أجرت قيادات حركة التوحيد والإصلاح عدة حوارات بمناسبة عقد المؤتمر الوطني الرابع، الذي سينطلق بجلسة افتتاحية يوم الجمعة 16 يوليوز 2010، وذلك على الساعة الخامسة والنصف مساء بسينما الملكي ROYAL بالرباط، بشعار "الاستقامة والإصلاح نهضة وفلاح". وقد تناولت هذه الحوارات عدة قضايا تهم تقييم المرحلة السابقة وتحدياتها، وحيثيات الإعداد للمؤتمر ورهاناته، وأيضا تناولت توجهات وأولويات المرحلة القادمة. فقال المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح إن الحركة اشتغلت خلال المرحلة الحالية على إعداد منظومة تربية وتكوين جديدة اعتمدت فيها على وسائل علمية وخبراء مختصين في التشخيص والإعداد، وأ ضاف في حوار شامل مواكبة للتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الرابع للحركة ، إن هذه الأخيرة حددت في الرؤية العامة هدف ''القيام بعمل إسلامي تجديدي لإقامة الدين وإصلاح المجتمع، على المدى المتوسط والطويل، مشيرا إلى أن الورقة المطروحة للنقاش في الجمع العام تقترح توجها عاما للمرحلة القادمة ينبني على الإسهام في ترشيد التدين وتعزيز سمو المرجعية الإسلامية في قضايا التدافع حول القيم والهوية. وأكد الحمداوي أن مظاهر التطاول والتجرؤ على الثوابت الدينية، تحتاج إلى مقاربة جديدة بخطاب جديد، تتجاوز منطق ردود الأفعال والاحتجاج إلى منطق الاقتراح وإنتاج البدائل وتعميق العمل في المجتمع وتحسيسه وإدماجه في حركية هذا التدافع. وشدد الحمداوي على أن الحركة سيستمر في دعم كل الجهود المبذولة من طرف العلماء للارتقاء بالتأطير الديني إلى المستوى الذي يستجيب لحاجيات إقامة الدين وإصلاح المجتمع "نص الحوار". واعتبر الدكتور مولاي عمر بن حماد نائب رئيس الحركة أن المسألة العلمية هي من صلب اهتمام الحركة بحكم كونها عملا تجديدا لإقامة الدين وإصلاح المجتمع، كون التجديد لا يتصور من غير إيلاء أهمية كبرى للمسألة العلمية، ويرد نائب رئيس الحركة على المؤاخذات التي تنتقد على الحركة غياب العلماء أو ضعفهم في مواقع التوجيه والقيادة في الحركة، ويعتبر أن العلماء موجودين داخل الحركة يحتلون موقع القيادة والتوجيه في كل ما تحتاج فيه الحركة لقيادتهم وتوجيههم. ويقلل من شأن الانتقادات تأخذ على الحركة ضعف اهتمامها بالتكوين الشرعي ، ويعتبر أن دعوى نقص الاهتمام بالعلوم الشرعية داخل الحركة سواء في برامجها التربوية أو التكوينية، دعوى عارية عن الدليل، يرى أن الحركة على العكس من هذه الدعوى، قطعت شوطا متقدما في تكثيف حضور العلوم الشرعية في برامجها لاسيما منها منظومة التربية والتكوين. ويلفت مولاي عمر بن حماد إلى التحول في منهجية الحركة في التعامل مع الملفات واتخاذ القرار، وذلك بالاستناد إلى معطيات علمية ورقمية يقدمها المرصد الذي أنشاته الحركة لهذا الغرض، ويرى بن حماد أن قرارات الحركة بفضل ألوية المسألة العلمية، أصبحت مؤسسة على أرضية علمية وليبس على مجرد انطباعات وأمزجة أشخاص "الحوار". وأبرز الأستاذ امحمد الهلالي، أن الحركة نجحت في الإسهام بأقدار وازنة في إشاعة قيم التدين في المجتمع، مؤكدا أنه بالرغم من حالات التطاول على الدين، وسعي بعض الجهات إلى تكسير إجماع المغاربة حول مرجعيتهم الدينية، وبالرغم من التطاول على عدد من المقدسات والشعائر، وكذلك السياسات الإعلامية والسينمائية التي تسعى إلى إبعاد الشباب عن قيمه الإسلامية، فإن التدين في المغرب يعرف حالة من التنامي والانتشار والتوسع، والدور الأكبر يرجع في ذلك إلى الرؤية التكاملية التعاونية التي تطبع مكونات الفعل الديني في المغرب. وأوضح الكاتب العام للحركة أن الحملات الدعوية والتربوية التي أطلقتها الحركة لإشاعة قيم العفة ولدعم استقرار الأسرة وغيرها، كان لها دور فعال في نشر التدين في المجتمع وإشاعة الاستقامة لدى شرائع واسعة من المغاربة. غير أن هذا لم يمنع الهلالي من الحديث عن تحديات تواجه الحركة، ذكر منها تدبير الموارد البشرية، وتأهيل الخلف القيادي من أجل تحويل هذا الفهم وهذه الرؤى التي اختارتها الحركة إلى واقع حي يترجم الفهم الصحيح للدين ويساعد الإنسان المغربي على الالتزام بدينه، ثم زيادة القدرة على التأطير والتوجيه ومضاعفة المجهودات التربوية لتوفير فضاءات لإشباع الحاجات الروحية المتنامية للمغاربة، ومعالجة النقص النوعي الذي يصاحب التوسع الكمي للتدين، وملء الفراغ الذي يمكن أن يستثمر من قبل أنصار الغلو والتطرف. ورأى الهلالي أن أهم أولوية بالنسبة إلى الحركة في المرحلة القادمة هي الاستيعاب الدعوي والتجدد العضوي والانفتاح على الشباب والنخبة والمرأة برفع نسبة العضوية في الحركة إلى القدر اللازم لتغطية احتياجاتها. "نص الحوار" و نشر ثقافة الوسطية والاعتدال والمساهمة في تصحيح التصورات ومواجهة الغلو والتطرف هو العنوان الأكبر لعمل الحركة في الخارج، هذا ما حاول الأستاذ محمد طلابي أن يبرزه في حواره من خلال مساهمة الحركة في تأسيس المنتدى العالمي للوسطية، ومن خلال كل اللقاءات التي تنظمها قياداتها في العديد من البلدان. ، وتناول فيه أيضا جهود قسم الإنتاج الفكري والعلمي والفني في الحركة والدور الذي قام به في طرح السؤال والتأكيد على أهمية الفن في المشروع الإسلامي ودوره في تقوية التدافع القيمي "الحوار". ورأت الأستاذة عزيزة البقالي أهم سمة تميز بها العمل المدني للحركة في هذه المرحلة هو الاهتمام بالجانب النوعي والتوجه نحو الاحترافية والمهنية وبالانفتاح على المجتمع للبحث عن شركاء للتعاون في هذا المجال، وتعتبر عزيزة البقالي في هذا الصدد أن الحركة نجحت على المؤسسي عبر إنشاء هيئات تنتظم العديد من الجمعيات سواء في العمل النسائي أو الاجتماعي أو الشبابي، وأن هذه المؤسسات في سبيل تنزيل رؤية الحركة ومشروعها حاولت التوسع من خلال استراتيجية التشبيك عبر الانفتاح على مكونات المجتمع، والتوجه إلى المهنية والاحتراف عبر إطلاق مبادرات نوعية متخصصة ومشاريع تخص كل مجال على حدة. بيد أنها ترى أن تحدي الانفتاح على طاقات وموارد المجتمع لا زال قائما، بحكم تسع المجال، ومحدودية الموارد البشرية هذا فضلا عن استغراق بعضها في جبهات متعددة. وتقدر الأستاذة البقالي أن أهم أولوية للحركة في المرحلة الفادمة على مستوى هذا المنشط هو تأكيد أولوية دعم التخصصات وتعزيز البعد التكاملي بينها لتقوية جبهة دعم سمو المرجعية الإسلامية و القضايا الوطنية الكبرى. والانتقال بعد ذلك إلى تطوير مبادرات مدنية تشاركية في قضايا المجتمع الحيوية "نص الحوار". ولعل أبرز ما يميز جهة الجنوب أنها استطاعت أن تذهب بعيدا في مجال تنزيل رؤية الحركة ومشاريعها الدعوية وذلك من خلال إعطاء كمضمون علمي لخيارات الحركة التنظيمية سواء على مستوى تمثل اللامركزية أو التعاقد، وهذا ما ركز عليه الأستاذ محمد سالم بايشي في حواره، إذ ساهم مبدأ التعاقد في تحقيق هدفين استراتيجيين، يتعلق الأول بإحداث التكامل بين المركز والجهات، وتخفيف الأعباء والمهام على القيادة المركزية حتى تتفرغ للقضايا الاستراتيجية الكبرى، ويتعلق بتمكين الجهات من إحداث وتخريج كوادر ميدانية قادرة على تحمل المسؤولية وتنزيل رؤية الحركة ومشروعها الرسالي في الواقع سواء من خلال عملها الدعوي العام أو من خلال انفتاحها على المؤسسات الشريكة في عملها المدني"الحوار". وفي حوار شرح أوس رمال، المسؤول عن منظومة التربية والتكوين بحركة التوحيد والإصلاح، منهجية سياق إعداد هذه المنظومة والمنطلقات والمرجعيات التي ارتكزت عليها، ويفسر الأسباب التي جعلت الحركة تفوض لمجموعة من المتخصصين في مجال التربية، إنتاج وثيقة علمية تكون مرتكزا لتخريج العضو القادر على أداء الوظيفة الرسالية للحركة. كما يلقي الضوء على مراحل هذه المنظومة وأهداف كل مرحلة على حدة "نص الحوار". وفي حوار آخر فصل محمد بولوز عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح ورئيس جهة الشمال الغربي بالحركة وعضو اللجنة العلمية للحركة في أداء الحركة في الجهة على مستويات مختلفة، وحدد بدقة التحديات التي تعترض عمل الحركة خاصة منه ما يتعلق بقلة مواردها البشرية وضعف الفاعلية وعدم الاستيعاب لتوجهات الحركة وأوراقها التصورية، ووضع الأصبع على الأولويات التي ينبغي للحركة أن توليها الاهتمام في المرحلة القادمة، وفي مقدمة ذلك تقديم جواب حول المساهمة التي يمكن أن تقدمها الحركة لمسايرة التوسع والتنامي الكمي في التدين، وتحويله من تطور كمي إلى توسع نوعي، ثم البحث عن شركاء آخرين من خارج الحركة يمكن أن يتم التعاون معهم لتحقيق أهداف الحركة الاستراتيجية في إقامة الدين وإصلاح المجتمع "الحوار" وركز الأستاذ عبد الجليل الجاسني في حواره على أهم الإنجازات التي حققتها الحركة بالجهة، ويلفت الانتباه إلى الدور الذي قامت به سياسة اللامركزية والتعاقد في إطلاق مبادرات الجهة وفق الشروط والإمكانات التي تتوفر عليها، وفي سياق التحديات التي تعترضها والفرص التي تتوفر عليها، ويرى أن هذه السياسة مكنت قيادات الحركة من التخفف من ثقل اليومي، والانصراف إلى المهام الاستراتيجية لرسم توجهات الحركة وإنتاج المواقف والقرارات والخطط التي من شأنها أن تنزل رؤيتها ومشروعها الرسالي على الأرض، ويعتبر أن أولوية الأولويات في المرحلة القادمة تمتين البناء الداخلي لأعضاء الحركة ومتعاطفيها تربية وتكوينا ودعوة، وبلورة مشاريع تشاركية إلى جانب هيئات المجتمع المدني والفاعلين الذاتيين في المجتمع لتنزيل أهداف الحركة الاستراتيجية في إقامة الدين وإصلاح المجتمع، وترشيد التدين والدفاع عن قيم المجتمع."نص الحوار" وفي حوار آخر ألقي ذ.عبد الرحيم الشيخي الضوء على أداء مجلس الشورى، ويفصل في أهم القرارات التي اتخذها المجلس في هذه المرحلة، ويشير إلى التحديات التي واجهت عمل هذا المجلس، ويقدر أن أهم ألوية لعمل الحركة في المرحلة المقبلة أن تسير في اتجاه تغليب ما من شأنه أن يسهم في إيجاد البدائل وتطوير الخطاب المعبر عن حقيقة اختياراتها وتوجهاتها والوصول به إلى كافة شرائح المجتمع."الحوار" وتوجد هذا الحوارت كاملة على موقع الإصلاح في حورات ولقاءات