واصلت قوات الاحتلال اقتراف المزيد من جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، موقعة مزيداً من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين زاد عددهم على أحد عشر شهيدا وممتلكاتهم. وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وهو هيئة حقوقية مستقلة أن في تقريره للأسبوع الماضي (من 23-29/10/2003م) أن قوات الاحتلال نفذت عدة عمليات اجتياح وتوغل في المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، وقامت من خلالها بأعمال قتل في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وتدمير منازلهم وأراضيهم الزراعية. كما واصلت أعمال القتل خارج نطاق القضاء "الاغتيال السياسي" وأعمال القصف العشوائي وغير المبرر للأحياء السكنية ومداهمة المنازل السكنية واعتقال العديد من المواطنين الفلسطينيين. وأشار المركز في تقريره الذي تلقت "التجديد" نسخة منه إلى أن استمرار هذه الجرائم تواصل في الوقت الذي لا تزال فيه جميع الأراضي الفلسطينية تشهد حالة من الحصار المشدد والخانق. وأوضح أن قوات الاحتلال اغتالت يوم الثلاثاء الموافق 28/10/2003، مواطناً فلسطينياً في مخيم طولكرم، وأصابت أحد المارة بجراح. في حين استشهد أربعة مدنيين فلسطينيين متأثرين بجراحهم السابقة التي كانوا قد أصيبوا بها بتاريخ 20/10/2003 خلال اقتراف قوات الاحتلال لجريمة اغتيال في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. تدمير الأبراج وتطرق التقرير إلى عملية تدمير الأبراج السكنية في غزة فقال: في واحدة من أوسع عمليات التدمير التي تنفذها قوات الاحتلال دفعة واحدة منذ بدء الانتفاضة بحق ممتلكات المدنيين في قطاع غزة، فجرت قوات الاحتلال بتاريخ 26/10/2003 ثلاثة أبراج سكنية في مدينة الزهراء المقابلة لمستوطنة "نتساريم" جنوب مدينة غزة، وقد أسفرت عملية التفجير عن تدمير الأبراج الثلاثة، التي تعود ملكيتها لشركة الظافر للمقاولات، تدميراً كلياً". العقاب الجماعي وضمن إجراءات العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين أكد المركز أن قوات الاحتلال واصلت قوات الاحتلال إجراءات العقاب الجماعي ضد عائلات المواطنين الفلسطينيين، الذين شاركوا في عمليات تفجيرية، وأعمال مقاومة مسلحة ضد أهداف إسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، أو الذين تزعم قوات الاحتلال أنهم مطلوبين لها أو معتقلين لديها. وعلى هذه الخلفية نسفت قوات الاحتلال منزلاً سكنياً في مدينة الخليل، فيما اعتقلت اثنين من أشقاء أحد المعتقلين لديها من مدينة الخليل. الجدار الفاصل وفيا يتعلق بالجدار الفاصل قال المركز: في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال أعمال البناء في الجدار الفاصل، في الأجزاء الغربية من الضفة الغربية، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية عن وجود خطط إسرائيلية لبناء جدار فاصل في عمق أراضي الضفة الغربية من الجهة الشرقية، على امتداد وادي الأردن، وبعمق عدة كيلومترات. وأشار المركز إلى أنه "في إطار مشروعها الاستيطاني المنهجي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، منحت قوات الاحتلال بعض البؤر الاستيطانية التي تعرفها بأنها غير شرعية "مكانة ثابتة". ويقضي هذا القرار بتزويد تلك البؤر بالميزانيات المختلفة ومنع تفكيكها". وأشار إلى أن هذه البؤر هي: "بني كيدم، نفيه ايرز، كرميم، ومدرون". اقتحام المستشفيات وأضاف: في انتهاك واضح لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وفي إطار سياستها الرامية إلى انتهاك مبدأ حماية المستشفيات ومراكز الاستشفاء من الأعمال العدائية، حاصرت قوات الاحتلال في ساعات فجر يوم السبت الموافق 25/10/2003، ثلاث مستشفيات في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، واقتحمت إحداها، واعتقلت جريحاً فلسطينياً مصاباً إصابة بالغة، يمكث في العناية المكثفة، واقتادته إلى مستشفى هداسا (عين كارم) في القدسالغربية. وأكد المركز أن "هذا الانتهاك خلافاً للمادة السادسة عشرة من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب لعام 1949، التي تنص على أن يكون الجرحى والمرضى موضع حماية واحترام خاصيّن، والمادة الثامنة عشرة من الاتفاقية المذكورة التي تنص على أنه لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات". فلسطين-عوض الرجوب