كيف تلقيتم انتخابكم رئيسا لجمعية الرسالة للتربية والتخييم لولاية ثانية؟ بصدق، تحمل مسؤولية جمعية الرسالة ليست بالمهمة الهينة على اعتبار أننا نعيش في مرحلة تتطلب استنفار الطاقات والجهود ورفع من درجة الفاعلية والجاهزية، وبالتالي أرى أن المسؤولية صعبة جدا، لكن مؤتمرو جمعية الرسالة للتربية والتخييم صوتوا على هذا العبد الضعيف، وقد صوتوا كذلك في المرحلة الأولى على الأخوين مصطفى فلولي ومحمد سداسي اللذان أعتبرهما من خيرة الأطر القيادية داخل الجمعية، وأصدقك القول أنني كنت أتمنى أن تنتقل المسؤولية للأخ مصطفى فلولي، لكن نتائج العملية الانتخابية جاءت بغير ذلك، إلا أننا تربينا في هذا المشروع على أننا لا نطلب المسؤولية ولا نعتذر عنها إذا تم تكليفنا إلا في حالة وجود ظروف قاهرة تحول دون تحملها. وعلى الرغم من أن ثقة الإخوة المؤتمرين في هذا العبد الضعيف من خلال الشهادات التي أدلوا بها في مرحلة التداول أفرحتني، إلا أنني أشعر بثقل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي، لكن بفضل الله سبحانه وتعالى وبتعاون الإخوة أعضاء المكتب الوطني وأعضاء جمعية الرسالة للتربية والتخييم بدون استثناء، ثم دعم ومساندة الشركاء وكل الفاعلين والغيورين والمتعاطفين مع هذه الجمعية العزيزة، فإن الجمعية ستتطور بإذن الله تعالى وتمضي إلى ما هو أفضل. قمتم بإدخال تغييرات كبيرة على تشكيلة المكتب الوطني، ما هي الاعتبارات التي كانت وراء هذا التجديد؟ بكل صدق حينما وضع المؤتمر ثقته في هذا العبد الضعيف، وجدت نفسي في لحظة صعبة جدا حتى أنني لم أستطع اقتراح الأسماء لوحدي فاضطررت لأن أستعين بالأخوين مصطفى فلولي ومحمد سداسي ليعيناني في هذه المهمة، وعلى الرغم من ذلك حرنا بشكل كبير في أي الأسماء التي سنختارها في تشكيلة المكتب الوطني، أولا لأن الجمعية تزخر بطاقات وكفاءات متنوعة، وثانيا لأننا كنا نفكر في الجهات لأننا نريد أن تنتخب مكاتب جهوية قوية تخفف عن المكتب الوطني وقيادة الجمعية عبئ وثقل المسؤولية، وقد استحضرنا خلال اختيارنا أسماء المرشحين لأعضاء عنصر الشباب والنساء، وقد استطعنا تشكيل المكتب من ثلة من الشباب الكفؤ المناضل والمتمرس في الميدان لأننا نراهن على أن تكون وتيرة عمل المكتب الجديد مرتفعة جدا، من أجل مواكبة مجموعة من التحديات والإكراهات التي نسعى إلى تجاوزها وتطلعات نرجو أن نوفق في تحقيقها، والحمد لله ستساعدنا في تحقيق ذلك "الإدارة المركزية" التي أقرها المؤتمر الوطني السادس عوض "لجنة المتابعة"، وبالتالي فقد تم تفويت هذه المهام للجنة المركزية من أجل تخفيف العبء الذي كان يثقل كاهل أعضاء المكتب الوطني في المراحل السابقة، على اعتبار أننا كنا نناقش مجموعة من الإشكالات المرتبطة بالفروع والجهات وكانت تأخذ منا وقتا ومجهودا كبيرين، فيما سيتفرغ المكتب الوطني للاشتغال على الملفات الكبرى. على ماذا ستركزون في المرحلة المقبلة، وما هي أبرز أولوياتكم؟ سنعطي أولوية في الجمعية لمسايرة تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة التي سيعرفها بلدنا، ونحن في المكتب الوطني السابق أوصى في لقائه الأخير بملاءمة الهيكلة الجديدة على مستوى الجهات مع التقطيع الجهوي الجديد من أجل أن تكون لدينا مكاتب جهوة قوية وفاعلة ومؤثرة تساير الدينامية التي يعرفها المغرب، ونحن نعمل على تحقيق المنفعة العامة نستحضر أننا قطعنا أشواطا كبيرة جدا، لكن ما تزال بعض الأمور القليلة التي سنحاول أن نشتغل عليها في المرحلة القادمة، ثم أننا سنبحث عن موارد مالية لأن عمل الجمعية تطوعي بامتياز، وللأسف الشديد المنح محدودة جدا ومنحة وزارة الشباب والرياضة لا ترقى إلى المستوى المطلوب، إذن من ضمن أولوياتنا في هذه هو التغلب على الخصاص المالي الذي نعاني منه، وتطوير علاقتنا مع المؤسسات المنتخبة والمجالس البلدية والمنظمات والهيئات المدنية التي نتقاطع معها الاهتمام الطفولي. تحدثم عن الإكراهات وعن ثقل المسؤولية كثيرا، أين تتجلى الصعوبات في رئاسة جمعية طفولية؟ للأسف الشديد يعتبر بعض الناس أن العمل الطفولي هو وسيلة من وسائل الترفيه والتنشيط والتسلية والضحك والمرح واللعب فحسب، لكننا داخل جمعية الرسالة للتربية والتخييم نعتبر هذا العمل ليس فقط التسلية والمرح وإنما هو التربية والتكوين والتأطير والتقرب إلى الله سبحانه عز وجل، وأنه وسيلة من وسائل صقل مهارات الأطفال وتعليمهم الأخلاق الحميدة وكيفية الوضوء والصلاة ومجموعة من المبادئ الإسلامية، ثم نربيهم على حب الوطن والترافع عن قضاياه كما هو الشأن بالنسبة لقضية الصحراء المغربية، فقد سبقنا وأن رفعنا شعار "التربية على المواطنة.. مسؤولية وممارسة"، إذ أن القضايا الوطنية تأتي على رأس سلم أولويات اهتمامات الجمعية ثم تليها قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، كما نُلقن لأطفال الجمعية مجموعة من المبادئ المتعلقة بالتربية الطرقية والتربية الحقوقية والحريات، كما أننا نولي أهمية كبيرة لمسألة التفوق الدراسي في تربيتنا للأطفال حيث يحضى بمكانة مهمة في برامجنا، وأكثر من ذلك نعطي مكانة خاصة للمتفوقين حيث أعطينا لبعض اليافعين من أبناء الجمعية فرص للحضور في أشغال المؤتمر بصفة ملاحظين، وعموما فإن الجمعيات الطفولية تعد مدرسة ومشتلا مهما في التكوين وتأطير وتوجيه الناشئة، وإذا لاحظتم فإن مجموعة من القادة في هذا الوطن الحبيب حتى في الأحزاب السياسية وفي الدولة كلهم مروا عبر الجمعيات الطفولية. بماذا توصون مربو ومربيات جمعيات الرسالة في كافة فروعها عبر ربوع المغرب؟ أولا، أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل الإخوة المربون والمربيات وأطفال وآباء وأولياء أبناء جمعية الرسالة على المجهودات التي بذلوها حتى أصبحت الجمعية تحضى باحترام كبير وأصبحت تشكل رقما تربويا نوعيا يصعب تجازه في الساحة الجمعوية، وأوصيهم بالوفاء ومزيد من العطاء والرفع من درجة الفاعلية والجاهزية من أجل الاستمرار في الإبداع والإنتاج في مجالات اشتغال الجمعية، وخاصة على مستوى الأنشودة والمسرح والشعر والتأليف والبحث عن المواهب، كما أدعوهم لاستحضار البعد التعبدي في هذا العمل الذي نعتبره ثغرا من ثغور الدعوة إلى الله تعالى، وتجديد النية وإخلاص العمل لوجه الله الكريم، كما أذكرهم بأن العملية التربوية داخل جمعية الرسالة للتربية والتخييم ركن أساسي ولا يمكن للمربي الرسالي أن يكون في المستوى إلا إذا كان قدوة للأطفال ومستوعبا للمشروع الحضاري الذي نعتز بالانتماء إليه ومنضبطا لقرارات ومقررات الجمعية وأن ينخرطوا في مختلف أنشطتها خصوصا المخيمات الصفية لأنها محطة أساسية في مشروع التربية.