر الأمريكية، كما أن رئيسه أدخل السجن بعد أن اتهمته السلطات المصرية بالنصب والتزوير والمس بالأمن المصري. ثم أطلق سراحه يوم 18 مارس .2003 حسن صابر