قال الدكتور محاضير محمد، رئيس وزراء ماليزيا السابق، إن الكثير من المذاهب والتفسيرات المتعددة التي أدخلت على الإسلام أدت إلى ضعفنا وإنكسارنا واندحارنا، فالإسلام لا ينتمي لدولة ولا حكرا على مذهب، بل يجب أن يكون الولاء خالصا للإسلام، وعندما نتخذ المواقف يجب أن تكون نابعة من دين الإسلام، ونحتاج الآن أن نتفق سنة وشيعة، وعلى الأقل الاتفاق على الأمور المشتركة، ولا ننظر للآخرين على أنهم أقل منا إسلاما، وهذا ما أضعفنا. موضحا أننا إخوة في الإسلام، وهذا يجب أن نقبله جميعا. وأشار إلى ما قام به شاب مسلم بذبح أخته في كاليفورنيا، موضحا أن هذا ليس من الإسلام. فينبغي أن نعرف أصول الإسلام، وأن التطرف هو الانصراف عن الإسلام. وأبان أن تفرقنا أدى إلى استخدامنا من الآخرين، فالعراق استخدم لمحاربة إيران، فإذا كانت هناك خلافات بيننا فيجب أن نجلس ونحلها، ولا نطمع فينا الآخرين. وقال الدكتور محاضير في محاضرة ألقاها في مقر البنك الإسلامي للتنمية بجدة، إن مشكلة عالمنا الإسلامي هي الفقر، مبينا أن الإسلام يؤكد على أن يقوم الأغنياء بتقديم العون للفقراء، لكننا غير منظمين في هذا المجال، فينبغي أن ينظم المجتمع الإسلامي نفسه حتى في الزكاة والصدقات لبلوغ الاستفادة من هذا النظام الإسلامي، فهناك من يموتون جوعا والأغنياء يزدادون ثراءا، فهذا ليس من الإسلام. وأَضاف أن البنك الإسلامي للتنمية يستطيع أن يقوم بدور في هذا الصدد، من خلال زيادة مساهماته في تطوير البنية الأساسية، من تعليم وصحة وطرق ووسائل مواصلات واتصالات للدول الإسلامية، وهي طريق لإزالة الفقر، مشيرا إلى أن بناء البنية الأساسية في ماليزيا كلف مبالغ هائلة، فأقيمت القرى والمدن حول الطرق وانتشرت المدارس والجامعات، وتخرج المهندسون والأطباء وأصحاب العديد من المهن، وأصبح هؤلاء سعداء ولا يرغبون في الرجوع إلى الفقر مرة أخرى، لذلك فالبنية الأساسية سبيل لأزالة الفقر، والعالم الإسلامي غني بالموارد وكثير من الأموال التي وضعت في البنوك بدون استثمار، فيجب استغلال هذه الأموال لتنمية الأموال وأيضا إسعاد الآخرين. وأضاف أن ماليزيا تساعد القطاع الخاص بقدر من المال، وهذه الأموال تعود إلى الدولة مرة أخرى في شكل ضرائب، أما الصدقات والزكاة فعائدها في الآخرة. وذكر الدكتور محاضير محمد أن في ماليزيا سياسة تقوم على حكمة هي: تسبب في رخاء جارك وليس في فقره، لأنه سيغتني يوما ما ويصبح صديقك، وهذا ما طبقته ماليزيا مع فيتنام التي أصبحت حاليا تستفيد منا ونستفيد منها. لذلك فإننا نستفيد من جيران أثرياء ولا نستفيد من جيران فقراء. وعن تجربة ماليزيا إبان الأزمة الإقتصادية التي تعرضت لها، قال الدكتور محاضير محمد، إننا قررنا أن لا نقبل نصيحة دون أن ندرسها وأدركنا أن صندوق النقد الدولي لن يقدم لنا كل ما نحتاج، والدرس الثاني أن هناك أكثر من طريقة لحل المشكلة، وهناك بدائل كثيرة ولكن يجب أن تكون حريصا، فبحثنا الأمر 6 شهور ووصلنا إلى حل وجدنا أنه يستحق التجربة، والحمد لله سيطرنا على العملة واتخذنا الإجراءات الصحيحة، وبعنا بعض الحصص والأسهم في سنغافورة. لذلك فإذا عملت بجد فلن يتحمل الآخرون أن يخسروك. وأشار إلى أن لكل منا قوة داخلية يمكن أن يستخدمها حتى على الدول الكبرى. إينا