أقيمت في الدوحة الدورة الثانية من الحوار الإسلامي الأمريكي بتعاون بين وزارة الخارجية القطرية ومعهد بروكنجز الأمريكي للأبحاث، شاركت فيه أكثر من 150 شخصية عربية وإسلامية وأمريكية،كما حضره وزراء خارجية كل من المغرب والكويت والعراق والأردن، ومن بين الشخصيات الأمريكية التي حضرت المؤتمر الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ومساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وإذا كان الحوار في حد ذاته وبغض النظر عن نتائجه هو شيء إيجابي خاصة في العلاقات الإسلامية الأمريكية المحكومة بأثر اللوبي الصهيوني الذي يسعى باستمرار لاستعداء الإدارة الأمريكية وتسخير الإمكانات المادية والسياسية للولايات المتحدة لمصلحة الكيان الصهيوني، وبالصورة النمطية حول الإسلام والمسلمين المتأثرة باختراق اللوبي المذكور لمراكز صناعة القرار على المستوى العلمي مؤسسات البحث think thank فإنه آن الأوان كي يتم تدشين حوار حضاري بدل أطروحة الصدام الحضاري يكون بعيدا عن حيثيات ومعطيات السياسة الداخلية الأمريكية وعن منطق الإملاء، حوار هادف إلى التعارف والتعرف على وجهات النظر ويأخذ بعين الاعتبار الحق في الاختلاف بين الشعوب والحضارات. وإذا كانت كل المؤشرات تدل اليوم أن السياسة الخارجية الأمريكية خاضعة لنفوذ اليمين المسيحي المتحالف مع اللوبي الصهيوني، كما أن الدورة الثانية للحوار الإسلامي الأمريكي مرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية الأمريكية الداخلية كما يشير إلى ذلك الأستاذ داوود كايسويت الكاتب التنفيذي للجمعية المغربية الأمريكية ، ومن تم لا يمكن التعويل كثيرا على نتائجها خاصة في ضوء رفض الطرف الأمريكي تحديد جدول أعمال الحوار وأولوياته ومنها القضايا السياسية التي تهم العالم الإسلامي، فإنه آن الأوان للعقلاء من الطرفين أن يعملوا على تأسيس حوار حقيقي يتجاوز الصور النمطية والتوجهات المتطرفة التي تغذي أطروحة الصراع الحضاري سواء على مستوى الفكر أو على مستوى الممارسة. عن هذا المؤتمر وعن الحوار الأمريكي الإسلامي،همومه وقضاياه وآفاقه، نقدم ملفا يشمل قراءة تحليلية لخلفيات الدعوة إلى الحوار ودوافعها وحدود آفاقها، وحوارا أجريناه مع داوود كايسويت، الكاتب التنفيذي للجنة المغربية الأمريكية للتبادل التربوي والثقافي، و مقاطع من كلمة الشيخ يوسف القرضاوي التي ألقاها أمام المؤتمرين.