تحتل الأحياء الهامشية ببلدية بني ملال مساحة تقدر بأزيد من 37 هكتارا تعيش فوق ترابها 1829 أسرة، وتعتبر أحياء أولاد عياد وأوربيع وأورير والكَعشية ودوار جغو وأيت تسليت ودار الدباغ (دوار الليل) وعياط وفوغال ودوار العربي العجاج وبلاد السيكليس والنخيلة 1و2 وأيت فالحة بلقايد وبوسلهام والزعراطي وسهام والحاج امبارك... من أهم هذه الكَيطوهات التي تفشت إبان المجالس التي كانت تقايض الأصوات بتراخيص البناء العشوائي منذ سنة 1977 إلى الآن، بحيث تكاثرت كالسرطان بأطراف المدينة وتوسعت على حساب الأراضي الزراعية ومجاري الأنهار والأودية وحقول الزيتون، التي كانت تزخر بها المدينة، والتي كانت تعطيها الجمال والرونق اللذين كانت تشتهر بهما. ولقد كانت هذه الأحياء، منذ نشاتها وحتى الآن، قبلة للهجرة القروية ذات الإيقاع السريع من الأقاليم المجاورة (خصوصا من قلعة السراغنة وأزيلال) التي عانت من السنوات العجاف واضطرت ساكنتها إلى التخلي عن أراضيها. ومما يميز هذه الأحياء الاكتظاظ السكاني، بحيث إن أغلب الأسر يزيد عدد أفرادها عن ستة وتسكن على أمتار معدودات، كما تفتقر الأحياء المذكورة إلى البنية التحتية الضرورية من ماء وكهرباء، وخصوصا مجاري صرف المياه والأمن، إذ إن أكبر نسبة للجرائم التي عرفتها المدينة قد سجلت بهذه الأحياء، وأكبر عدد من مروجي المخدرات والخمور(خاصة الماحيا) يتمركزون بهذه البؤر السوداء من المدينة، ناهيك عن الأمراض الأخرى المتفشية كالبغاء والجريمة بجميع أنواعها، وتدني مستوى التمدرس في صفوف الأطفال الذين يغادرون المدرسة في سن مبكرة جدا والبطالة وغيرها من مظاهر الفقر والبؤس. وتعد هذه الأحياء من بين الملفات الكبرى التي يجب على المجلس البلدي الحالي وشركائه في التسيير الانكباب الفوري والجاد عليها لإيجاد الحلول الناجعة لها، وفي هذا الإطار وبشراكة مع الوكالة الوطنية لمحاربة السكن الغير اللائق (ANHI)، قدر المبلغ الإجمالي اللازم لتأهيل هذه الأحياء بمليار و70 ألف درهم لموسم ,2004 وهذا شيء إيجابي عموما، لكن يبقى دون طموحات الساكنة، التي تستفحل حالتها يوما عن يوم وما النتائج الوخيمة للفيضانات الأخيرة بغائبة عن الأذهان، مما يستدعي التعجيل بالأمر قبل فوات الأوان . حسن البعزاوي