قالت صحيفة جون أفريك الفرنسية أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر الإسراع لتحقيق أقصى استفادة من أجواء الخوف وتنامي الإسلاموفوبيا والمشاعر المعادية للعرب التي تطغى على أوروبا، بعد الهجمات الدموية التي نفذها تنظيم الدولة في باريس يوم الجمعة قبل الماضي. وأضافت في عددها الصادر يوم السبت 21 نونبر 2015 أن السلطات الإسرائيلية قررت بشكل سريع إعادة إطلاق الأنشطة الاستيطانية، واعتماد سياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين، بمن فيهم من يحملون الجنسية الإسرائيلية، وهي سياسات ليست جديدة على الاحتلال الإسرائيلي، ولطالما بررتها الحكومة الإسرائيلية بأنها لمواجهة لظاهرة الإرهاب وفقا لما تدعيه. وذكرت الصحيفة أن نتنياهو، ووزيري الدفاع موشي يعالون والأمن الداخلي جلعاد أردان، أعلنوا يوم الثلاثاء الماضي عن حظر نشاط الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، حيث زعم نتنياهو أن هذه الحركة تشجع على العنف ضد المدنيين، ولديها ارتباطات مع حركة حماس ولا تؤمن بحق إسرائيل بالوجود، وتريد إقامة خلافة إسلامية. وأكدت الصحيفة على أن هذا الخطاب قدم أيضا ذريعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لوضع مخططات جديدة لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس. فقبل يومين كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن صدور قرار بتخصيص أراض جديدة للبناء في مستوطنتين يهوديتين، ما سيتيح بناء 436 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو، و18 وحدة في راموت. وأستطردت الصحيفة تقول أن ادعاءات أردان بأن الحركة الإسلامية تشجع على الإرهاب هي اتهامات لطالما لاحقت هذه الحركة لسنوات، ولكن لم يتم إثباتها في المحاكم المدنية، ولذلك فإن السلطات استغلت الظرف الحالي للاعتماد على صلاحيات استثنائية ممنوحة لوزير الدفاع لإصدار هذا القرار المفاجئ. واعتبرت الصحيفة أن هذا الإجراء يعد حلقة جديدة في صراع متواصل منذ سنوات، حيث كانت إسرائيل دائما تستهدف رئيس الحركة الإسلامية رائد صلاح، الذي عمل لسنوات على حث المسلمين على الدفاع عن المسجد الأقصى أمام مخططات المتطرفين اليهود. ونقلت الصحيفة عن محمد بركة، وهو قيادي يساري من عرب 48، أن بنيامين نتنياهو تجاوز الخط الأحمر بمساسه بالحركة الإسلامية، التي ظلت لعقود نشطة جدا على المستوى الاجتماعي وقامت بدعم الفقراء والمهمشين.