تواصل مختلف المنابر الإعلامية تحليلها ومواقفها من الانتخابات الجماعية والجهوية التي عرفها المغرب يوم 4 شتنبر 2015. جريدة "السبيل" الأسبوعية تذكر في افتتاحية عددها الأخير أن عملية انتخاب رؤساء الجهات عرفت مهازل تمثلت في المرشحين الذين صوتوا ضد إرادة المواطنين في إشارة لبعض أحزاب التحالف الحكومي كالأحرار والحركة الشعبية اللذين صوتا لحزب الأصالة والمعاصرة وأصبح يستحوذ على رئاسة خمس جهات هي الأكثر أهمية والأغنى ثروة . وتساءلت الافتتاحية بالقول :" ألا يعطي هذا التلاعب بإرادة المواطنين مسوغا وقوة لموقف جماعة العدل والإحسان ،وحركة 20 فبراير وكل دعاة المقاطعة وكيف يمكن أن تبنى الثقة بين النظام والشعب ؟ ونبهت إلى أن الذين يلعبون بالنزاهة والشفافية في تدبير الشأن العام ويكرسون التحكم السياسي إنما يلعبون بالدرجة الأولى بمكانة المؤسسة الملكية التي استمالت المواطنين بخطابها الداعي إلى المشاركة السياسية في انتخابات الرابع من شتنبر وكانت سببا في ارتفاع نسبة المشاركة ثقة منهم في توجيهات ملكهم خلافا للاستحقاقات الماضية. وختم صاحب الافتتاحية بتوجيه سؤال لبنكيران قال فيه "من المتضرر من إدارة رجال العدالة والتنمية المشهود لهم بالنزاهة ونظافة اليد في حالة ما جمعوا بين ميزانيات المقاطعات والعموديات والجهات وما تشكله من سلطة على الثقافة والاقتصاد والسياسة ؟ ودعا صاحب الافتتاحية رئيس الحكومة ليجيب الشعب بكل شفافية وبدون اللجوء إلى كناية العفاريت والتماسيح. أما مجلة "مغرب اليوم" قالت في افتتاحيتها ليوم 18 شتنبر 2015: الرابح الحقيقي من انتخابات 4 شتنبر هو المغرب الذي بصم على محطة جديدة في طريق تكريس الخيار الديموقراطي واحترام إرادة الناخبين ". وسجلت الافتتاحية أن الأحزاب تراجعت نتائجها وأخرى تقدمت خطوات إلى الأمام، وترى أن الرهان الحقيقي هو تعامل الهيآت السياسية كل منها مع نتائجها وما أحرزته من مقاعد، وإعادة قراءة خطط عملها وتعاملها مع المواطن الذي يملك مفاتيح التسيير الجماعي. وخلصت إلى أن نتائج 4 شتنبر درس لكل القوى السياسية ورسالة مباشرة إلى من يعنيهم الأمر مفادها أن الحملات الانتخابية والاحتكاك بالمواطن وشرح البرامج لا يكون موسميا بقدر ما هو عمل يومي قوامه التأطير والتكوين السياسي في أفق صنع نخب سياسية واعية تملك قرارها بين يديها في استقلالية تامة . وكتبت جريدة "أخبار اليوم"عنوانا عريضا "التحكم لا زال خصما عنيدا لكن الإصلاح يحاصره ". الجريدة أفادت أن ابن كيران قال في اجتماع لقيادة حزبه يوم الأربعاء 16 شتنبر2015 إن "الإصلاح يتوسع وجار تعميمه بينما التحكم تتم محاصرته ويعيش مرحلة دفاع ". وأكد ابن كيران أن المغرب يمر بلحظة تاريخية فارقة تفرض على الحزب وحلفائه تحمل مسؤوليتهم التاريخية. قيادة حزب العدالة والتنمية بحسب الجريدة تعتبر أن النتائج التي حصلت عليها احتضان جديد وأقوى من الشعب لخيار الإصلاح، وعليه فالمهمة الأولى هي استكمال مسار الإصلاحات. ونختم بالخبر الدولي من "المساء" حيث أفادت أن مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين تنظم يوم الجمعة 18 شتنبر 2015 بالعاصمة الرباط مسيرة احتجاجية ووقفة أمام البرلمان احتجاجا على الاعتداء الإجرامي الذي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك على يد السلطات الصهيونية وقوات الاحتلال في إطار مخططها الرامي للسيطرة على المسجد الأقصى وعلى المقدسات الإسلامية. ودعت مجموعة العمل من خلال بيان لها الأنظمة العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية المسجد الأقصى ، وطالبت بإيقاف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري، وإلى التعجيل بإصدار قانون تجريم التطبيع الذي تقدمت به أربع فرق برلمانية من الأغلبية والمعارضة.