بلغ عدد ضحايا كارثة الزلزال، الذي أصاب الحسيمة والنواحي أخيرا، 628 قتيلا و926 جريحا، ما يزال 101 منهم تحت الرعاية الطبية، وذلك وفق حصيلة أخيرة أعلنت عنها مساء أول أمس (الأربعاء) اللجنة الجهوية للدعم والمساندة. وقالت اللجنة إن عدد البنايات المنهارة بسبب الزلزال وصل إلى 2539 منزلا، توجد 2498 بناية منها بالوسط القروي. فيما ارتفع عدد الأشخاص بدون مأوى إلى 15 ألف و230 شخصا. ويتزامن الإعلان عن هذه الحصيلة الجديدة مع استمرار الهزات الارتدادية المتفاوتة القوة بين الفينة والأخرى، وكان آخر هذه الهزات تلك التي تم تسجيلها صباح أمس (الخميس) وبلغت قوتها 3,3 درجات على مقياس ريشتر المفتوح، رصد مركزها بجماعة آيت قمرة بإقليم الحسيمة، وهي الجماعة نفسها التي شهدت مساء أول أمس (الأربعاء) هزة أخرى بقوة 3,2 درجات. ومع استمرار هذه الهزات الارتدادية وحالة الخوف المنتشرة، تبدو العودة إلى حياة طبيعية بإقليم الحسيمة أمرا مستبعدا بعد مرور أزيد من أسبوع عن ليلة كارثة الزلزال المدمر، إذ ما زال جل سكان المناطق المنكوبة يفضلون الاستقرار تحت الخيام والمبيت بها ليلا خارج بيوتهم، خشية تكرار المأساة مجددا عند هزة ارتدادية تسقط البيوت على رؤوس أصحابها، خاصة تلك المنازل التي تعتريها شقوق بسبب زلزال 24 فبراير الأخير. الأمر نفسه بالنسبة لتلاميذ المنطقة الذين فضلوا أيضا عدم العودة إلى مدارسهم على الرغم من الدعوة التي كانت قد أطلقتها أخيرا نيابة وزارة التربية الوطنية والشباب بإقليم الحسيمة والتي ناشدت فيها موظفي قطاع التعليم والتلاميذ الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية لمواصلة الدراسة انقاذا للسنة الدراسية. وأكد مصدر من الأسرة التعليمية بالمنطقة لالتجديد أن عدم عودة التلاميذ إلى مدارسهم راجع بالأساس إلى خوفهم من انهيار البنايات التعليمية، خاصة مع توالي الهزات الارتدادية، كما أن معظم هذه المؤسسات تحول إلى ملاجئ لمنكوبي الزلزال، فضلا عن أن كثيرا من الأسر بالحسيمة غادرت المدينة بعد الزلزال ومازالت لم تعد إليها. وأضاف المصدر ذاته أن عددا من رجال التعليم بالوسط القروي التحقوا بالمدارس لكنهم لم يجدوا تلاميذ بها. إلى جانب ذلك، ما زالت تتقاطر على الإقليم المنكوب المساعدات المالية والعينية من مختلف الهيآت والمنظمات الوطنية والدولية، وقد قدمت أخيرا المنظمة الدولية أنترناسيونال أومانيتر أورغانيزاسيون، الموجودة بفرانكفورت بألمانيا، مساعدات مالية لضحايا ومنكوبي زلزال الحسيمة، قدر حجمها بعشرة آلاف دولار، قبل أن تقتني بها، بتنسيق مع جمعية الرحمة بتطوان، مواد غذائية عامة وزعت على المتضررين من كارثة الهزة الأرضية. وصرح مصدر ل"التجديد"، في هذا الإطار، أن للمنظمة آفاق عمل بالمغرب تتمثل في تقديم خدمات عبارة عن مشاريع تتمثل بالأساس في محاربة المجاعة والأمراض. وفي سياق المساعدات الداعمة لمنكوبي زلزال الحسيمة، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أمرا بتقديم مبلغ خمسين مليون دولار للإسهام في مشاريع إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال الذي أصاب منطقة الحسيمة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أول أمس أن الملك فهد أصدر هذا الأمر للتخفيف من معاناة سكان منطقة الحسيمة نتيجة للدمار الذي تعرضت له من جراء الزلزال. وأشار المصدر ذاته إلى أن المشاريع ستنفذ عن طريق الصندوق السعودي للتنمية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالمملكة المغربية. يونس البضيوي