عقد وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في اليومين الأخيرين من الأسبوع الماضي اجتماعا في مدينة سرت الليبية ضمن الدورة العادية الثانية والعشرين لمجلس وزراء خارجية الاتحاد. ودعا الرئيس الحالي للدورة، وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم إلى بذل المزيد من الجهود لإنجاح مسيرة الاتحاد المغاربي وتعزيز مؤسساته، مشددا على ضرورة انتظام اجتماعات وزراء الخارجية وتفعيل الأمانة العامة للاتحاد. ودعا وزير الخارجية الليبي إلى العمل على إقامة المصرف المغاربي لمنح القروض والتسهيلات لأعضاء الاتحاد، كما تحدث عن ضرورة تسهيل الإجراءات عند دخول المواطنين وخروجهم بالهوية الشخصية فقط دون الحاجة إلى جوازات السفر وكذلك تسهيل انسياب حركة المواطنين عند تنقلهم بين دول الاتحاد. وعلى صعيد آخر، دعا المغرب في افتتاح أشغال لجنة المتابعة لاتحاد المغرب العربي إلى ترسيخ حضور الاتحاد المغاربي القوي في تجمع دول غرب البحر الأبيض المتوسط في نطاق مجموعة5 زائد5 وقال محمد أزروال، مدير الشؤون العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون،ورئيس الوفد المغربي، إن ترسيخ هذا الحضور يأتي تجاوبا مع أهمية البعد التنموي في علاقات الاتحاد مع شركائه بالضفة الشمالية لهذا الحوض وعملا على تعميق الحوار حول القضايا المرتبطة بميادين التعاون الاقتصادي والاندماج المغاربي والأمن والاستقرار والهجرة وحوار الثقافات والحضارات. وأكد أزروال أن انخراط اتحاد المغرب الغربي في المبادرات العربية والأورومتوسطية وفي الشراكة مع الاتحاد الأوربي لا يقلل في شيء من عمقه الإفريقي، ذلك أن الاتحاد مطالب بجعل تجربته وشراكاته في خدمة القارة الإفريقية. وقد انعقدت الدورة الأخيرة بحضور الأمين العام للاتحاد المغاربي حبيب بولعراس ووزير خارجية الجزائر عبد العزيز بلخادم ووزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى، ومدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية المغربية محمد زروال وكاتب الدولة لشؤون اتحاد المغرب العربي بموريتانيا عبد القادر ولد محمد. ومن المنتظر أن يكون وزراء الاتحاد قد تدارسوا إمكانية عقد قمة بين قادة الدول الأعضاء بعد أن تأجلت قمة سابقة كان من المقرر أن تعقد في يناير الماضي في الجزائر، وعلى اعتبار أن حبيب بولعراس سبق أن أكد في تصريحات نشرت في أبريل الماضي أن قادة الاتحاد يمكن أن يعقدوا أول قمة لهم تحت الرئاسة الليبية سنة ,1994 أي قبل انتهاء السنة الحالية. وفي موضوع ذي صلة، انتقد مسؤول ليبي أول أمس السبت المقترح الأخير الذي تقدمت به أخيرا وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري القاضي بإقامة شراكة في مجال الدفاع بين دول مغاربية وأخرى من جنوب أوروبا، واعتبر ذلك ضربة موجهة لدول الحوار 5 + 5 ككل، معتبرا أن قبول الدول الثلاثة الأخرى، في إشارة إلى إسبانيا وإيطاليا والبرتغال، بهذا المقترح الفرنسي يعتبر ضربة موجهة لاتحاد المغرب العربي. وتأتي هذه الانتقادات الليبية لإقامة شراكة في مجال الدفاع بين أربع دول من جنوب أوروبا(إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال) وثلاث دول مغاربية(المغرب والجزائر وتونس)، بعد المقترح الأخير الذي تقدمت به وزيرة الدفاع الفرنسية خلال زيارتها لفرنسا في 18 من يوليوز الجاري. ع.خ