استشهاد 83 فلسطينيا في الاجتياح الإسرائيلي المتواصل لشمال غزة أسفرت الهجمة الإسرائيلية المتواصلة على شمال غزة عن استشهاد 83 فلسطينيا وإصابة المئات، وتدمير عشرات البيوت. فقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتراف جرائم الاغتيال بحق كوادر وأبناء الشعب الفلسطيني، حيث ارتكبت مساء السبت جريمة هي الرابعة من نوعها خلال أسبوع واحد في قطاع غزة. وأفاد المركز أن حصيلة الشهداء في محافظة شمال القطاع ارتفعت منذ اجتياحه بتاريخ 28/9/2004 وحتى ظهيرة السبت إلى 83 شهيداً، نصفهم من المدنيين العزل، ومن بينهم 25 طفلاً، فضلاً عن إصابة أكثر من 300 مواطن بجراح، وصفت جراح العديد منهم بالخطرة، ومن بين المصابين نحو 110 أطفال. وأكدت المصادر الطبية أن عدد من الجرحى أصيبوا بإعاقات دائمة. وأكد أن قوات الاحتلال لا زالت تفرط في استخدامها للقوة المسلحة وغير المتناسبة أثناء ملاحقتها لرجال المقاومة الفلسطينية، وتستهدفهم بأعتى وسائلها الحربية والعسكرية، حيث يتوالى سقوط الشهداء، بعد إمطارهم بوابل من الرصاص، وسحبتهم عشرات الأمتار وهم ينزفون، وإلقائهم فوق ركام أحد المنازل المدمرة. وأضاف المركز أن قوات الاحتلال تواصل أعمال التدمير في المنازل السكنية والأراضي الزراعية، فضلاً عن الحصار المشدد ومنع وصول أي معونات إنسانية أو طبية للعديد من تلك المناطق والتي يحتجز سكانها بداخلها منذ بدء الحملة العسكرية بتاريخ 28/9/2004، الأمر الذي بات يشكل كارثة إنسانية على جميع المستويات. . وأدان المركز بشدة الجرائم الإسرائيلية وعبر عن قلقه لحالة التصعيد من جانب حكومة إسرائيل وقوات احتلالها. مضيفا أن الجرائم الجديدة تأتي ضمن سلسلة لا تنتهي من جرائم الحرب المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وخرقاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وجدد دعوته للأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بضمان احترامها للاتفاقية واتخاذ إجراءات فاعلة لوضع حد للانتهاكات الجسيمة التي تقترفها قوات الاحتلال ضد المدنيين في الأراضي المحتلة. كما يناشد المركز المجتمع الدولي للخروج عن صمته والعمل الفوري على وقف هذه الجرائم. جهود أهلية ورسمية فلسطينية لإغاثة المناطق المنكوبة في غزة ومع تصاعد حدة هذه الاعتداءات الإسرائيلية شمال غزة نشطت الجهود الأهلية والشعبية والرسمية لجمع المساعدات وتنفيذ حملات الإغاثة للمناطق المنكوبة. فقد أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن جمع التبرعات لسكان مخيم جباليا، وناشدت المواطنين تقديم يد العون والمساعدة كل حسب استطاعته للمواطنين المشردين. كذلك أعلنت الجمعيات الخيرية عن حملات لجمع التبرعات للمتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية رغم ما تتعرض له من مضايقات. من جهته أعلن الشيخ يوسف جمعة سلامة القائم بأعمال وزير الأوقاف والشئون الدينية عن انطلاق حملة لمساعدة أصحاب البيوت المتضررة، مضيفا أن الوزارة قررت التبرع بعشرين ألف دولار. وحثت الوزارة الجمعة الماضية خطباء المساجد على جمع التبرعات لصالح الأسر المتضررة والمنكوبة في محافظة شمال غزة نتيجة الاعتداءات البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال والتي "أدت إلى استشهاد العشرات من أبناء شعبنا وجرح المئات وهدم البيوت فوق ساكنيها وتشريد الآلاف من أهلنا حيث أصبحوا الآن بلا مأوى ولا طعام ولا شراب ولا كساء". وقال جمعة إن الوزارة ستقوم بإعداد لجان في كل محافظة بالتنسيق مع مديري الأوقاف في كل منطقة ولجان الزكاة والفعاليات الاجتماعية للإشراف على جمع التبرعات حيث ستكون التبرعات في مختلف مساجد الوطن. وأضاف أن "وزارة الأوقاف ستوزع التبرعات على أهلنا في محافظة شمال غزة"، مؤكداً أن "الوزارة تعمل جاهدة وبكل ما بوسعها لدعم المواطنين والوقوف إلى جانبهم في ساعات العسرة وحسب الإمكانيات والسبل المتاحة لتحقيق أهداف المجتمع الفلسطيني ونشر روح الإخاء والمحبة والتعاون والتكافل بين أبنائه". من جهتها قالت انتصار الوزير (أم جهاد) وزيرة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية إن اللجنة الوزارية المشكلة من وزارة الصحة والأشغال العامة والإسكان والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم والحكم المحلي ومحافظ شمال غزة وقائد الشرطة ستدرس كل الأمور التي تساهم في تخفيف معاناة شعبنا وإغاثته. وأشارت إلى أن من ملامح الخطة توفير الإمكانيات للذين تدمرت منازلهم وتقديم المساعدات لعائلات الشهداء، بالإضافة إلى توفير مساكن مؤقتة للذين فقدوا منازلهم إما من خلال استئجار منازل لهم أو إسكانهم في مدينة الشيخ زايد. وقالت إن الخطة تتضمن أيضا توفير مساعدات عينية عاجلة (مواد غذائية) للمواطنين الذين هُجِّروا موضحة أنه جرى إيصال بعض المواد الغذائية عن طريق المحافظ. واصفة الأوضاع في شمال غزة بأنها مأساوية جدا، حيث ينتشر أكثر من 60 بيت عزاء في كل مخيم جباليا الذي تبلغ مساحته أقل من ألفي متر. فلسطين – عوض الرجوب