حاول الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن يلطف الأجواء المشحونة بعد إعلانه تأييد قرار حظر ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس الفرنسية. وذلك عبر إعلانه التزام فرنسا بعدم محاولة لإعادة رسم خطوط العلمانية في الدولة. كما دعا (ولأول مرة) شخصية إسلامية مرموقة في باريس لاستقبال رسمي في قصر الإليزيه إلى جانب شخصيات نصرانية ويهودية، لتهنئة شيراك بالعام الجديد (!!!). وأعلن شيراك بمناسبة استقبال رسمي للشخصيات الدينية للتهنئة بالعام الجديد أول أمس الثلاثاء، عزمه حماية الحريات الدينية عبر معارضته ما أسماها جميع مظاهر عدم التسامح. ودعا ممثلي الديانات الثلاث والإسلامية والنصرانية واليهودية إلى العيش في علمانية منفتحة تسمح بالتعايش واحترام الجميع.! وحاول شيراك الدفاع عن القانون المقترح قائلا أنه يهدف إلى تأكيد التزام فرنسا بالمحافظة على الفصل بين الدين والدولة. ومثل الجالية الإسلامية في فرنسا البالغ عددها أكثر من خمسة ملايين نسمة، والتي تعتبر ثاني أكبر مجموعة دينية بعد النصرانية، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي تأسس العام الماضي أمام جامع باريس دليل بوبكر. حيث دعاه للمرة الأولى إلى الاستقبال الذي كان مقتصراً في السابق على شخصيات نصرانية ويهودية. من جهة أخرى هدد الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي برفع دعوى في حال منع الحجاب في فرنسا مؤكدا أن إجراء من هذا النوع يمكن أن يغذى العداء ضد فرنسا. وقال القرضاوي الذي يترأس المجلس الأوروبي للأبحاث والإفتاء ومركز البحوث الإسلامية في جامعة قطر قوله لو وضع هذا القانون سنطالب برفع دعوى قانونية لأنه يتنافى مع الدستور الفرنسي. وأضاف القرضاوي أن إجراءات مثل منع الحجاب من شأنها أن تغذى العداء لفرنسا، وأشار إلى أن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث دعا فرنسا بعد جلسة برئاسته عقدت مؤخرا في دبلن إلى مراجعة موقفها وتوجهها بشأن منع ارتداء الحجاب في مدارس الدولة. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الشيخ قوله إن المجلس شكل لجنة برئاسة وزير العدل الموريتاني السابق عبد الله بن بية لزيارة فرنسا ولقاء المسئولين هناك لتبيان الموقف الواجب. وكان القرضاوي بعث في 24 دجنبر الماضي رسالة إلى الرئيس الفرنسى جاك شيراك يدعو فيها إلى مراجعة قراره بشأن الحجاب معبرا عن استغرابه التعصب ضد التعاليم الإسلامية من فرنسا بلد الحرية و الانفتاح. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن في ديسمبر تأييده لمنع ما يسميه العلامات الدينية الظاهرة في المدارس والإدارات العامة في فرنسا بما فيها الحجاب الإسلامي . وفي السياق ذاته قالت مصادر إعلامية يوم أمس الأربعاء أن مجلس الشيوخ البلجيكي يناقش مشروع قرار لإلزام الحكومة في الجزء البلجيكي الناطق باللغة الفرنسية والقريب من حدود بلجيكا مع فرنسا، بإلغاء الحجاب الإسلامي في المدارس.!! وقالت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة ا ليوم الأربعاء أن مشروع القرار تقدمت به النائبة أنا ماريا ليزين من الحزب الاشتراكي الفرانكفوني وزميلتها آلاين ديستكش من حزب حركة الإصلاح الفرانكفوني. وجاءت فكرة مشروع القرار عقب ندوة سياسية حول الخطوات التي شهدتها فرنسا أخيرا في ما يتعلق بإلغاء الحجاب الإسلامي. واعتبرت النائبتان أن إلغاء الحجاب من شأنه أن يضمن المساواة بين الرجل والمرأة (!!!) والحفاظ على هوية الدولة وكذلك من شأنه أن يحمي الأقلية الموجودة في البلاد ويساعد على إدماجها في المجتمع الذي تعيش فيه. وأشارت الصحيفة إلى أن اللافت للنظر أن زعماء الحزبين اللذين تنتمي إليهما النائبتان سبق أن أعلنوا عدم معارضتهم للحجاب في المدارس. حسن صابر