لم يكن يتوقع مواطنون جاؤوا للتبضع من سوق السبت بتيط مليل بالجماعة القروية أولاد حجاج وادي حصار، التابعة لتراب إقليم مديونة، الذي أحدث أخيرا، أن تتحول فرحتهم ورقصاتهم تحت إيقاعات موسيقية عربية وغربية إلى مأساة بشرية ذهب ضحيتها 8 أشخاص، بينما أصيب 45 آخرون بحروق متفاوتة الخطورة (3 حالات حرجة)، وذلك عقب تعرضهم لصعقة كهربائية قوية صبيحة السبت الماضي على الساعة 11و15 دقيقة، لما هبت رياح متوسطة سببت في تماس لوحة إشهارية حديدية لرواق شركة تجارية لمسحوق الغسيل مع سلك كهربائي مرتفع التوتر (22 ألف فولط) بدون تصفية في مدة خاطفة لا تتعدى 3 ثوان، كما أفادنا بذلك أحد شهود عيان، وصادف هذه الحادثة تحلق مواطنين حول المنصة الحديدية التي أقامتها الشركة المعنية في إطار مسابقة تجارية كانت تنظمها على شرفهم للفوز بمنتوجاتها. مباشرة بعد الحادث المأساوي هرعت سيارات الإسعاف والوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث نقل المصابون إلى مستشفى محمد الخامس والقتلى إلى مستودع الأموات، وعملت التجديد أنه فور وقوع الحادث حضر إلى سوق السبت، الذي يبعد عن البيضاء ب10 كلمترات وزير الصحة محمد بيد الله ووالي جهة الدارالبيضاء الكبرى وعامل إقليم مديونة والسلطات المحلية وبعد الزوال زار الوزير الأول إدريس جطو مستشفى محمد الخامس برفقة وزير الصحة والسلطات المحلية والمنتخبين للوقوف على هول الكارثة وتقديم الدعم المادي والمعنوي للضحايا. لم يكن منشط هذه المسابقة، الذي كان برفقة 3 فتيات يدري أنه يستعجل أجله المختوم، وهو يردد عبر مكبر الصوت إن هذه هي آخر فرصة معكم حتى وقع ما وقع وأصيب هو بحروق خطيرة أكد شهود عيان أنه حالة ميؤوس منها، بينما أصيبت أخرى. ويحكى وسيط سيارات الأجرة الكبيرة (الكورتي) أن الصعقة رمت بالضحايا في مختلف الاتجاهات على طول دائري قطره يصل إلى 100 متر، ويضيف الشخص نفسه أن الواقعة خلفت رعبا في صفوف بعض الضحايا حملتهم على الهروب بدون وعي لمسافة تزيد عن 150 مترا ليجدهم المواطنون مغمى عليهم بإحدى الحقول الزراعية. يذكر أن السوق الأسبوعي لسبت تيط مليل قد حول سنة 1996 إلى منطقة الجديدة التي يمر عليها التوتر المرتفع. وكثيرا ما تعرض الأسلاك لأعطاب كهربائية كان آخرها قبل 15 يوما. يشار إلى أن مستشاري العدالة والتنمية بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي رفقة البرلمانين عزيزة البقالي وعبد العزيز العمري قد زاروا مستشفى محمد الخامس مساء وقوع الحادث لمواساة الضحايا وعائلاتهم. إعداد وتصوير: حسن أمارير عبد الغني المرحاني عادل الكرموسي