في زمن عربي ما .. وجغرافية ما .. قال لها أحبك وهو يجلس بجانبها بالقرب من المسجد الكبير .. وكانت أسراب الحمام تنقر الماء وتعود للتحليق عاليا وهما يسرحان وراءها ويكركران ويتناغيان ، وتتابع هي حركة الحمام بعينين حالمتين وتقول له وهي تنظر في عينيه أريد سربا من الأولاد كما هذه الأسراب من الحمام البيضاء الحائمة حولنا ..أطبخ لكم الشهيوات وأعتني بكم وتغدق علي أنت بالهدايا فتشتري لي فساتين وأحذية وعطور.. تكايسي عليا خوك غير شومور قاطعها الشاب ساخرا وهو يسلخ يده الملتصقة بيدها..لكن لا تقلقي قال مردفا سأشق الماء كما هذا الحمام وأنتزع اللقمة من فم السبع ونتهلا في اختي. كانت السماء تميل للغروب وكانت هي على خط الهاتف تصوغ حكاية تقليدية ألفت أمها الأرملة أن تسمعها وتصدقها رغم كل ظنونها وهواجسها.. ماما غير سدي الباب ماغادا نجي حتا لصباح كانراجع مع صاحبتي ومرت صباحات وصباحات وخلا مكانهما قرب المسجد الكبير من ظلين ملتصقين يتابعان سرب الحمام.. وكانت هناك فقط امرأة أقرب إلى الصبية تحمل طفلا في ذراعيها قرب المسجد الكبير وتمد يدها للعابرين وتمسح بأسى صورة شاب قهقه في الهاتف حين أخبرته أنها حامل انت مدوخة عطا الله لحوالا شوفي غيري .. وأحالها على السيدة علبة .. ولا زالت السيدة علبة ترد عليها بنفس النبرة الممطوطة كلما سكنها الحنين وطوحت بها إلى الهاتف شبهة أمل : لا يوجد أي منخرط في الرقم الذي تطلبونه.