يؤكد محمد البراهمي عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح أن الشباب أولوية من أولويات الحركة، ويشدد في حوار ليومية "التجديد"، على أن للحركة قرارات ومقررات وبرامج عدة تلزم بإشراك الشباب وتمكينه من العطاء والقيادة. وبخلاف أغلب الحركات الإسلامية التي تعرف حضورا دون المستوى المطلوب لفئة الشباب في هياكلها ومواقعها التسييرية والقيادية، يشير المتحدث إلى أن حركة التوحيد والإصلاح المغربية أسسها شباب، ويقودها اليوم شاب عمره لا يتجاوز العقد الأربعين، وفي كل هيئاتها شباب، ومن قراراتها أن لا تخلو هيئاتها من شاب أو شابة لا يتجاوز عمرهما الثلاثين. وأرجع البراهمي مسؤول قسم الشباب للحركة، أسباب عدم حضور الشباب بالشكل المطلوب في الحركات الإسلامية إلى التجربة والخبرة وعوامل نفسية تخاف التجديد وتركن للمجرب من القيادات التاريخية. 1- من ضمن الفئات التي تستهدفها حركة التوحيد والإصلاح فئة الشباب، ما موقع الشباب في مخططات الحركة؟ الشباب أولوية من أولويات الحركة، وفئة تشتغل فيها ومعها من منطلق مبدئي يؤمن بأهميتها وأهمية دورها في عملية الإصلاح عبر التاريخ، وفي مختلف المجالات، ولم يأتي الاهتمام بهذه الفئة من منطلق مصلحي كما هو شأن الكثير من التنظيمات المدنية والسياسية، والذي ظهر مع تنامي دور الشباب في الحراك الذي عرفه العالم العربي اجتماعيا وسياسيا، وإنما من منطلق مرجعي يعي أن الوطن يبنيه الشباب، وأن الشباب في حاجة للتوجيه والرعاية والاحتضان والإشراك ليقوم بهذه المهمة، خاصة في ظل الاستقطاب المصلحي لهذه الفئة، وما تبعه من انحرافات عن منهج التوسطية والاعتدال، تجلت في الغلو والتطرف، والتحلل عن قيم هذا الدين، ومبادئه، ويتجلى هذا الاهتمام أيضا في الموقع الذي يحتله الشباب في مخططات الحركة، ومجالات اشتغالها، حيث أصبحت قضية الشباب ممتدة في مختلف أقسام وبرامج الحركة، وفق مقاربة مندمجة، وأصبح الشباب فاعل في مختلف هيئات وأعمال الحركة وفق مقاربة تشاركية هدفها تمكين الشباب من العطاء والإبداع والإسهام في عملية الإصلاح. 2- بعد المؤتمر الوطني الأخير أصدرت الحركة مقررا تنظيميا ينظم عملية تأسيس أقسام للشباب على مستوى المناطق. ماذا يعني ذلك؟ الأقسام هدفها السهر على تنزيل برامج الحركة، والتفاعل مع المبادرات المطروحة، والاجتهاد في مجالات عمل الشباب وفق احتياجات المناطق وتنوعها، بما يحقق توجه الحركة لهذه المرحلة، والقائم على التعاون في ترشيد التدين، والتشارك في ترسيخ قيم الإصلاح، وستساهم في تجويد الفعل الشبابي، وستعمل على الانفتاح على فئة من الشباب الذي يوجد في منطقة رمادية لا يتلقى الاهتمام الواجب من الفاعلين في المجتمع والدولة، وهو الشباب غير المتمدرس، والذي يعتبر لقمة سائغة في أيدي التطرف والانحلال والجريمة، كما ستكون قوة اقتراحية وتقييمة لعمل الشباب بما يحقق أهداف الحركة في هذا المجال، والمتمثل في تأهيل وتكوين شباب قوي أمين صالح مصلح، متشبث بقيم وطنه وأمته، منخرط في عملية الإصلاح، ومساهم في بناء الوطن، ومدافع عن هويته ومصالحه. 3- كيف يشتغل قسم الشباب للحركة في علاقته بفئة الطلبة والجمعيات الشريكة؟ القسم هيئة تنزل توجهات الحركة ويعمل على ترجمة أولوياتها إلى مخططات وبرامج ويسهر على تنزيلها، وعلاقته بتخصصات الحركة وشركائها يضبطها تعاقدات الحركة مع هذه الهيئات والشركاء، ويجمعه بهم التعاون والتنسيق والتشارك في خدمة قضايا الشباب، والتدافع لتحقيق مصالحه. 4- ما هي أهم البرامج والمشاريع التي تعملون على تنزيلها؟ أطلق القسم العديد من الأعمال والمبادرات التي تهدف تحصين قيم الشباب المغربي، والإسهام في خدمة قضاياه والتحسيس بها، حيث نظم الحملة الوطنية لمدافعة الغش في الامتحانات للتحسيس بخطورة هذه الظاهرة على قيمة العلم والشهادة الوطنية وتكافؤ الفرص، ورغبة في تتبيث قيمة الاجتهاد والنزاهة والعطاء، كما نظم وشارك في العديد من الأنشطة الوطنية والمحلية حول قيمة الاعتدال والوسطية في صفوف الشباب، لمدافعة قيمة الغلو في الالتزام أو الترك، وينظم هذه الأيام حملة وطنية حول ظاهرة الإدمان على المخدرات،.. وهي أنشطة إلى جانب العديد من الأعمال التي يشرف عليها -كأنشطة التخييم والتأطير في مختلف مراحل السنة بما فيها المرحلة الصيفية- تهدف إلى تحصين الشباب وتأهيله ليكون صالحا مصلحا، مساهما في معركة البناء للوطن والأمة. 5- من بين الأسئلة التي تثار حول الحركات الإسلامية في العالم العربي أن جل قيادتها من غير الشباب، أين يكمن الخلل في نظركم؟ وهل الحركة تسير في هذا الاتجاه أيضا؟ ربما الكلام عن القيادات البارزة والتي تتصدر مشهد الأحداث، وإلا فلا يمكن الجزم بهذه الحقيقة إذا تعلق الأمر بالهيئات التسييرية التي تقود هذه الحركات، والتي هي مؤسسات تقود هذه التنظيمات، كما أن الأحداث التي عرفها العالم العربي دفعت بالشباب ليتصدر مشهد الأحداث والتأثير في القرارات ليس للتنظيمات الحركية فحسب، بل للسياسات الرسمية والعمومية في الكثير من البلدان، ومع ذلك يبقى حضور الشباب دون المستوى المطلوب خاصة مع الدور المتنامي الذي أصبح يحتله في مشهد الأحداث، وربما يعود ذلك لأسباب تتعلق بالتجربة والخبرة ولأسباب نفسية تخاف التجديد وتركن للمُجرب من القيادات التاريخية التي تطمئن لها النفس. أما حركة التوحيد والإصلاح فهي حركة أسسها شباب، ويقودها اليوم شاب عمره لا يتجاوز العقد الأربعين، وفي كل هيئاتها شباب، بل من قراراتها أن لا تخلو هيئاتها من شاب أو شابة لا يتجاوز عمرهما الثلاثين، ولها قرارات وبرامج ومقررات عدة تحث وتلزم إشراك الشباب وتمكينه من العطاء والقيادة والمساهمة في تصورات وأعمال الحركة وأنشطتها، وهي كلها مؤشرات دالة على المكانة التي يحتلها الشباب في هيئات الحركة وأولوياتها ومخططاتها وبرامجها.