يحل اليوم الجمعة 12 يونيو 2015، اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال الذي يشكل مناسبة مراجعة السياسات الرسمية للدول في هذا الشأن. ويخلد الاحتفاء بهذه المناسبة هذه السنة تحت شعار "لا لعمل الأطفال نعم لجودة التعليم"، للتأكيد على أهمية التعليم الجيد في محاربة هذه الظاهرة التي تطال في الغالب أطفالا تتراوح أعمارهم ما بين 5 و14 سنة. ومكنت معطيات البحث الوطني حول التشغيل الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، من قياس تطور ظاهرة تشغيل الأطفال وخاصياتها بالمغرب. ويتبين من خلال معطيات المندوبية أن عدد الأطفال المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 سنوات وأقل من 15 سنة بلغ 1.8 في المائة من مجموع الأطفال الذين ينتمون إلى هذه الفئة العمرية سنة 2012. وقد عرفت هذه الظاهرة تراجعا كبيرا منذ 1999، حيث كانت تهم قرابة 9,7 في المائة من مجموع الأشخاص المنتمين لهذه الشريحة العمرية. وأشارت المندوبية إلى تمركز ظاهرة تشغيل الأطفال بالوسط القروي، حيث همت 3,6 في المائة من الأطفال (76.000) سنة 2013 مقابل 16,2 في المائة سنة 1999 (452.000 طفل)، في حين لا تهم هذه الظاهرة بالوسط الحضري سوى 0,4 في المائة من الأطفال (10 آلاف) مقابل 2,5 في المائة سنة 1999 (65.000 طفل). وعموما، فان أكثر من تسعة أطفال نشيطين مشتغلين من بين عشرة يقطنون بالوسط القروي. من جهة أخرى، أفادت المندوبية بأن هذه الظاهرة تهم الفتيان أكثر من الفتيات، حيث إن 57,2 في المائة من الأطفال المشتغلين هم ذكور. وتتراوح هذه النسبة ما بين 57,2 في المائة بالوسط القروي و 89,9 في المائة بالوسط الحضري. وقطع المغرب في ما يتعلق بسياسته في مجال مكافحة تشغيل الأطفال أشواطا مهمة، والتي تندرج ضمن دينامية الالتزامات الدولية الرامية لحماية الأطفال عموما ومكافحة تشغيلهم بصفة خاصة. و شرعت السلطات العمومية المغربية من مدة في مراجعة شاملة للترسانة القانونية في مجال تشغيل الأطفال وإعداد استراتيجية وطنية منسجمة للنهوض بوضعية الطفل. وتعزز الإطار التشريعي بإعداد مشاريع قوانين جديدة لتقنين العمل بالمنازل وفي الأنشطة ذات الطابع التقليدي الصرف كما أن الاستراتيجية الوطنية المتضمنة في الخطة الوطنية للعمل من أجل الطفولة- 2006-2015 تخصص حيزا هاما لمكافحة تشغيل الأطفال. وتشير أحدث تقديرات منظمة العمل الدولية إلى أن عدد الأطفال العاملين في العالم يبلغ 168 مليون طفل، منهم أن 120 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما. وتشدد الدراسة على الأهمية الكبيرة للتدخل المبكر في حياة الطفل للحؤول دون عمله. وتشير الدراسة إلى أن نحو 20-30 في المائة من الأطفال في الدول ذات الدخل المنخفض يكملون انتقالهم من المدرسة إلى العمل قبل سن 15 عاما، وأن نسبة أكبر من ذلك تترك المدرسة قبل ذلك السن.راوح أعمارهم بين 5 أعوام و14 عاما في البلدان النامية، وحوالي 16 في المائة من جميع الأطفال في هذه الفئة العمرية، ينخرطون في عمالة الأطفال.