نظمت كتابة الدولة المكلفة بالشباب بولاية مراكش أخيرا لقاء مفتوحا مع منابر إعلامية وطنية وجهوية، حضره ممثل صندوق الأممالمتحدة للتنمية والسكان. وفيه قال عبد الواحد العلكي مندوب كتابة الدولة للشباب إن تنظيم هذا اليوم ليس من باب الدعاية الإعلامية، بقدر ما هو خطوة أولى نحو الانفتاح على المحيط والخروج بمؤسسات الشبيبة من التقوقع والانكماش الذي عاشته لفترة طويلة، وذلك من أجل مسايرة التطور والاستجابة للحاجيات الحقيقية للشباب، داعيا جميع فعاليات المجتمع من مسؤولين ومنتخبين ومحسنين إلى التعاون من أجل النهوض بهذا القطاع الذي يهم شريحة مهمة من المجتمع، علما أن الإمكانيات ضئيلة ولا تعضدها الحالة المزرية لغالبية المؤسسات التابعة لكتابة الدولة. وتعرف هذه المؤسسات، حسب البعض، فقدان المصداقية في الخطاب، بل أصبحت ملجأ لأعمال الانحراف الأخلاقي، حيث أن منها من ابتعد عن أداء وظيفته الأساسية، الشيء الذي أدى إلى نفور الشباب منها، وهذا ما تفسره ضآلة الاستفادة من خدماتها وأنشطتها، كما أن أغلب المؤسسات لا تستجيب للمهام والأدوار المنوطة بها، فهي إما متقادمة ومعزولة أو ضعيفة التجهيزات أو مغلقة. وكشفت الزيارة التي قام بها المشاركون لمركز حماية الطفولة بمراكش، والذي يحتضن حوالي 76 حدثا (سعته الإجمالية 120)، حجم المعاناة التي يعاني منها الطفل المغربي المشرد، حيث أكد لالتجديد عدد من الأطفال وشباب هذا الإصلاحية أنواعا من المشاكل التي عاشوها في المدينة جراء مشاكل اجتماعية ناتجة عن الفقر والطلاق، وفيما يأمل بعض الأطفال العودة إلى ذويهم وأهلهم مفتقدين حنانهم وعطفهم عليهم، اعتبرها البعض الآخر (الأكبر سنا) مناسبة لتعلم صنعة تعين على أعباء الحياة، فيما كشفت الزيارة إلى مركز نسوي بحي أزلي عن معاناة شديدة تعاني منها المربيات تتعلق بظروف العمل. من جهة أخرى طغت لغة الأرقام على عرض قدمه الدكتور رضوان بلوالي، ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، حيث أشار إلى أن المغرب عرف نموا مطردا في عدد السكان، وخاصة في فئة الشباب، ولم يكن بالإمكان خفض معدلات النمو إلا مع بداية سنة ,2014 وذكر بأرقام تبدو معبرة، منها أن المراهقين (15 19سنة ) يكونون حوالي 20% من الساكنة، في حين أن فئة الشباب (15 إلى 25) يمثلون أكثر من 30% أغلبهم من العزاب بنسبة تصل إلى 97%. وقالت الإحصائيات إن نسبة الأمية تصل إلى 15%، في حين أن أزيد من 50 بالمائة لا يستطيعون إتمام دراستهم الثانوية. وجاء في استطلاعات رأي في أوساط الشباب المغربي، أشار إليها ممثل صندوق الأممالمتحدة، أن أكبر مشكل يتهددهم هو مشكل التدخين والخمر والمخدرات والمشاكل النفسية. وفي غياب الإشارة إلى أي اهتمامات أخرى حول المسائل المتعلقة بالزواج وما يتعلق بالأسرة، قال بلوالي إن معرفة الشباب بموانع الحمل تصل إلى نسبة 99% !! فين حين أكد أن 51% يستعملون هذه الموانع !! وبإلقاء نظرة خاطفة على برنامج صندوق الأممالمتحدة للسكان، الذي قدم في العرض، يتبين مدى حرص هذه المنظمات على تطبيق توصيات مؤتمرات القاهرة وبكين، نظرا للمصطلحات الكبيرة المتعلقة بمرجعيات معروفة (الصحة الإنجابية تغيير الأعراف في المسائل الجنسية، ثقافة النوع)، كما اتضح أن هذا البرنامج الذي لم يتح للصحفيين التعرف عليه مسبقا من أجل مناقشته، يحمل نظرة يغلب عليها الهاجس الديموغرافي أكثر مما تحاول أن تستجيب لتطلعات الشباب، سواء في ميدان التعليم والصحة والعمل وملء أوقات الفراغ. عبد الغني بلوط