بمجرد الإعلان عن فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الجزائرية الأخيرة، انطلق العديد من المحللين السياسيين يستشرفون واقع العلاقات المغربية الجزائرية، بالنظر إلى حالة الاحتقان التي تميز هذه العلاقة على خلفية الموقف الجزائري السلبي من الوحدة الترابية للمملكة، وفي هذا السياق كتب أحمد الربعي في جريدة الشرق الأوسط يوم 11 أبريل الجاري مقالا يسرد فيه أهم التحديات التي تواجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ذكر منها موضوع العلاقات المغربية الجزائرية. ومما قال ما يلي أمامنا الآن رئيس جزائري منتخب، وأمامه مشوار طويل، عنوانه إعادة الاعتبار للدولة وللقانون وخلق دولة مؤسسات، وأمامه مسؤولية تحسين علاقة الجزائر الإقليمية، وتحديدا مع المغرب. ملك المغرب وصف الرئيس بوتفليقة بأنه رجل الدولة المحنك وهي رسالة سياسية يجب أن يلتقطها الرئيس الجزائري بخبرته الواسعة، وأن يرد التحية بأحسن منها. ولو كنت مكان الرئيس بوتفليقة لكان أول عمل أقوم به هو زيارة المغرب، وفتح حوار جدي بشأن القضايا المعلقة وتحديدا قضية الصحراء، وإنهاء هذا الملف المتورم الذي أعاق العمل المغاربي المشترك، ودمر علاقة ضرورية بين بلدين عربيين جارين هما المغرب والجزائر. وهناك حقيقة سياسية تقول إن البناء الداخلي في ظل أوضاع إقليمية متوترة هو أقرب إلى المستحيل، وإن إصلاح العلاقة مع الجيران هو أحد المداخل المهمة لبناء البيت الداخلي... ليس أمام الرئيس بوتفليقة من أعذار بعد حصوله على نسبة عالية من أصوات الناخبين، إضافة إلى خبرته السياسية الواسعة، وعلاقاته الدولية المتشابكة، ورغبة الجزائريين في الاستقرار، وتراجع عمليات الإرهاب، فإذا لم ينجح الرئيس بوتفليقة في الظروف الحالية، فإن نجاحه المستقبلي سيكون أمرا صعبا، ولذلك ينتظر الجزائريون الكثير، ويظل المراقبون السياسيون خارج الجزائر يراقبون المشهد بكثير من الترقب والانتظار.