شمل حصاد هذا الأسبوع ثلاث مجلات: العدد الأخير من مجلة المجلة العربية، ونظيره من مجلة الجسور الذي تضمن الحلقة الأولى من ملف: الإسلاميون والحكومات.. الجزائر نموذجا. ومجلة المنار التي بدورها تنشر في عددها الحالي الحلقة الأولى من ملف المرأة بين جهل المسلمين وغزو الآخرين. المجلة العربية تستنكر التطرف بشقيه اشتمل العدد الأخير (322) من مجلة المجلة العربية لذي القعدة 1424ه يناير 2004م، على بحوت ودراسات أدبية متعددة تبدأ بالزوجة بين الوصف والرثاء في الشعر العربي ومقال نعم أعذب الشعر أكذبه.. ولكن، كما تضمن العدد حوار مكاشفة مع الدكتور زغلول النجار حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، بالإضافة إلى دراسة عن فن العمارة الإسلامية في الهند، ومقال حول: البيئة في الشريعة الإسلامية ضمن ركن: رؤية إسلامية والذي احتوى أيضا على مقال للدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، رئيس مجلس الشورى السعودي. والذي نقدم بعضا منه، وهذا عنوانه: واجب الأمة أن تنكر التطرف بشقيه جاءت الشريعة الإسلامية الغراء بأصل عظيم تضافرت في الدلالة عليه نصوص الكتاب والسنة حتى صيغ بعبارة موجزة متقنة لا تكاد تخلو منها كتب الفقه وأصوله، ألا وهو قولهم: إن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها. ومن المعلوم بالضرورة والبين على البديهة في عقول الناس كلهم مؤمنهم وكافرهم، عالمهم وجاهلهم أن الأمن من أعظم المصالح وأن عدمه من أشد المفاسد.. فالأمن مطلب عزيز وكنز ثمين، وهو قوام الحياة الإنسانية كلها، وأساس الحضارة المدنية أجمعها، ولذا تتطلع إليه المجتمعات، وتسعى إلى تحصيله السلطات، وتتنافس في تأمينه الحكومات، وتستنفر لأجله كل القوى والطاقات. هذه منزلة الأمن في حياة الإنسانية ولا عجب، لأنه في ظل الأمن تُحفظ النفوس، وتصان الأعراض والأموال، وتؤمن السبل، وتقام الحدود، ويسود العمران، وتنمو الثروات، وتتوافر الخيرات، وتعمر المساجد، وتقام الجمع والجماعات، ويسود الشرع، ويفشو المعروف، ويقل المنكر. وبفوات الأمن تضطرب الأمور، وتفسد البلاد، ويتسلط الأشرار، وتقوم سوق المجرمين، ويعم الخوف القلوب، ويسيطر اليأس على النفوس. وقد علم أن الخائف لا يبني وأن اليائس لا يعمل. من أجل هذا حرّم الله عز وجل كل وسائل نزع الأمن أو زعزعته، وقد جاء في صحيح مسلم مرفوعًا لعن الله من أوى محدثًا، هذا الوعيد لمن أواه.. فإذا كان هذا وعيد من أواه، فكيف بمن باشر الإحداث والإفساد؟ لقد جاءت سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته بين أصحابه لتحمل للإنسانية كلها أعظم معاني الرحمة والأمن، ولتنفي كل أسباب الخوف والترويع، ولو كانت يسيرة... إن الموقف الصريح الذي لا لبس فيه، ولا يُختلف عليه هو إنكار هذا العمل واستنكاره ورفضه وتجريمه وتحريمه، فليحذر من أراد لنفسه الخير من عمى البصيرة وتزيين الشيطان فيرى الحق باطلاً والباطل حقًا. يجب علينا أن نقول الحق ونشهد بالصدق وألا نراهن في ديننا أحدًا، وألا نلتمس العذر لمن يريد أن يبدل أمن الناس خوفًا وهناءهم جحيمًا. إن هذا الفساد العريض وتلك الأعمال الإجرامية مرفوضة بذاتها دون النظر إلى مرتكبها، سواء كان مسلمًا أو كافرًا، ودون النظر إلى المُستهدف بها ما دامت قد وقعت في دار أمن وأمان، فكيف بها وقد وقعت في دار إسلام وإيمان لقد أخبرنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم عن مجيء الفتن آخر الزمان وأنها ربما صدرت من أقوام عليهم سيما الخير والصلاح، وربما شهدت لهم جموع من الناس بحسن النية وبعض مظاهر الخير. لقد تضمنت تلك الأحاديث علاج مشكلة هي من أعظم المشكلات، ومعضلة أربت على كثير من المعضلات، إنها ما حذر منه صلى الله عليه وسلم بقوله كما في الحديث الصحيح: إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو. الغلو مشاقة حقيقية لهدي الإسلام، وإعراض عن منهجه في الوسط والاعتدال، وتجريد للدين من معانيه السامية النبيلة من الرحمة والرفق والتيسير ورفع الحرج. الغلاة يتعصبون لجماعتهم، ويغلون في قادتهم ويعتزلون المسلمين، ويتبرؤون من الجماعة، ويكفرون بالمعاصي ومنهم من يرى الخروج على ولاة الأمور، ولذلك سموا على مر التاريخ بالخوارج. لقد وصفهم نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم بوصفين ظاهرين خطيرين فيما رواه البخاري ومسلم: يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان. هذان وصفان عليهما مدار جميع صفات أولئك القوم. الوصف الأول: الغلاف: أنهم يقرؤون القرآن بلا فهم صحيح، فهم يفهمونه، ولكن بأفهام مغلوطة، ومعان معوجة، فلا يحصل لهم مقصود التلاوة، ولا يدركون مقاصد القرآن. ولذا قال عنهم الإمام الجليل عبد الله ابن عمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين. الوصف الثاني: استحلال دماء المسلمين: يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان... فواجب على أمة الإسلام أن تنكر التطرف بشقيه إفراطه وتفريطه، فأحدهما مقدمة والآخر نتيجة طبيعية له. وأمر آخر يوجب الحذر من التساهل بأمر الله هو أن ذلك موجب لغضب الله وعقابه، وذلك لعمر الله أشد وأعظم في قلوب المؤمنين. (بتصرف) في مجلة الجسور السعودية:صرخة الجزائر في وجه العنف احتوى العدد الأخير من مجلة الجسور على الحلقة الأولى من ملف: الإسلاميون والحكومات.. الجزائر نموذجا. ويسلط الملف الضوء على الأحداث تاريخيا من وجهات نظر مختلفة لإعطاء تصور كاف واف عنها. ويأتي هذا الملف بعد مرور أكثر من أربع عشرة سنة على هذه التجارب المتنوعة والاجتهادات المختلفة، وبعد أن دفعت الجزائر ثمنا غاليا إبان دوامة الأحداث والفتن والتهارج. واعتبر معدو الملف أن التجربة الجزائرية هي بحق صرخة قوية في وجه العنف. وأن ما يميز الجزائر أنها شهدت في إطار التعامل الإسلامي مع الحكومة أبرز التيارات والأفكار والمذهب، وقد بلغ كل تيار من هذه التيارات مداه الأبعد، ووصل إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه. ليقف معدو الملف وقفة هادئة لتقويم عطاء كل تيار، غايتهم الوصول بتجرد وموضوعية وحَيِدة إلى أنفع هذه التيارات للأمة، وأكثرها حفاظا على مصالحها. وعن راهنية هذا الملف يقول معدوه: ولعل نمو تيار العنف في المد الإسلامي متمثلا في الأحداث الأخيرة التي طالت دولا إسلامية متعددة منها المغرب وتركيا والسعودية، لعل في هذا ما يجعل مناقشة تجربة الجزائر ودراسة قضيتها أمرا بالغ الأهمية في الوقت الراهن. مهرجان الدم الجزائري.. مقاربة للأسباب والدوافع وفي مقاربة لأسباب ودوافع مهرجان الدم الجزائري كتب الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية يقول: ضمن صراعات نخبة الحكم كانت الفرصة مواتية لاندلاع ما تراكم منذ الاستقلال من غضب وشعور بالمهانة والحيف اندلع بركان 5 أكتوبر 1988 فهد أركان الدولة ويضيف ولأن البركان لم يكن ضمن مخطط للتغيير بل كان فورة شعبية عارمة فقد أمكن لزعامة إسلامية مغامرة أن تلتقط الخيط... فتلقي بشعاراتها الإسلامية لافَّة حولها معظم الشارع الإسلامي والجماهير الغاضبة داعية إلى يناء (دولة إسلامية). ويتابع الغنوشي تاريخ وتطور الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليقف عند محطة دمقرطة البلاد والمشاركة السياسية للجبهة في أول محطة للانتخابات البلية سنة 1990 والتي فيها انتزعت الجبهة قيادة المجالس البلدية الكبرى. وكانت الانتخابات التشريعية على الأبواب، يواصل الغنوشي سرده التاريخي، وكل المؤشرات كانت تشير إلى نجاح الجبهة الإسلامية الكاسح، إلا أن دوائر السلطة كان لها حساب آخر... لم تلبث الدولة بالشيخين يقصد الغنوشي بهما عباس مدني وعلي بلحاج طويلا حتى زجت بهما في غياهب السجون على إثر الإضراب العام وانسحاب جيش الشعب ليحل محله جيش الدولة. ويذَكِّر الغنوشي بالفوز الكاسح للقيادة الشابة للجبهة في الانتخابات التشريعية أوائل 1992 منذ الدورة الأولى، ليسجل: استصراخ أصوات الاستئصاليين من حزب فرنسا مؤسسة الجزائر للتدخل بزعم إنقاذ الديمقراطية. ووصف الغنوشي بأن ذلك فضيحة وجريمة موصوفة اقترفتها الجماعات العلمانية المنسوبة ظلما للحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان ويضيف إلا أن الاستجابة كانت سريعة، فخرجت الدبابات لتسحق صناديق الاقتراع في محاولة أثيمة بائسة لإعادة عقارب ساعة الجزائر إلى الوراء، إلى ما قبل حدث 5 أكتوبر المجيد الذي فشلت في احتوائه (الديمقراطية). فلم يبق غير العصا الغليظة لاستبقاء شعب الدولة والدولة أسيرين في يد حفنة من أهل المصالح مدعومين بالقوة الأجنبية. ويحمل الغنوشي مسؤولية الأحداث الدامية التي تعرفها الجزائر للمؤسسة العسكرية بالدرجة الأولى، والتي سعت إلى السيطرة على البلاد بكل الوسائل، ويقول بهذا الصدد: وكل من سولت نفسه أن يتجاوز حده أزيح ولو بالتصفية (بوضياف) أو اضطراره للاستقالة (زروال). ولم تتورع المؤسسة في صراعها مع الجماعات المسلحة عن إتيان أي عمل سياسي أو أمني تشويها لصورة الخصم وتبغيضا له عند الشعب أو تأديبا بلا رحمة لكل من يناصره ولو عن طريق الإبادة الجماعية أو التصفية الجسدية. ويشدد الأستاذ راشد الغنوشي على أن الجماعات المسلحة غير مبرأة من القساوة والإجرام الذي يصل إلى حد الهمجية. ويتطرق الغنوشي إلى الانقسام الحاصل في المؤسسة العسكرية، مما يضعفها، والذي أدى بدوره إلى الانقسام السياسي بين الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة ورجله ابن فليس الذي يلقى دعما من مؤسسة الجيش. وهذا الانقسام لم تسلم منه حتى مؤسسة القضاء التي تبدو وكأنها طرف في هذا الصراع منحاز إلى الرئيس، إذ قضت بمنع مؤتمر لجبهة الجزائر. ويختتم الغنوشي مقاربته لوضع الجزائري بما جاء في إحدى افتتاحيات جريدة اليوم الجزائرية: الجزائر مريضة.. مريضة بمؤسساتها وزعمائها وقادتها السياسيين وصناع الرأي فيها.. وهي في حاجة إلى طبيب أو أطباء حقيقيين ذوي كفاءة عالية بتفحصون علاتها لا إلى مشعوذين.. لا بد من صدمة جذرية تعمل على وقف زحف الورم. هذا، وتضمن الملف أيضا مقالا تحليليا بقلم كميل الطويل أحد أبرز الصحفيين الذين تابعوا الأزمة الجزائرية في التسعينات بعنوان: الأزمة الجزائرية ... جذور البدايات. فيما كتب القائم بالوساطة بين الحكومة ومقاتلي الجبال، النائب بالبرلمان الجزائريحسن عريبي في تحديد مسؤولية ما يجري بالجزائر: الأزمة الجزائرية ... مسؤولية من؟. وجدير بالذكر أن الحلقة القادمة من هذا الملف ستكون لمكاشفة أبرز رموز التيارات المختلفة ابتداء بعباسي مدني ومرورا بأبي جرة سلطاني وعبد الله جاب الله، بالإضافة إلى بعض الرموز الحكومية علاوة على جملة من الدروس والعبر بأقلام كبار المفكرين والكتاب. على صفحات المنار: المرأة بين جهل المسلمين وغزو الآخرين خصصت مجلة المنار ملف عددها الحالي (76) لقضية المرأة، حاولت فيه تقديم توصيف لقضية المرأة بين جهل المسلمين وغزو الآخرين. وشارك في هذه الحلقة الأولى من الملف الأستاذ إدريس الكنبوري من المغرب إلى جانب كل من المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، وأستاذة الفقه بجامعة الأزهر الدكتورة سعاد صالح، والدكتورة الأزهرية مكارم الديري الناشطة في العمل النسائي وآخرين. وكانت مداخلة الأستاذ إدريس الكنبوري حول كيفية استغلال الأعداء للمرأة والقضايا الحساسة في مجتمعنا الإسلامي للانقضاض علينا وسلخنا عن ديننا فقال: يمر العالم العربي والإسلامي في الوقت الراهن بتجربة أقل كلمة يمكن وصفها يه هي المحنة. ويضيف إن الخطاب الأمريكي الغربي بدأ في التركيز على البنيات الثقافية والدينية في العالم الإسلامي،وبرز في كل تلك اللوحة المتعددة الألوان أمران أساسيان: الأول التعليم الديني، والثاني قضية الأسرة. وفي الأخير يطرح الكنبوري أسئلة للتفكير وهي: أين مكاننا مما يحدث حولنا؟ وماذا ينتظرنا؟ وما يراد بنا إعداد: خليل بن الشهبة