عاشت مدينة شيكاغو أياماً عربية إسلامية تخللتها مجموعة من المحاضرات من تأطير العديد من الفعاليات الاجتماعية والإرشادية الإسلامية،وذلك في مؤتمر حضره الآلاف من أبناء الجالية العربية والإسلامية الأمريكية. جاءت وقائع المؤتمر الإسلامي المشترك، بين كل من الجمعية الإسلامية الأمريكية "ماس"، والحلقة الإسلامية في شمال أمريكا "إكنا"، تحت عنوان "المسلمون في أمريكا: نحو عالم أفضل". وحضر المؤتمر ما يربو على ستة آلاف شخص، تفاعلوا جميعهم مع برنامجه ، والذي تضمن أكثر من 150 محاضرة رئيسة، أقيم بعضها على التوازي، لتتوزع على العديد من الحقول ذات الأهمية الكبرى للمسلمين في الولاياتالمتحدة. ومن القضايا التي طرحت في المؤتمر؛ المسلمون الأمريكيون بين الماضي والحاضر والمستقبل، ودور المسلمين الأمريكيين في الولاياتالمتحدة، ودورهم نحو العالم الإسلامي، وكذلك أوضاع المسلمين الأمريكيين بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر، وسبل التعاطي مع الثقافة التي أفرزتها تلك الأحداث، علاوة على تناول قضايا النشء المسلم الأمريكي وهمومه. وأولى المؤتمر، الذي حضرته وكالة "قدس برس"، اهتماماً كبيراً لقضايا الأسرة المسلمة في الولاياتالمتحدة، وواقع نظم التعليم الإسلامي فيها ودوره، وسبل النهوض بالمدارس الإسلامية، فضلاً عن أهمية العمل السياسي ومعركة الحقوق المدنية التي يخوضها مسلمو أمريكا. وفي سبيل تغطية مساحة واسعة من هذه المحاور؛ شهد المؤتمر العشرات من الحلقات والندوات المتخصصة وأوراش العمل، لمقاربة تلك الموضوعات وتناول مضامينها بعمق، إذ شارك المهتمون والعاملون في كل حقل بكثافة في الحلقات والندوات لمناقشة مجال اهتمامهم، الأمر الذي تمظهر في عمق مستوى النقاش والنتائج والتوصيات الهامة التي تمخض عنها في كل حقل. وشهد المؤتمر حضورا كبيرا وملموسا للمسلمين من الجيل الثاني، المولودين في الولاياتالمتحدة، والذين غالبا ما تخفق المؤتمرات الإسلامية الأمريكية في استقطاب أعداد كبيرة منهم، وإن نجحت في ذلك بعض المؤسسات إلا أنها عادة لا تقدم لهم برنامجاً شاملاً يتعاطى مع احتياجاتهم واهتماماتهم. وأعطى مؤتمر شيكاغو الأخير المنعقد يومي الخميس 26 دجنبر والأحد 29 من الشهر ذاته، عناية فائقة للشباب الناشئ، وهو الأمر الذي تجلى في غلبة اللغة الإنجليزية على المؤتمر، وفي حجم المحاضرات الرئيسة والمتوازيات والحلقات النقاشية المعمقة التي خصصت للنشء الأمريكي المسلم. من جانبه أعرب الدكتور زاهد بخاري، أحد مسؤولي الحلقة الإسلامية في شمال أمريكا، عن تقديره بأنّ "أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001 غيّرت الكثير من أنماط حياتنا كمسلمين أمريكيين". وأشار بخاري" إلى أنّ ثمة ثلاثة تحديات تواجه المسلمين الأمريكيين في مرحلة ما بعد الحادي عشر من شتنبر وهي التحدي الثقافي، وتحدي الهدف، وتحدي المنهجية. وأشار المسؤول الأمريكي المسلم إلى أنّ "الهدف من كوننا مسلمين أمريكيين" يتحدد في السعي لتحقيق العدالة على ثلاثة مستويات هي؛ العدالة ضمن جسد الجالية المسلمة، والعدالة المجتمعية، والعدالة في السياسة الخارجية الأمريكية. أما في ما يتعلق بالمنهجية؛ فقد أكد بخاري ضرورة العمل مع القواعد المسلمة، والتركيز على الرأي العام، ووضع خطط طويلة الأمد. ويعتبر هذا المؤتمر الثاني من نوعه بين الجمعية الإسلامية الأمريكية "ماس"، والحلقة الإسلامية في شمال أمريكا "إكنا". وكان المؤتمر الأول قد عقد في مدينة بلتيمور الأمريكية في شهر يوليوز الماضي، وحضره أكثر من أربعة عشر ألف شخص. قدس برس