توجد منظومة التربية والتكوين اليوم في مفترق الطرق . فبعد انصرام عشرية الإصلاح التي بصمها تطبيق مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وما تلاه من إنجاز مشاريع البرنامج الإستعجالي الذي اعتبرأنذاك كنفس جديد لتسريع وثيرة الإصلاح، مازالت المدرسة المغربية محط تساؤل من طرف الجميع . فرغم المجهودات المهمة المبدولة ماليا و ماديا وبشريا ، فإن النتائج المحققة تبقى جد متواضعة بحيث أنها لم ترق بعد إلى الطموحات والآمال والتطلعات المعلقة على المدرسة المغربية باعتبارها مؤسسة للتنشئة الإجتماعية تسعى لإعداد مواطناتومواطني المستقبل . فالمنظومة التربوية مازالت تعاني من مجموعة من التعثرات والإختلالات، وقف عليها مؤخرا التقرير التحليليالذيأعدتهالهيئةالوطنيةللتقييمسنة 2014 حول "تطبيق الميثاقالوطنيللتربيةوالتكوين 2013 / 2000 :المكتسباتوالمعيقاتوالتحديات" حيث رصد أوجه قصورعدة ترتبط بضعف تماسك وانسجام مكونات المنظومة التربوية، وبمستوى نجاعتها ومردوديتها الداخلية و الخارجية، وملائمة مناهجها وتكويناتها مع متطلبات المحيط. وذات صلة أيضا، بالنقص الشديد في إدماج بنيات مجتمع المعرفة وتكنلوجياته المتجددة، وبمحدودية مواكبتها لمستجدات البحث العلمي وعالم الإقتصاد ومجالات التنمية البشرية والبيئية و الثقافية. في هذا السياق، جاءت الرؤية الإستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية التي أعدها المجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي، انطلاقا من المشاركة الموسعة لكافة الفاعلين والمتدخلين والشركاء، واستنادا على العمل المكثف للجنه الدائمة، تهدف بالأساس إلى" إرساء مدرسة جديدة قوامها:الإنصافوتكافؤالفرص؛ ترسيخ الجودة ؛ والعمل على الاندماجالفرديوالارتقاءالمجتمعي". وتأسيسا على ذلك، وفي إطار المساهمة في إغناء و إثراء النقاش العمومي حول إصلاح المدرسة المغربية، سنحاول قراءة وثيقة الرؤية الإستراتيجية من خلال الإسترشاد بالتساؤلات التالية: - ما هي سياقات هذه الرؤية الإستراتيجية؟ وما هي المنهجية والمقاربات المعتمدة في إعدادها؟ ما موقعها في سيرورة الإصلاحات المتعاقبة على منظومة التربية و التكوين؟ هل تشكل قطيعة مع الإصلاحات التربوية السابقة أم أنها تندرج في إطار الإستمرارية، تجسيدا لنهج التراكم والترصيد والبناء على المكتسبات ؟ - ما هي أبرز مضامين الرؤية الإستراتيجية ؟ وما الجديد التي أتت به هذه الرؤية الإستراتيجية ؟ وما هي أولوياتها في المرحلة الراهنة؟ - ثم ،هل نجحت رؤية المجلس الأعلى للتربية و التكوين والبحث العلمي في الإجابة الإستشرافية على الإشكاليات الكبرى لمنظومة التربية و التكوين والبحث العلمي؟ سياقات الرؤية الإستراتيجية إن أول ما ينبغي الإشارة إليه هو أن الرؤية الإستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية جاءت كنتيجة حتمية للسياقات التالية: - استجابة للتوجيهات الملكية السامية المتضمنة في خطب (20 غشت2012 و20 غشت 2013 ) التي أفردت حيزا مهما لأزمة التربية والتكوين تشخيصا وإسشرافا؛ - تنفيذا لمضامين الدعوة الملكية السامية الموجهةللمجلس الأعلى للتربية و التكوين والبحث العلميفيافتتاحالدورة البرلمانيةالخريفية (أكتوبر 2014 )التي أناطت بالمجلس مهمة وضعخارطةطريقلإصلاحالمدرسة المغربية والرفع من مردوديتها؛ - محدودية الإصلاحات المتعاقبة على منظومة التربية و التكوين والمتمثلة أساسا في الإختلالاتوالتعثرات المزمنة التي تعاني منها المدرسة المغربية والتي وقفت عليها جميع التشخيصات والتقييمات الدولية و الوطنية والتي كان أخرهاالتقرير التحليليالذيأعدتهالهيئةالوطنيةللتقييمسنة 2014 حول "تطبيق الميثاقالوطنيللتربيةوالتكوين 2013 / 2000 :المكتسباتوالمعيقاتوالتحديات" ؛ - المطلب المجتمعي الملح لإصلاح المدرسةوتأهيلهاوتجديدها باعتبارها مشتلا لتأهيل الرأسمال البشري و فضاء للارتقاءالفرديوالمجتمعي في أفق ترسيخبناءمجتمع المعرفة والمواطنةوالديمقراطيةوالتنمية المستدامة. المنهجية والمقاربات المعتمدة في إعدادها عند قراءة وثيقة الرؤية الإستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية يمكن تسجيل مجموعة من الملاحظات، إن على مستوى الهندسة والبناء العام للوثيقة أو على مستوى المقاربات والمنهجية المعتمدة في إعدادها: فعلى مستوى الهندسة والبناء العام للرؤية الإستراتيجية: فالوثيقة تضم: 23رافعة للتغيير و134 فقرة وحوالي 1000 مستلزم. كما أن اللغة المستعملة في الوثيقة رصينة وفصيحة وسهلة القراءة. إلى جانب ذلك، فإن الرؤية تتشكل منتصدير يضم: السياقات ، المرجعيات، المدى الزمني للرؤية، ثم الأهداف والمرتكزات والمقومات والغايات المنشودة لمدرسة المستقبل ، ومن أربع فصول : تتوزع على رافعات للتغيير تعالج إشكاليات: الإنصاف والجودة والإندماج الفردي و الإرتقاء المجتمعي و الريادةالناجعةوالتدبيرالجديدللتغيير. أما على مستوى المقاربات والمنهجية المعتمدة: فالرؤية الإستراتيجية تدخل في نطاق التفكير التحليلي التشخيصي والتخطيطي ، باستعمال مقاربة متعددة الأبعاد والمستويات، تنطلق من استقراء الماضي واستكناه الحاضر واستشراف المستقبل. إلى جانب ذلك، فإنها تعتمد مقاربة التفكير الإستراتيجيالشمولي العرضاني/الأفقي متعدد الآماد (قريب، متوسط وطويل المدى) الذي يحدد القضايا التربوية الكبرى ويضع التوجهات العامة ويقترح الحلول الممكنة ، دون التطرق للتفاصيل والتدقيقات التي تبقى من اختصاص التفكير الإجرائي والتنفيذي الموكول إلى القطاعات المكلفة بتنفيذ السياسات التعليمية . وبخصوص عملية الأجرأة ، أشارت الرؤية إلى ضرورة اعتماد منطق التدرجوالمرونةوالانفتاحعلىالملاءماتوالإغناءاتالممكنة فيضوءنتائج التقييمات المنجزةوالمستجدات الطارئة، كما حددت الأفقالزمني الذييمتدمن 2015 إلى 2030 ،معمراعاة الآماد:المدى القريب(3سنوات)والمتوسط (6سنوات)والبعيدمايفوق 6 سنوات. أبرزمضامين الرؤية الإستراتيجية حاولت الرؤية الإستراتيجية من خلال 23 رافعة للتغيير و التجديد الإجابة على مجموعة من الإشكاليات التربوية المؤرقة ، غير أننا في هذه الورقة سنقتصر على أهمها: فقد أكدت الرؤية على ضرورة إعادة الإعتبار للتعليم الأولي من خلال العمل على تعميمه وتجديد هيكلته وتنظيمه وجودته. كما تضمنت مبدأ التمييز الإيجابي للتعليم بالوسط القروي من خلال الإنتقال من منطق تشتت الفرعيات والمجموعات المدرسية التى تفتقد إلى أدنى مواصفات الجودة إلى إرساء نموذج المدرسة الجماعية . إضافة إلى ذلك، أوصت الرؤية بتمكينالمتعلمةوالمتعلممناستدامةالتعلموبناءالمشروعالشخصي،والاندماج الفردي عبر الاهتمامبتطويرالمهاراتالذهنيةواليدويةوالفنية،وتنميةالإبداعوالابتكارفيالمناهجالتعليمية منأجلالاكتشافالمبكرللميولاتالمهنية. إلى جانب ذلك، تمت الإشارة وبإلحاح إلى مأسسةالممراتوالجسوربينمختلفأطواروأنواعالتربيةوالتعليموالتكوين من أجل تحقيقمزيدمنالتنويعوالتكاملوالتنسيقفيالتكوين والتأهيل،ومنأجلتمكينالمتعلمينمنأكبر حركيةفيالتوجيهوإعادةالتوجيهوالمتابعةالمواظبة للمسارالدراسيوالتكوينيلأطولمدةممكنة،وتكريساختيارالمشروعالشخصي،والرفعمن مستوىالتأهيلوالإشهادوالقابليةللاندماجالاقتصاديوالاجتماعيوالثقافي. وبخصوص الجانب البيداغوجي، قدمت الرؤية الإستراتيجية نموذجبيداغوجيوتكويني متكاملقوامهالتنوعوالانفتاحوالملاءمةوالابتكار عبر الاستنادإلىأطرمرجعيةومعرفية،ومن خلال مراجعةهندسةأطوارالتربية والتكوين، وتنويعوملاءمةالمقارباتالبيداغوجيةوالمناهجوالمضامينوالتكويناتوتجديدها المستمر، ونجاعة الوسائطوطرائقالتدريسوالتعلم، و تحسين العلاقاتالتربوية الفصلية و المؤسساتية. كما وضعت الرؤية هندسة جديدة لتعلماللغاتوالتدريسبها،مع الحرصتكييفالإيقاعاتالدراسية، وإعطاءالامتحاناتوتقييمالتعلماتوالتكوينات موقعا متميزا في المنظومة التربوية و التكوينية، مع التأكيد على تجديد وظائف وأدوارالتوجيهالتربوي والإرشاد الجامعي. وفي نفس السياق أكدت الرؤية على مجانية التعليم الإلزامي من أجلألايكونعوزالأسرعائقااقتصادياأمامتمدرسأبنائها. وبخصوص التعليم الجامعي والتكوين المهني ، نصت الرؤية الإستراتيجية، من جهة ، على ضرورة النهوضبالبحثالعلميوالتقنيوالابتكارمن خلالالرفعالتدريجيمننسبةالناتجالداخليالخامالمخصصةلتمويلالبحثالعلمي،لكيترقى إلىنسبة 1% فيالمدىالقريب،و 1,5 % في 2025 ،و 2 % سنة 2030 . ومن جهة أخرى ، الحرص على ملاءمةالتعلماتوالتكويناتمعحاجاتالبلادومهنالمستقبل،والتمكينمنالاندماجفيالنسيجالاقتصاديوسوقالشغل. الرؤية الإستراتيجية : التغيير والتجديد في ظل الإستمرارية عند الوقوف عند رافعات الرؤية الإستراتيجية التي أعدها المجلس الأعلى للتربية و التكوين والبحث العلمي، يتضح أنها حاولت الإجابة على الإشكاليات الأساسية والكبرى المتعلقة بمنظومة التربية و التكوين والبحث العلمي ( الإنصاف، الجودة، الحكامة…) بمنطق جديد وبمعالجة تطبعها الواقعية و الجرأة في التفكير والتدرج والمرونة في التنفيذ، حيث أنها قاربت المعضلات التربوية الكبرى في أبعادهاالإستراتيجية ومستوياتها المتعددة. وهذا ما يظهر جليا من خلال المقتضيات والمستلزمات الواردة في رافعاتها الثلاثة والعشرون . وفي هذا السياق ، لا يمكن اعتبار الرؤية الإستراتيجية في العمق قطيعة مع الإصلاحات التربوية السابقة وعلى رأسها "الميثاقالوطنيللتربيةوالتكوينبوصفهلايزاليمثلالإطارالمرجعيللإصلاح،معما يقتضيهمنملاءماتوتطوير،" بل هي امتداد له وإعادة إحياء لمجموعة من مقتضياته مع ما تتطلبه بعض مقتضياته من ملائمة ومراجعة وتنقيح استجابة للمستجدات والتغييرات الطارئة. كما أنها تندرج في إطار استمرارية الإصلاح التربوي، تجسيدا لنهج التراكم والبناء على المكتسبات ، على اعتبار أن عملية الإصلاح التربوي تندرج في إطار سيرورة متجددة و ممتدة في الزمن. إضافة إلى ذلك، فإن الرؤية الإستراتيجية تقوم على ترصيد ما تحقق من منجزات ونتائج، مع إعمال في نفس الوقت منطق التجديد والتغيير عبر "توطيدالمكتسباتوتطويرها،وإحداثالقطائعالضروريةوابتكارحلولجديدةبمقاربة للتغيير،قوامهاالحسمفيالإشكالياتالعرضانيةالعالقة،والمزاوجةبينالطموحوالواقعية، وبينتحديدالأولوياتوالتدرجفيالتنفيذ". ما الجديد التي أتت به الرؤية الإستراتيجيةلإصلاح المدرسة المغربية ؟ تسعىالرؤية الإستراتيجية إلىإرساءمدرسة مغربية جديدة تهدف إلى تحقيق مجموعة من الوظائف والأدوارالأساسية أبرزها : التنشئةالاجتماعيةوالتربيةعلىالقيمفيبعديهاالوطنيوالكوني، والتعليموالتعلموالتثقيف، وكذا التكوين والتأطير والبحثوالابتكار والتأهيل،وتيسيرالاندماجالاقتصاديوالاجتماعيوالثقافي. وفي هذا الصدد، تضمنت الرؤية الإستراتيجية مجموعة من المستجدات التي يمكن رصدها على عدة مستويات: إن على مستوى المبادئ والمرتكزات ، أو على مستوى المدخلات والعمليات والمخرجات أو على مستوى الأهداف والمرامي الإستراتيجية لمنظومة التربية و التكوين. على مستوى المبادئ والمرتكزات تستند الرؤية الإستراتيجية إلىجملةمن المبادئ والمرتكزات على رأسها : - استهداف المكونات الأساسية للإصلاح من خلال "اعتبارالفصلالدراسيالنواةالأساسللإصلاح،بإعطاءالأولويةللمتعلموالمدرسوالتعلمات والفاعلالتربويوظروفالتمدرس.وبتمكينمؤسساتالتربيةوالتكوينومجموعتهاالتربوية منالإمكاناتالضروريةللاضطلاعبمهامها،وبإعادةبناءعلاقةتربويةجديدةبينالمتعلم والمدرس،وبينهماوبينفضاءاتالتعلم؛" - الرهان على المدرسة التي يجب ان توجدفيصلبالمشروعالمجتمعيلبلادنا،"اعتباراللأدوارالتيعليهاالنهوضبها فيتكوينمواطناتومواطنيالغد،وفيتحقيقأهدافالتنميةالبشريةوالمستدامة،وضمانالحقفي التربيةللجميع." - تحديد مرتكزات التغيير المنشود عبر مدرسة جديدة قوامها :الإنصافوتكافؤالفرص؛الجودة؛ الاندماجالفرديوالارتقاءالمجتمعي. على مستوى مدخلات وعمليات ومخرجات منظومة التربية و التكوين - علىصعيد المدخلات : أوصت الرؤية الإستراتيجية بمجموعة من الإجراءات المفصلية ولا سيما : إعادة النظر في التكوين الأساس والمستمر للمدرسين والأطر الإدارية، إصلاح المناهج والبرامج، تحسين العرض المدرسي من خلال توفيرجودة الفضاءات المدرسية والجامعية وتوفيرالتجهيزات والوسائل الديداكتيكية الضرورية ، توفير بيئة تربوية سليمة بمؤسسات التربية والتكوين تشمل الصحةوالسلامةو الأمن… - علىصعيدالعمليات: استهداف الفصل الدراسي من خلال التركيز على العملية التعليمية التعلمية وعبر إعمال المقاربات الطرائقوالأساليب التربوية الملائمة والمتجددة ، تحسين جودة الحياة المدرسية والجامعية ،ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة في التدبير التربوي و الإداري والمالي …. - علىصعيدالمخرجات : تحقيق الأهداف والمرامي والغايات التربوية المنشودة، الحرص على امتلاك المتعلمات والمتعلمين الكفايات المرجوة، العمل على تمكين الخريجين من النجاح في الحياة والإندماجفيالنسيج الاقتصاديوسوقالشغل… على مستوى الأهداف والمرامي الإستراتيجية لمنظومة التربية والتكوين سطرت الرؤية مجموعة من الأهداف الإستراتيجية الجديدة وعلى رأسها: - الانتقالبالتربيةوالتكوينوالبحثالعلمي،منمنطقالتلقينوالشحنوالإلقاءالسلبيأحاديالجانب،إلىمنطقالتعلموالتعلمالذاتي،والتفاعلالخلاقبينالمتعلموالمدرس،فيإطارعمليةتربويةقوامهاالتشبعبالمواطنةالفعالة، واكتساباللغاتوالمعارفوالكفاياتوالقيم،فرديةوجماعيةوكونية،وتنميةالحسالنقديوروحالمبادرة،ورفعتحديالفجوةالرقمية؛ - تمكينالمتعلماتوالمتعلمينمنالتحقيقالمتدرجللمواصفاتالمستهدفةفيكلمستوىدراسيوتكويني،طبقالماينصعليهالميثاقفيدعامتهالرابعة،معملاءمةهذهالمواصفاتمعرافعاتالتغييرلهذهالرؤية؛ - الارتقاءبالمجتمعالمغربيمنمجتمعمستهلكللمعرفة،إلىمجتمعلنشرالمعرفةإونتاجها،عبرتطويرالبحثالعلمي والتقنيوالابتكار،فيمجالاتالعلومالبحتةوالتطبيقية،والتكنولوجياتالحديثة،وفيمجالاتالعلومالإنسانية والاجتماعية،والفنونوالأداب؛ - الإسهامفيتعزيزتموقعالمغربفيمجتمعالمعرفةوفيمصافالبلدانالصاعدة. وإجمالا، وعلى الرغم من أن الرؤية الإستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية تحدد الإتجاهات العامة لمدرسة المستقبل وتركز على الخيارات والتوجهات الأساسية لمنظومة التربية و التكوين والبحث العلمي، وتشكل بهذا، الأساس النظري الذي يؤطر عملية وضع الإستراتيجيات والخطط الإجرائية، يبقى السؤال الجوهري المطروح هو كيف يمكن تحويل رافعاتها إلى خطط استراتيجية قطاعية؟ أو بعبارة أخرى، ما هي السبل الكفيلة بترجمتها إلى خطط استراتيجية وزارية تشكل العمق التنفيذي للسياسات العمومية وتقترح الحلول والبدائل الممكنةمن خلال وضع خارطة طريق تحدد الرؤى والرسالة و الأهداف والمرامي الإستراتيجية لمدرسة المستقبل.ثم ما هي الشروط الضرورية و الضمانات المتوفرة والإمكانات المتاحة أمام تنزيل الرؤية الإستراتيجية من أجل عدم تكرار إخفاقات وتعثرات الإصلاحات التربوية السابقة