حمل متتبعو حلقة برنامج الاتجاه المعاكس، التي بثتها قناة الجزيرة الفضائية يوم الثلاثاء الماضي، الجزائر مسؤولية استمرار التوتر في العلاقات المغربية الجزائرية. وألقى حوالي 87 بالمائة من المصوتين على سؤال الحلقة عبر الأنترنيت باللائمة على الجزائر في عودة التوتر إلى العلاقات بين البلدين، وهو الشيء نفسه الذي أكده المصوتين عبر الهاتف، حيث حمل 60 بالمائة منهم الجزائر مسؤولية التدهور المتكرر لعلاقاتها مع المغرب. وكان معد البرنامج، الذي تناولت حلقته موضوع عودة النزاع بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء، قد استقبل في حلقة يوم الثلاثاء الماضي كلا من محمد بوعزارة، عن حزب جبهة التحرير الجزائري، وحسن عبد الخالق، عضو البرلمان المغربي والقيادي في حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة العلم، الذي أكد أننا في أرضنا وأن المغرب في وضع مريح. وقال حسن عبد الخالق إن المغرب منذ استقلاله طرح قضية الصحراء على أنظار الأممالمتحدة، وذكر بالقرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في الموضوع منذ الستينيات من القرن الماضي، والتي كانت تدعو إسبانيا إلى تصفية استعمارها لمنطقة إفني والصحراء. وأضاف رئيس تحرير العلم أنه قبل 1974 لم يكن هناك ذكر للبوليساريو، الذي لم يكن أبدا حركة تحرير، وأن السجل الذي كان ممسوكا لدى لجنة حركات التحرير التابعة لمنظمة الوحدة الإفريقية لم يشمل أي ذكر للبوليساريو. وزاد قائلا إن الحكام الجزائريين هم المسؤولون عن عودة التصعيد حول الصحراء واللعب بالنار، وذكر بأن الرئيس هواري بومدين صرح أمام القادة العرب في القمة العربية التي انعقدت في الرباط سنة 1974 أن قضية الصحراء لا تهم الجزائر وأنه يساند المغرب في استرجاعها، بل أكثر من ذلك يسانده في استرجاع سبتة ومليلية، غير أن الجزائر، يضيف حسن عبد الخالق، انقلبت ودخلت في مؤامرة معاكسة المغرب ومعارضة فرض وحدته الترابية. وردد بوعزارة في حلقة الاتجاه المعاكس ما ألفناه من بعض الجزائريين من حديث عما يسمونه مساندة الصحراويين في حق تقرير المصير، وهو ما علق عليه المتدخل المغربي بأن المادة 1514 من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 14 دجنبر 1960 تنص على أنه لا يجوز الاعتداء على حق البلدان في وحدتها الترابية، ولو طبقنا النظرة الجزائرية لما تسميه حق تقرير المصير لصارت طنجة دولة وإفني دولة وطرفاية دولة ولكانت حتى جزيرة ليلى دولة، وتساءل حسن عبد الخالق: لماذا تقدم بوتفليقة بمشروع قرار لتقسيم الصحراء، وأضاف أن هناك بلاغا لوزارة الخارجية الجزائرية أيد الاحتلال الإسباني لجزيرة ليلى. وفي مكالمة هاتفية من الصحفي المغربي محمد الهرد، مدير جريدة الشرق التي تصدر من مدينة وجدة، قال إن ما يجري بين المغرب والجزائر أشبه بحرب باردة امتدت لأزيد من أربعة عقود. وأكد الهرد أن أحد مراسلي جريدته رصد تحرشات جزائرية عبر طلقات نارية عشوائية ومطاردات للمواطنين المغاربة الموجدين بمحاذاة الشريط الحدودي، ولاحظ تحركات غير معتادة للجيش الجزائري خلال الأسابيع القليلة الماضية تمثلت في نشر المدرعات والأسلحة الثقيلة ونصب الخيام الخاصة بالتموين والطب العسكريين. محمد أعماري