ناشدت اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل وهى إحدى لجان المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الذي يرأسه الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الرئيس الفرنسي جاك شيراك والحكومة الفرنسية وسائر الديمقراطيين في فرنسا وجوب الحفاظ على حقوق الأقلية المسلمة في فرنسا في التعليم والعمل وحرية العقيدة وممارستها واحترام عقيدة النساء المسلمات في الالتزام بالحجاب. جاء ذلك في البيان الذي نشرته جريدة الشرق القطرية الجمعة. وقالت اللجنة إن حجاب المرأة المسلمة هو أحد فروض الدين الإسلامي الأساسية التي لا يجوز للمرأة مخالفته وليس مجرد رمز ولا إعلانا عن انتماء ديني. كما دعت الرئيس جاك شيراك إلى العمل الفوري على إعادة الطالبات والنساء المطرودات إلى مقاعد الدراسة وأماكن عملهن.. ووصفت اللجنة في بيان لها أول أمس الخميس قرار الرئيس شيراك بإصدار قانون يتضمن حظر ارتداء الحجاب وكل ما يعتبر إعلانا عن انتماء ديني أو سياسي في المدارس والجهات الحكومية بأنه يتعارض مع برامج الانصهار الاجتماعي والتسامح ومنع قبول الآخر وتقديم صور إيجابية عن كل ديانة لدى كل طرف ولا يساعد على تقليل آثار الحساسيات التي قد تنجم بين الجاليات.. وذكر البيان أن هذا القرار يعد تراجعا خطيرا عن مبادئ الحرية التي آمنت بها فرنسا ونقضا لمبادئ قانونية فرنسية مستقرة وانتهاكا لاتفاقيات دولية وقعت عليها فرنسا وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي ينص على أن لكل شخص الحق في الإعراب عن ديانته أو عقيدته سواء بالممارسة أو إقامة الشعائر الدينية.. واعتبر البيان أن سن قوانين قد تكون مميزة ضد فئة معينة أكثر من فئة أخرى قد يزيد من تلك الحساسيات ويؤدي إلى خلخلة النسيج الاجتماعي داخل فرنسا.. وقال البيان إن حجاب المرأة المسلمة هو أحد فروض الدين الإسلامي الأساسية التي لا يجوز للمرأة مخالفته وليس مجرد رمز ولا إعلانا عن انتماء ديني، وإن منعها من ارتدائه يمثل اعتداءات صارخة على حرية التدين وإكراها للمرأة المسلمة على مخالفة عقيدتها الدينية ويؤدي إلى خلق حالة من الاضطهاد الديني تحظره كافة القوانين الأوروبية ومنها قوانين فرنسا التي يوجد بها أكثر من خمسة ملايين مسلم.. الدوحة- عبد الحكيم أحمين5 اجتمع السفير الفرنسي بالقاهرة جان كلود كوسران بفضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، حيث ادعى السفير الفرنسي أن حظر حق المسلمات في ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية، لا يمثل اضطهاداً للمسلمين ولا مساساً بحرية العقيدة. وقال إن فرنسا أنشأت مجلساً تمثيلياً للمسلمين المقيمين فيها للرجوع إليه في الاستشارات الخاصة بأمور الدين، ومنها قضايا المدافن والأعياد والذبح حسب الشريعة الإسلامية وغير ذلك. وأضاف أن إنشاء هذا المجلس كان بهدف اندماج المسلمين داخل المجتمع الفرنسي، وهذه هي النظرة الحقيقية الذي تنظر بها السلطات الفرنسية للعلاقات مع العالم العربي والإسلامي. غير أن مراقبين يقولون إن الحظر الفرنسي للحجاب سيدفع المسلمين إلى الانعزال عن المجتمع بدلا من الاندماج فيه، وسيتخذون مدارسهم الخاصة وأعمالهم الخاصة كذلك للحفاظ على عفة بناتهم وتمكينهن من تطبيق فرائض الإسلام بحرية. وزعم السفير الفرنسي أن المسلمين في فرنسا يتمتعون بكافة الحريات وحقوق المواطنة، كما أن وزير الداخلية الفرنسي نيكولا سركوزي سيقوم بجولة في العالم الإسلامي، وسيزور الأزهر لأخذ رأي المؤسسات الدينية حول قضية الحجاب وغيرها من القضايا التي تهم المسلمين في فرنسا. ومن جانبه؛ أوضح شيخ الأزهر أن الحوار وتبادل الأفكار أساس لحل المشكلات، قائلا إن فرنسا لها ثقافتها الخاصة. لكنه عاد وأكد على أهمية احترام الخصوصيات العقائدية واحترام شعائر كل دين وعدم المساس بحرية العقائد؛ لأن ذلك من حقوق الإنسان التي نصت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية. وفي السياق نفسه دعا سماحة مفتي سوريا الشيخ أحمد كفتارو، الرئيس الفرنسي لإعادة النظر في موقفه لمنع ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس والمؤسسات الحكومية في فرنسا. ووجه كفتارو رسالة للرئيس شيراك، أكد فيها أن الأمة الإسلامية تنظر إلى الحجاب على أنه من أسس دينها وهو ليس مجرد مظهر أو عادة، ودعاه إلى إعادة النظر في تأييد قرار حظر الحجاب. واعتبر مفتي سوريا أن مراجعة شيراك لقراره سيكون فيه تناغم مع تاريخ فرنسا العريق على المستوى الداخلي والفرنكوفوني والدولي، ونهجها المعتدل في التعايش بين الأديان والأعراق والأجناس.