سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في يوم دراسي حول اتفاق التبادل الحر بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية..العثماني والحجوجي يحذران من عواقب وخيمة للاتفاقية إذا لم تبادر الحكومة إلى الإصلاح الشامل
دعا حزبا العدالة والتنمية والقوات المواطنة، في بيان مشترك عقب يوم دراسي نظماه حول اتفاق التبادل الحر، الحكومة المغربية إلى إيلاء المصلحة الوطنية الاعتبار الأول، والقيام بالإصلاحات اللازمة على المستويات التشريعية والتنظيمية والمالية والاجتماعية والبيئة استعدادا لدخول اتفاقية التبادل الحر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية حيز التنفيذ. وأكد البيان، الذي صدر في ختام تنظيم الحزبين ندوة مشتركة في الدارالبيضاء حول موضوع: الانفتاح الاقتصادي: اتفاق التبادل الحر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية نموذجا، يوم السبت 22 ماي الجاري، أهمية تحديث المجتمع المغربي وتطويره في إطار هويته، وثوابته ومصالحه الوطنية، كما دعا إلى اعتماد الديموقراطية والشفافية منهجا على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وعلى الرغم من أن الندوة علمية في عمقها، وساهم فيها خبراء من الحزبين لمدارسة الآثار الإيجابية والسلبية لاتفاقية التبادل الحر مع الولاياتالمتحدة، فإن المناخ السياسي العام كان حاضرا، حيث انصبت بعض التساؤلات حول الموقف من الولاياتالمتحدة إثر العدوان المتزايد على الشعبين العراقي والفلسطيني، بل إن بعض الحضور توجه بهذا السؤال للأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني في هذا الصدد. ورد هذا الأخير مذكرا بمواقف الحزب الثابتة من السياسات الخارجية للولايات المتحدة، خاصة من قضيتي فلسطين والعراق قائلا: «إننا ندين سياسة أمريكا، هذه مواقف مبدئية، لكننا نميز بين الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي». وأضاف العثماني أن الصهاينة قد «نجحوا في توجيه السياسة الأمريكية، وأنه يجب على العرب خلق لوبي مضاد يمكن أن يدفع السياسة الأمريكية إلى عدم معاداة العرب». من جهة أخرى، قال عبد الرحيم الحجوجي زعيم حزب القوات المواطنة في افتتاح اللقاء الدراسي أن فكرة تنظيم الندوة بمشاركة أطر الحزبين «تنطلق من اهتمام المجتمع المغربي، الذي يريد إثارة المواضيع القائمة في الساحة الاقتصادية والاجتماعية»، معبرا في الوقت نفسه عن تفاؤله من النتائج الإيجابية لاتفاق التبادل الحر، التي ستكون، من وجهة نظره، «محط اهتمام الشركات الأوروبية الراغبة في تسويق منتجاتها انطلاقا من المغرب إلى الولاياتالمتحدة، والعكس صحيح». وشدد الحجوجي على ضرورة تأهيل المقاولات المغربية لتكون في مستوى نظيراتها في الأسواق المنافسة، مشيرا إلى أن نجاح الاتفاقية يبقى رهينا بالاهتمام بالمقاولة، وتوفير «جميع وسائل الدعم على غرار الأسواق الأجنبية الأخرى». وتأسف الرئيس السابق للكونفدرالية العامة لمقاولات المغرب بشدة لما وصفه ب»تماطل الحكومة في تحريك سياسة التأهيل لإخراج المقاولات المغربية من وضع متعثر إلى وضع أكثر حيوية وجرأة»، منتقدا في السياق نفسه ما سماه «أخطاء ارتكبتها الدوائر المسؤولة خلال السنوات الماضية»، والمتمثلة في: تفويت بعض القطاعات الحيوية بطرق بعيدة عن مفهوم الشراكة الاستراتيجية، وفتح باب المناقصات الدولية في ميدان البنية الأساسية دون أدنى مشاركة للفاعلين الاقتصاديين المغاربة. وذكر الدكتور سعد الدين العثماني في كلمته بالمسار التاريخي الذي عرفه الاقتصاد الوطني من هيمنة الدولة عليه إلى سياسة التقويم الهيكلي، وإلى بداية مسلسل الخوصصة، وتخلي الدولة عن أدوارها الاقتصادية. ولاحظ العثماني أنه مع ازدياد وتيرة الانفتاح الاقتصادي، وتحرير المبادلات التجارية، يزداد ضعف المؤشرات الاجتماعية التي تعكس وضعية صعبة لشرائح واسعة من المواطنين. وقال: «إن المغرب قد عجز عن إدماج مسلسل تحرير المبادلات في نسق متكامل ومخطط له، وهو ما يبينه كون إجراءات تأهيل المقاولة لم تكن مواكبة لإجراءات الانفتاح»، وعاب المتحدث نفسه على الدولة ما اعتبره «انخراطا في اتفاقات تبادل حر دون إعداد دراسات استشرافية باستثناء الاتفاق مع تركيا». يشار إلى أن اليوم الدراسي الذي نظمه حزبا العدالة والتنمية والقوات المواطنة شارك فيه مجموعة من الأطر والخبراء، كعبد المنعم المدني، الذي قدم عرضا حول الأوضاع الاقتصادية في المغرب من خلال تقديم مجموعة من الأرقام والإحصائيات المقارنة، أما عز العرب الدباغ، فتطرق إلى إيجابيات اتفاقية التبادل الحر على الاقتصاد المغربي. وتناول محمد الناجي الآثار المحتملة للاتفاق المذكور من خلال تجارب دولتي المكسيك والأردن، اللتين سبقتا المغرب في توقيع اتفاقية التبادل الحر، أما مصطفى الصميلي، فانصبت مداخلته على أثر الاتفاق على الثقافة والتعليم. يشار أيضا إلى أن الندوة المشتركة بين الحزبين استقبلها الكثير من المتتبعين للمشهد السياسي المغربي بتأويلات مختلفة، ذهب بعضها إلى حد التكهن بأن الندوة مقدمة لمسار اندماجي أو توحدي بين حزب العدالة والتنمية وحزب القوات المواطنة، الأمر الذي تنفيه قيادة الحزبين، مؤكدة أن الندوة تبقى «خطوة انفتاحية وتعاونية بين الطرفين، وأن الاندماج غير مطروح ولم يطرح في يوم من الأيام». عبد الحق بلشكر أبو بكر