أبرزت صحيفة الزحف الأخضر الليبية أن العرب لم يعودوا في حاجة إلى إفرازات قطرية جديدة تضاف إلى الكيانات القزمية الحالية. وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر أول أمس أن تذليل هذه الصعوبات يكون بتحسين التعامل مع بعضنا البعض في إطار كيان قوي موحد عبر سياقات العمل الوحدوي الاندماجي، بعيدا عن مجالات تستدعي تدخل أطراف خارجية قد تؤدي إلى تدويل قضية الصحراء، مشيرة إلى أن هذا ما يحدث الآن في مسألة الصحراء التي أصبحت تؤرق الأعضاء المؤسسين للاتحاد المغاربي، وكأنها فيروس لا يمكن مقاومته والقضاء عليه إلا من خلال آليات تدخل خارجية. وبعد أن أشارت إلى أنه يمكن تجاوز المسيرة المتعثرة لاتحاد المغرب العربي بالحوار الجاد وبدون أحكام مسبقة، تساءلت الصحيفة: لماذا يختلف العرب على كثبان رملية تختفي فيها أبسط مقومات الحياة؟ مبرزة أن العرب في أمس الحاجة إلى التعاقد ولم الشمل وبناء وحدة قوية تحميهم. وتساءلت في هذا الإطار عما إذا كانت عمليات الشد إلى الوراء والصراعات الهامشية أقوى من ترجمة الاتحاد على أرض الواقع، منادية بالانطلاق بدون حدود سياسية وأوهام سلطوية لبناء اتحاد المغرب العربي ليكون على شاكلة الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الإفريقي بدون فواصل وقواطع. واعتبرت الصحيفة أن المناداة بوحدة المغرب العربي ضاربة في أعماق ووجدان الإنسان العربي منذ فجر التاريخ، وحتى أيام المناضل ابن عبد الكريم الخطابي الذي تلمس الواقع المجزأ، وأكد على أهمية هذا التوجه الوحدوي، وأردفت أن واقع حال المنطقة المغاربية لم يكترث بدلالات هذا التوجه والأوضاع والمستجدات الجهوية والإقليمية الضيقة، وظلت دائما أجندة يتمسك بها البعض بدون وعي. وتجدر الإشارة إلى أن الصحيفة نفسها كانت قد اعتبرت في أحد أعدادها الأخيرة أن مشكلة الصحراء كانت المشكلة الوحيدة والعقبة الحقيقية في طريق إنجاز مشروع اتحاد المغرب العربي نتيجة الخلاف المزمن حول هذه القضية بين الجزائر والمغرب، قائلة أن هذا الموضوع يعتبر الآن في مقدمة المواضيع التي تجد الرعاية والاهتمام من قبل العقيد معمر القذافي.